صعّد حزب الله في ذكرى عاشوراء ومعه قيادات شيعية، زمنية ودينية، خطاب الحرب المفتوحة على الجبهة الاسرائيلية المتعددة الخنادق.
الخميس ١٨ يوليو ٢٠٢٤
المحرر السياسي- في الوقت الذي تصرّ فيه حركة حماس على مواصلة مساعي وقف اطلاق النار في غزة مع تقديمها تنازلات نوعية بالنسبة لسقف خطابها المرتفع بعد عملية طوفان الأقصى ،صعّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خطابه، في اطلالاته الأخيرة في ذكرى عاشوراء، الى حدّ التهديد بتوسيع نطاق الحرب الى أهداف جديدة في إسرائيل اذا تمادى العدو في استهداف المدنيين اللبنانيين بإطلاق الحزب صواريخ على مستعمرات لم يستهدفها قبلا. وأبقى نصرالله هدف "إزالة الكيان الصهيوني" كوعد "الهي وقرآني" قائماً في حين أنّ هذا التهديد النوعيّ غاب عن خطاب قادة حماس. هذا الخطاب التصعيدي استوعب التململ الشعبي في "البيئة الحاضنة" فلجأ نصرالله الى الوعد بإعادة إعمار البيوت التي دُمرت كليا أو جزئيا في الجنوب "كما كانت وأجمل مما كانت". ومهما قال نصرالله عن تراجع "القدرات العسكرية" للجيش الإسرائيلي في القطاع فإنّ هذا الجيش تقدّم الى مشارف حدود مصر في دائرة واسعة من الأرض المحروقة. أما التصعيد الآخر فتمثّل في استعراض القوة، فقلل نصرالله من قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة ، وقال مهدّدا "إذا جاءت دبابتكم (الجيش الإسرائيلي) إلى لبنان وإلى جنوب لبنان لن تعانوا من (نقص) الدبابات لأنه لن تبقى لكم دبابات". تزامن التصعيد في خطاب حزب الله قياسا بخطاب حماس في ظلّ المعطيات التالية: جنوبا، ارتفاع عدد القتلى المدنيين في الأيام الأخيرة مع استمرار الجيش الإسرائيلي في رسم دائرة من الدمار على عمق خمسة كيلومترات تقريبا، على الخط الأزرق. في غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي خطة "التوغل ثم الانسحاب" شمالا، وسيطر التعتيم على اجتياح رفح فظهر أنّ الإسرائيليين لم يحكموا سيطرتهم عليه كليّا وبشكل ثابت. وينحصر كلام قيادات حزب الله عن " النصر المؤكد" في أنّه بعد أكثر من تسعة أشهر على بدء الحرب، ما زال مقاتلون في حماس يتمتعون بالقدرة على شن هجمات على القوات الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون، كما يطلقون من حين لآخر وابلا من الصواريخ صوب إسرائيل. وتبدو الخسائر المادية والبشرية "الفظيعة" في القطاع خارج حسابات حزب الله في حين يضغط هذا الواقع المُستجد، بشدة، عل حماس من أجل الإسراع في إبرام تسوية برعاية أميركية وعربية. لماذا تصعيد الحزب بخلاف حماس؟ بحسب مسار الحرب في غزة فإنّ موازين القوى لا يصبّ في صالح حماس برغم احتفاظها بقدرات " متراجعة" في المواجهة في وقت لا يزال الحزب يملك خزانا بشريا وعسكريا متماسكا في جبهة الجنوب بعكس الحركة في القطاع. ويوحي مسار جبهة الجنوب أنّها وصلت الى نقطة دقيقة، فإسرائيل تلوّح جديّا بتوسيع الحرب "التدميرية" في لبنان، وتفضّل الحلّ الديبلوماسي، وفي الحالتين فإنّ الوجود العسكري في دائرة القرار ١٧٠١ على المحك، حرباً أو تفاوضاً. ويجيئ تصعيد الحزب قبل أيام من الخطاب الذي سيلقيه بنيامين نتنياهو في واشنطن والذي من المتوقع أن يضع فيه "أمن إسرائيل فوق كل اعتبار" ضمن "الاستراتيجية الأمنية" الجديدة التي فرضتها عملية اختراق غلاف غزة، وسيتقدم في خطاب نتنياهو الملفان اللبناني والإيراني . وإذ تظهر في خطاب حزب الله علامات "الثقة بالنفس" والنصر الإلهي المتوقع حتما، فإنّ الحزب قاطراً معه لبنان، يتجه الى مرحلة صعبة ودقيقة تجعل خياراته محدودة بين الحرب أو التفاوض وفق مقاييس جديدة فرضتها المرحلة التالية من عملية طوفان الأقصى، وهي مرحلة تعني بيروت قليلا من حيث التأثير، لكنّها تعني كثيرا عواصم القرار في واشنطن وتل أبيب وطهران. فكما أنّ الاستراتيجية الأميركية تبدلت جذريا بعد همات الحادي عشر من أيلول، وتبدّلت معها مسارات دولية،فإنّ "جبهة المساندة" في الجنوب لم تعد مرتبطة فقط بجبهة غزة، بقرار من حزب الله بل تخطته في ظلّ مقاربات جديدة، اسرائيليا ودوليا وعربيا،لخريطة مغايرة في الشرق الأوسط تتمدّد من طهران الى اسرائيل مرورا بالنقاط المشتعلة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. وفي كل الأحوال سيبقى لبنان في قبضة حزب الله.
تصاعدت حدة الخطاب في حزب الله الرافض لتسليم السلاح.
تتعاكس الاتجاهات بين ايران وحزب الله في التفاوض على السلاح النووي والتقليدي.
حسم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مصير سلاح الحزب بحصره بيد الدولة في العام 2025 .
كشف الرئيس جوزاف عون عن حوار ثنائي بين رئاسة الجمهورية و"الحزب" بشأن حصرية السلاح.
ينتظر لبنان والمجوعات الاقليمية الموالية لايران نتائج المفاوضات بشأن الملف النووي لتحديد إطار المرحلة المقبلة.
يتذكّر اللبنانيون اندلاع الحرب اللبنانية من دون أن ينخرطوا فعليا في محو آثارها المستمرة حاليا بالخلاف على سلاح حزب الله.
سوّق الجانب اللبناني معلومات ايجابية عن نتائج زيارة الموفدة الاميركية مورغان أورتاغوس.
ترتفع مستويات الضغط على لبنان في مواجهة تداعيات فتح جبهة المساندة في الجنوب.
شكلّت الضربة الاسرائيلية الثانية للضاحية الجنوبية صدمة في عيد الفطر وأثبتت أنّ الجيش الاسرائيلي ماض في حربه من دون ضوابط.
تتجه مفاوضات ترسيم الحدود البرية وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار الى زوايا أميركية واسرائيلية تقترب من التطبيع.