Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


المفتي قبلان يردّ على الراعي

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة شهر محرم الحرام ورأس السنة الهجرية لهذا العام من مكتبه في دار الإفتاء الجعفري ردّ فيها على البطريرك الراعي.

الإثنين ٠٩ أغسطس ٢٠٢١

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة شهر محرم الحرام ورأس السنة الهجرية لهذا العام من مكتبه في دار الإفتاء الجعفري ردّ فيها على البطريرك الراعي:

"في شهر محرم الحرام، تتكلل السنة الهجرية بأعظم دماء وأشرف شهداء، وهو ما تنتهجه المقاومة اليوم عبر ردها بالنار على النار الإسرائيلية، تثبيتا للردع، وتأكيدا للجهوزية، وترسيخا لحقيقة أن سياج هذا الوطن جيشه وشعبه ومقاومته، بعيدا من الكمائن المدبرة التي تكشف بعضا من المشاريع الخارجية، التي تحضر لبلد لا يقبل إلا بأن يكون حرا أبيا بحلته الوطنية وعيشه المشترك وسلمه الأهلي ودولته الجامعة.

من هنا أحب أن أتوجه لأخينا في الإنسانية، وشريكنا في الوطن، لغبطة البطريرك الراعي فأقول: القضية قضية وطن كان محتلا، وسيادة كانت مصادرة، يوم تخلى العالم كله عنا، فاستعادته المقاومة وحولته بلدا منيعا، ووطنا مهيبا، تحسب له تل أبيب ألف حساب، وذلك بسبب ما تمتلك المقاومة من ترسانة نوعية وصواريخ دقيقة، وقرار شجاع، شكل ضرورة هذا الوطن ومشروع دولته وسياج استقلاله، وأمنه وأمانه. وهي اليوم أكثر ضرورة لمنع مشاريع الحرب الأهلية، التي يعمل عليها أكثر من طرف دولي وإقليمي بأقنعة مختلفة.

ولأن المقاومة ضرورة تحرير وحماية بلد وسيادة واستقلال، لم تحتج إلى تبرير يوم كانت بيروت محتلة، فإنها كذلك اليوم لا تحتاج إلى أي تبرير، لأن سيادة وبقاء هذا البلد يرتبط إلى حد بعيد بأصل وجود المقاومة في لبنان. على أن ضرورة وجودها اليوم هي أكبر وأعظم لأن التهديد أكبر وأعظم".

أضاف: "أما بخصوص هدنة 1949، فحولها الإسرائيلي أشلاء وخرائط احتلال وحرب أوطان، وهو لا يعترف إلا بمصالحه الدموية وعقليته العدوانية ومشاريعه التوسعية، وهنا السؤال: هل احتلال إسرائيل لجزء من لبنان في العام 1978 ثم غزوه للبنان واحتلاله لعاصمته عام 1982 اعتراف بهدنة أم رقص على أشلائها؟ ثم أين كانت الشرعية حين كانت آلة الحرب الإسرائيلية تسرح وتمرح في المؤسسات الدستورية وتعين وتعزل وتهود كل شيء؟ هل نسينا الأمس القريب، أم تناسينا؟ أم أن هناك مشروعا دوليا إقليميا، وظيفته تبييض إرهاب تل أبيب واحتلالها لفلسطين، ويجب أن يكون لبنان جزءا منه، وعضوا من هويته الجديدة، ولو على أشلاء الرسالات السماوية والمبادىء الدولية. وبالحقيقة، هذا ما يتم العمل عليه وهو أمر لا يمر في لبنان، وستظل إسرائيل كيانا محتلا وعدوا غاصبا، وسنعمل بكل الطاقات والإمكانات لردعها ونزع أنيابها".

وتابع: "أما قرار السلم والحرب فهو قرار وطن، قبل أن يكون قرار حكومة، وقرار سيادة واستقلال، قبل أن يكون عدد كراس في مجلس وزراء منقسم على نفسه، ولا يملك إمكان مواجهة إسرائيل، لذلك كانت الحكومات المتعاقبة تكتفي بإصدار بيان أو بشجب عدوان، ثم تبكي على جنائز شعبها، لأن هذا أكثر ما تستطيعه أمام عدو غاشم، وهو ما حذر منه فيما مضى الإمام السيد موسى الصدر، وأكدته القوى الوطنية ولا سيما حركة أمل وحزب الله الذين انخرطوا بمعركة إنقاذ الوطن واستعادة الدولة وتحرير البلد وانتزاع السيادة والاستقلال من مخالب وأنياب الإسرائيلي المحتل، وتحقق ذلك بفعل المقاومة، وليس بالبكاء على أطلال مجلس الأمن، ولا بالمؤامرات الدولية، ولا بادعاء الحياد، ولا ببيانات مجلس الوزراء. وما جرى في ثكنة مرجعيون العام 2006 خير دليل، رغم الوجع. على أن الذي يقرر السلم والحرب طيلة سنوات مضت، هي تل أبيب وليس لبنان أو المحيط، وما قامت به المقاومة هو الوقوف في وجه وحشية تل أبيب بخصوص قرار السلم والحرب، ووضع لبنان على سكة دولة قوية مرهوبة الجانب بسبب ترسانة المقاومة، وقدراتها النوعية التي وضعت تل أبيب تحت خط النار".

وقال: "لذلك، ولأن قرار السلم والحرب منوط بتحرير لبنان وحماية سيادته وتأمين مصالحه واستقلاله، كان هذا سبب وجود المقاومة، وسبب استمرارها، وبخاصة أن هناك من يمنع تسليح الجيش لصالح تل أبيب وهيمنتها في المنطقة، ولن يكون الجيش لا اليوم ولا غدا إلا شريكا للمقاومة، لأن وظيفة الجيش حماية لبنان وضمان سيادته واستقلاله ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وهو بشراكته للمقاومة يقوم بهذه الوظيفة. وهنا أحب أن أؤكد وأقول: إن حكومة غير قادرة على فرض تسعيرة ربطة الخبز أو حماية تنكة البنزين أو المازوت أو تأمين حبة دواء وحليب أطفال، أو تأمين مياه أو ضبط أسعار السلع الغذائية، أو منع احتكار الأسواق، ومنع لعبة الدولار، هي بالأولى ليست قادرة على أخذ قرار بالسلم والحرب بحجم حماية لبنان من وحش يتأهب دائما لابتلاعه، ومجلس الأمن وبيانات التنديد لا تستعيد الأوطان، والتجربة مرة، وهي واضحة عبر التاريخ. بصراحة أكثر، لولا وجود مقاومة قوية وصواريخ استراتيجية لكان لبنان مجرد مستعمرة يمارس فيها الصهيوني كل أنواع الاستعباد والهدم، كما فعل ويفعل في فلسطين والقدس وكنيسة المهد وكنيسة القيامة، وحي الشيخ جراح".

أضاف: "لذلك فليسمع العالم جيدا: لبنان لن يكون جزءا من تهويد المنطقة، ولن يكون جزءا من الاستسلام ما دامت هناك مقاومة في لبنان، وهي منه كالرأس من الجسد، وإذا كان من أمن وأمان في الجنوب وسائر محافظات لبنان فهو بفضل قوة الردع التي حولتها المقاومة سياج وطن، وسيادة بلد، وضمانة شعب ومؤسسات. العين اليوم على حماية لبنان بكل الأشكال، لأن هناك مشروعا دوليا إقليميا حقيقيا يريد النيل من الداخل اللبناني، ومسؤولية كل الوطنيين في هذا البلد حماية لبنان من خرائط المتاريس الدولية واللعبة الطائفية". وتابع: "أتوجه للبنانيين: هذا لبنان بلدنا، والدولة دولتنا، والناس ناسنا، لذلك دعونا نحمل جميعا هم هذا البلد، بعيدا من اللعبة الدولية الإقليمية، وليكن لبنان وسلمه الأهلي وعيشه المشترك أولا، وبخاصة أن التاريخ القريب للحرب الأهلية مر للغاية، ومن جر الفتنة إلى نفسه فقد قتلها. لنكن عائلة وطنية واحدة، ضمن مشروع دولة واحدة، وسط محبة ورحمة واحدة، وقد اختلطت دماء أبنائنا ببعضها البعض لحماية هذا البلد، فلا تضيعوا هذا الوطن، لأن لا بديل لنا منه. آن الأوان لنا لأن نتعظ ونتعلم كيف نحصن بلدنا، وكيف نحافظ عليه ونحميه، وكيف نحكمه".

 


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :53189 الأحد ٢٤ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :50103 الأحد ٢٤ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :49486 الأحد ٢٤ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور