Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


هل هناك حلّ للبطالة في لبنان غير الهجرة؟

يُطرح السؤال :لماذا تتفاقم نِسَبُ البطالة؟ وما تأثيرها؟ وهل هناك حلول جدّيّة للمفرّ من الأزمة؟

الثلاثاء ٠٩ مايو ٢٠٢٣

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

  ماريّا طوني طراد- إنّ الأزمات المتفاقمة الّتي تعصف بلبنان منذ بضعة أعوام سبّبت ضغوطًا حادّة على شباب لبنان. يدفع شبابنا اليوم ثمن إهمال الدّولة، الّتي ساهمت بارتفاع معدّل البطالة، ما أدّى إلى دخولهم في تحدّيات لا تُحمد عقباها. وبالتّالي فقد الشّباب الأمل بتحصيل حياة كريمة في بلدهم، فباتت الهجرة خيارهم الوحيد بحثًا عن الحياة الأفضل.

أسباب إرتفاع البطالة:

كانت البطالة موجودة في لبنان قبل ثورة 17 تشرين والأزمة الاقتصاديّة والماليّة التي قضت على عدد كبير من الشّركات والمؤسّسات وقبل جائحة كورونا، لكنّها لم تكن بخطورة اليوم. فإنّ اقتصاد لبنان الّذي يقوم على الخدمات الماليّة والمصرفيّة والعقاريّة وكذلك الخدمات السّياحيّة، أدّى الى تضخّم البطالة، لأنّ هذا النّوع من الاقتصاد لا يمكن أن يخلق فرص عمل تغطّي كافّة اليد العاملة في لبنان.

وبحسب التّقرير الصّادر عن إدارة الإحصاء المركزيّ ومنظّمة العمل الدّوليّة: "إنّ ثلث الِقوى العاملة النّاشطة كانت عاطلة عن العمل مطلع هذا العام".

فبعد أن كان معدّل البطالة في لبنان 11.4% بين عامي 2018-2019، وصل إلى %29.6 عام 2022.

تأثير البطالة على الجانب الإقتصاديّ، النّفسيّ والأمنيّ:

دخل لبنان منذ العام 2019، بأزمة أدّت إلى إنهيار إقتصاديّ وإجتماعيّ كبير ونسبة  كبيرة من اللّبنانيّين يتقاضَون رواتبهم باللّيرة اللّبنانيّة الّتي فقدت قيمتها الشّرائية في ظلّ إرتفاع مستمرّ للأسعار وعدم زيادة الرّواتب بشكلٍ يتوافق مع هذه الزّيادة.

يُشير الباحث في «الدّوليّة للمعلومات» محمّد شمس الدّين الى أنّ «نسبة التّضخّم المُسجّلة هي بحدود 870%، أمّا الأجور فقد تضاعفت مرتين او ثلاث، وبالتّالي فإن زيادة الأجور لم تترافق مع زيادة الأسعار، ممّا أدّى الى تفاقم الاوضاع الاجتماعية فارتفعت نسبة البطالة إلى نحو 38%، وتجاوزت نسبة الفقر 55% بعدما كانت قبل الأزمة لا تتجاوز 25%، وهذا الواقع كان له إنعكاس خطير إجتماعياً، إذ تراجعت نسب الزواج وبالتالي نسب الولادات ما أثر على كل بنية المجتمع اللبناني».

اضافة الى ذلك، يؤثر ازدياد نسبة البطالة في المجتمعات على الجانب النّفسيّ، وتعرّض الشّباب لحالة من الاضطراب النّفسيّ والسّلوكيّ والاجتماعيّ، فيشعر أغلب من يعانون من البطالة بالعجز وعدم الرّضا.

"ش.م" شاب لبنانيّ يبلغ من العمر 40 عامًا، من بلدة "بقاعكفرا" قضاء بشرّي في شمال لبنان، إحدى ضحايا البطالة.

أشعرته البطالة بعدم الرّضا، انعدام الكفاءة وأدّت به إلى الاكتآب، ممّا جعله يقضي على حياته.

أكّدت الدّراسات الّتي تعمل على مشاكل البطالة أنّ هناك علاقة واضحة بين نسبة البطالة ومعدّل الجرائم (القتل، البلطجة، الاغتصاب، تجارة المخدّرات والسّلاح...).

وبحسب الدّراسات،ففي عام 2018 والّذي كان يُعدّ عامًا "طبيعيًّا"،سُجّل 544 سرقة سيّارة، بينما في العام 2021 بلغ عدد السّيّارت المسروقة 1317 سيّارة، أي إرتفع عدد السّيارات المسروقة بنسبة 142% أيّ هناك نحو 4 سيّارات تُسرق في اليوم الواحد.

حلول المفرّ من البطالة:

من أبرز الحلول للحدّ من ارتفاع نسبة البطالة، هي الإعتماد على الإقتصاد الإنتاجيّ، وتنشيط القطاع الزّراعيّ ودعم القطاع الصّناعيّ والصّناعات المحلّيّة، حيث يمكن أن يستقطب عدداً أكبر من العمّال اللّبنانيّين والإستغناء عن العمّال الأجانب.

ومع إرتفاع معدّل البطالة في لبنان أنشآ اليونيسف وجمعيّة “empower” تدريبًا نظريًّا وعمليًّا في آن، في مختلف القطاعات الّتي تعاني من نقص في عدد العمّال بهدف توفير سبل العمل.

والتّدريب الّذي حصل كلّ الشّباب عليه، مكّنهم من البناء على المعرفة الّتي اكتسبوها لمزيد من الحرفيّة وتحقيق المزيد من الإكتفاء الشّخصيّ.

ختامًا، يرى المواطن أنّ الهجرة هي خشبة خلاصه الوحيد للمفرّ من الظّروف الإقتصاديّة الحادّة والّتي باتت شبه مستحيلةً أن تُحلّ.

وعلى الرّغم من ذلك، لا يزال بعض اللّبنانيّين متمسّكين بجذورهم، آملين ان يُعيدوا إحياء وطنهم الأمّ. فبظلّ الظّروف الصّعبة الّتي يواجهها لبنان، قرّر بعض الشّباب المثابرة وعدم الإستسلام .

فمنذ العام 2020، ومع بداية الحجر الصّحّيّ للوقاية من فيروس كورونا المستجدّ، قرّر بعض الشّبّان والشّابّات ألّا يفرّوا إلى الغربة، بل أن يفتحوا ببيوتهم مشاريع صغيرة لاكتساب المال عن طريق التّسويق عبر وسائل التّواصل الإجتماعيّ "كالإنستاغرام، فايسبوك..." كملاذ أخير للعمل بكرامة.


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :53096 الخميس ٢١ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :50009 الخميس ٢١ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :49395 الخميس ٢١ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور