Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


المشاهد لم تعد تعنيه "تيتا لطيفة" فلماذا يهتمّ بالانتخابات الأميركيّة؟

خصّصت وسائل الاعلام اللبنانية حيّزا واسعا لتغطية الانتخابات الأميركية، فماذا عن القضايا المحلية الأخرى الحيوية الطابع.

الأربعاء ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٢

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

جو متني- بأيّ مقياسٍ يحدّد مسؤولو ومديرو الأخبار والبرامج السياسيّة كيفيّة التعاطي مع حدث داخلي أو اقليمي أو دولي، سياسياً كان أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو ثقافياً أو رياضياً أو حتى منوّعات.

طرح المراقبون هذا السؤال في اليومين الماضيين بالتزامن مع استحقاق الانتخابات النصفيّة في الولايات المتّحدة الاميركيّة، التي خصّصها بعضُ المحطات التلفزيونيّة اللبنانية بالنقل المباشر من ولايات بالكاد سمع اللبنانيّون بها ومن أمكنة لا تعني شيئاً لهم. 

ذهب المراسلون والمُصوِّرون إلى مراكز الاقتراع. محطّتان على الأقلّ هما LBCI و MTV أرسلتا فريقَيْن اعلاميّين. استصْرحوا مواطنين أميركيّين عن خياراتهم بين حزبَين ديمقراطي وجمهوري.

لم يصطادوا على الكاميرا أميركيّاً من أصلٍ لبناني. عوّضوا الأمر بالتواصل مع محلّلين لبنانيّين مقرّهم في واشنطن أو في لبنان، لاعطاء الصبغة اللبنانية على مهمّتهم.

يستتبع السؤال الأوّل سؤال ثانٍ ماذا ينفع الرأي العام اللبناني معرفة نتائج انتخابات نصفيّة أو غير نصفيّة أو رئاسيّة في أعظم دولة في العالم من حيث القوّة والجبروت والنفوذ والهيمنة؟

طالما المواطن الأميركي نفسه ينشد منها تحسين أوضاعه لا أكثر ولا أقلّ. وطالما الخبراء والمحلّلون أمثال الصحافي سام منسّى، يؤكّدون أنَ أميركا لا ترى لبنان إلا من منظار حزب الله وكيفيّة "القضاء" على "الهيمنة" الايرانيّة على لبنان، وأنّ الحزبَين الأميركيَّين المتنافِسَين لا يعني لبنان لهم شيئاً منذ انفجار مقرّ المارينز في بيروت الغربيّة في تشرين الأوّل 1983 واعطاء البنتاغون الأوامر لهذه القوّات بالانسحاب في شباط 1984.

  في متابعة صباحيّة، خصّصت محطّة لبنانيّة 25 دقيقة من نشرتها الاخباريّة للانتخابات الأميركيّة. أين شركات الاعلان والاحصاءات عن نسب المشاهدين ونوعيّتهم واهتماماتهم؟ ألا يوجد تنسيق بين الأقسام في المحطّات؟ هل يغيب عن بالهم التفكير ولو للحظة، أنّ 70% إلى 80% من المشاهدين والمشاهدات في فترات الصباح هم من ربّات البيوت غير المأخوذات بالانتخابات ولا بأميركا، ولا حتى بالشيف انطوان أو تيتا لطيفة أو الشيف رمزي أو الشيف جو. ويكتفون بالتفتيش عن مقادير طبق يُشبع البطون ولا يُفرغ الجيوب.

الحماسة البادية على المراسلين الذين يغطّون هذا الحدث الذي لا يعني اللبنانيّين لا من قريب ولا من يعيد، لا تُظهر ولا تُفسِّر بوضوح الآلية الدستوريّة والاجرائيّة للعمليّة الديمقراطيّة.

  فمثلاً، لم يُفدِّم أحدٌ شرحاً عمّا إذا كانت الانتخابات النصفيّة تجري لمجمل عدد مجلس الشيوخ الـ 100 ولكامل عدد مجلس النواب الـ 435، وهل تحصل على طول مدّة الولاية البالغة سنتين، أو أن هناك شيوخاً ونوّاباً في الكونعرس الذي يضمّ مجلسَي النواب والشيوخ، لم تنتهِ ولايتهم في الثامن من تشرين الثاني الحالي، يكمّلون إلى حين اجراء الانتخابات الرئاسيّة في تشرين 2024؟  

حشريّة المراقبين تذهب إلى التساؤل أيضاً عمّا إذا كانت المحطات التلفزيونيّة هي التي تتولّى تغطية كلفة سفر واقامة فرقها الاخباريّة في الولايات المتّحدة، أو أّنّها تحصل على تمويل من السفارة الأميركيّة في عوكر، التي قد تكون تسعى من خلال هذه التغطية، إلى خلق بيئة حاضنة للثقافة الأميركيّة وقريبة منها ومتآلفة معها داخل المجتمع اللبناني، بما يُشبِه سياسة التطبيع. 

المغالاة في التغطية الاخباريّة لحدث غريب عن عادات المشاهد واهتماماته وأولويّاته تبعده عن متابعته، وتجعله مشمئزاً إلى حدّ النفور منه. فاللبناني لا يتذكّر من الانتخابات الأميركيّة على مدى عقود إلا المعركة بين آل غور وجورج بوش عام 2000 وحسمها لمصلحة الثاني بعد اعادة فرز الأصوات في عملية مشكوك بأمرها في ولاية فلوريدا، ذُكر وقتها عن انقطاع الكهرباء.

كما يتذكّر اللبناني ما حدث قبل عامين حين اقتحم مناصرو الرئيس دونالد ترامب المقرّات والمباني الحكوميّة رفضاً لنتيجة فوز الرئيس جو بايدن رئيساً.


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :53091 الخميس ٢١ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :50005 الخميس ٢١ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :49392 الخميس ٢١ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور