Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


هل يعود الحريري الى بيت الوسط وماذا عن الحريريين؟

ترك تحرك السفير السعودي وليد البخاري أسئلة بشأن تأثيره على الناخب السني.

الثلاثاء ١٢ أبريل ٢٠٢٢

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

المحرر السياسي-لاحظ  قيادي مستقيل في تيار المستقبل أنّ المزاج السني العام بدأ يتحوّل للمشاركة في الانتخاب بعد عودة السفير السعودي وحركته "الرمضانية- السياسية".

يعترف القيادي المستقيل بأنّ رئيس التيار الأزرق سعد الحريري كان على صواب حين قلب الطاولة في وجه العرب الذين تخلوا عن لبنان، ويستطرد القيادي بأنّ القادة العرب أدركوا معاني انسحاب الحريري من معركة الانتخابات والسياسة عموما، فبدّلوا موقفهم وعادوا الى الساحة اللبنانية.

يقول القيادي المستقيل، انّ الحريري خرج من لبنان ولكن "نحن بقينا فيه" فهل نستسلم؟

من يراقب المزاج السني يلاحظ، في المدة الأخيرة، تبدلا في التوجه، من الانكفاء الى التفكير في الاقتراع.

لا شك، أنّ حركة السفير السعودي وليد البخاري بعد عودته الى بيروت، أعادت "الثقة" بالنفس لدى شريحة واسعة من الناخبين السنة الذين يواجهون خيارين: ترك الساحة بلا سياج فيتسلل اليها المتطفلون والمستفيدون، أو ملء الفراغ الذي تركه الحريري بالاقتراع لمن يشبه خطّه السياسي.

هذا التبدل في المزاج الذي لم تتضح اتجاهاته كليا بعد، ساهمت في إحداثه إشارات متناقضة:

إصرار مفتي الجمهورية والمفتين ورؤساء الحكومات السابقين والمفاتيح العائلية والرافضين في تيار المستقبل لقرار الحريري، على المشاركة في الاقتراع تحصينا للساحة السنية.

مغامرة الرئيس فؤاد السنيورة في خوض الانتخابات بلوائح معروفة في بيروت وعدد من المناطق.

إصرار قيادات سنية من الصف الخلفي، كأشرف ريفي وفؤاد مخزومي ومصطفى علوش وقيادات عكارية وبقاعية وغيرهم، على المبادرة في تشكيل لوائح تستمد شعاراتها من قاموس " الحريرية السياسية".

وفي حين نجحت قيادات سنية لا تنتمي الى الحريرية في التصرّف حسب اتجاهات المزاج السني كالرئيس نجيب ميقاتي وأسامة سعد، أحدثت تصاريح البعض كفيصل كرامي وقيادات في "الإسلام السياسي" نقزة في الشارع.

تمثلت هذه النقزة من خلو خطاب هؤلاء من أي محتوى سياسي واضح مع شك في انتمائهم الى الخطوط المتشابكة إقليميا، من سوريا الى ايران، بعيدا من السعودية.

وما عزّز التحوّل في المزاج السني رد فعل "الحلفاء والخصوم" في آن واحد:

أخطأ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في تعليقه الأول على انسحاب الحريري، وزاد من هفوته رد فعل المحسوبين على امين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، من صحافيين وسياسيين، الذين حمّلوا جعجع المسؤولية الكاملة في "فشل" أو "تعثر" الحريري في الاستمرار في الحقل السياسي.

وإذا كانت ردود فعل المحسوبين على أحمد الحريري فعلت فعلها في البدء الا أنّها تلاشت أمام عدم قدرة هؤلاء على الاستمرار في ظل شعارات سياسية لمرحلة ما بعد الانسحاب والاعتكاف، خصوصا أنّ الهجوم لم يقتصر على جعجع بل طال رموزا سنية أمثال الرئيس السنيورة أحد أقرب المقربين من الراحل رفيق الحريري، في وقت فشل بهاء الحريري في دخوله المعترك السياسي كوريث لرفيق وسعد الحريري.

انتهى المد والجزر عند  مؤيدي انسحاب الحريري، بعلامة استفهام: ماذا بعد؟

هذه البلبلة في صفوف التيار الأزرق وحلفائه تخطاها السنيورة تحديدا بالإقدام والمثابرة في خوض المعركة الانتخابية توازيا مع حركة قادها بذكاء الزعيم وليد جنبلاط الذي أوضح، من دون أن يتطرق الى قرار الحريري مباشرة، الى أنّ لبنان ذاهب الى مكان آخر، وهوية مختلفة.

وكبرت كرة الثلج التي دفعها جنبلاط، خوفا يتراكم مع الوقت، وانقسمت المعركة الانتخابية بين فريق يريد السيطرة على مجلس النواب بقاطرة حزب الله، وبين فريق يجاهد في سبيل انتزاع لبنان من تحت "الاحتلال الإيراني".

لا يهمّ هنا من ظهّر هذه الصورة، "جهات خفيّة" أم هو الواقع في نموّه؟

وإذا كان حزب الله، تحديدا أمينه العام السيد حسن نصرالله، حاول التغاضي أو الابتعاد عن قرار انسحاب الحريري الا أنّ لامبالاة قياديي الحزب راكمت المخاوف وأثارت الشك والريبة؟

وتساءل "الحريريون" هل دفع زعيم المستقبل ثمن تخطيه القرارات الاتهامية التي صدرت عن المحكمة الدولية من أجل لبنان، وتسوياته مع الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، ليُترك وكأنّ شيئا لم يحصل مع من رفع شعار " السلم الأهلي" هو الأساس؟

وزادت من صدمة الحريريين  قفز حزب الله فوق تنحي الحريري، فالخطاب السياسي الذي رفعته قيادات في الحزب أكدّت فيه النصر الانتخابي الأكيد والسيطرة على السلطة التشريعية بعد سيطرتها على السلطة التنفيذية.

هذا الجو الناشئ أدركه السيد نصرالله الذي طمأن في خطابه الأخير الجميع بأنّ الحزب لا يريد من معركته الانتخابية السيطرة على ساحة النجمة، ولا يرمي الى الغاء أحد، ومدّ يده للتعاون من أجل الإنقاذ.

وأدرك جعجع في المقابل أنّه يستحيل عليه أن يكون البديل سنيا.

وشعر الحريريون أنّهم لا يملكون سلاحا لخوض معركة من دون أفق سياسي.

وأدركت السعودية ومعها الخليج أنّ ثمن انسحابها من لبنان مكلف جدا في اللحظة التي تتكوّن في الإقليم توازنات جديدة.

فبدّل الجميع من خططهم ومقاربتهم لتداعيات انسحاب الحريري.

هل هذا يعني أنّ المزاج السني سينتقل فعلا من التفكير في الانتخاب الى الانتخاب بحد ذاته؟

إشارة الى أنّ نسبة المشاركة السنية في الانتخابات الماضية لم تكن عالية؟ ولا يُعرف بعد ماذا سيقرر الناخب في بيروت وصيدا والبقاع تحديدا توسعا الى الشمال.

إشارة أيضا، الى أنّ السعودية التي ابتعدت عن الحريري لن تخوض المعركة الانتخابية بشكل مباشر، ومن عادة الولايات المتحدة الأميركية، في الانقلابات، أن تتعامل مع المنتصر.

لكنّ الأكيد، ومن اطلالة السيد نصرالله الأخيرة، أنّ الحزب بدّل في أجندة طموحاته، كما ارتضى منافسوه الحدّ الأدنى من الطموح المتمثل في القبض على قوة التعطيل نيابيا.

ماذا عن الفرنسيين؟ هذا سؤال مهم مع تنامي الحديث عن تقاطعات في المصالح الفرنسية السعودية تصب في لبنان المندفع أكثر الى "جهنم".

هل شعرت السعودية بخطر الفراغ في لبنان؟

وهل شعر حزب الله أنّ التقاط كرة النار مؤلم؟

وهل سيعود سعد الحريري الى الساحة بشكل من الأشكال، أم أنّ قرارا سعوديا صدر نهائيا بإقفال بيت الوسط؟

ماذا عن البديل؟            


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :45842 الأربعاء ٢٤ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :42719 الأربعاء ٢٤ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :42279 الأربعاء ٢٤ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور