أنطوان سلامه- حاولت جهات سياسية متناقضة ومتنافرة لبنانيا تطويق لقاء البابا فرنسيس والرئيس سعد الحريري .
الجمعة ٢٣ أبريل ٢٠٢١
أنطوان سلامه- حاولت جهات سياسية متناقضة ومتنافرة لبنانيا تطويق لقاء البابا فرنسيس برئيس الحكومة المكلّف وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري ببث أخبار ونشر قراءات لهذه الزيارة في محاولات لدفع اللقاء الفاتيكاني في اتجاهات سياسية ضيقة ومحدودة. في قراءة متروية للبيان الصادر عن مدير المكتب الإعلامي للكرسي الرسولي ماتيو بروني إشارات مهمة: البابا التقى الحريري على انفراد مدة ٣٠ دقيقة، وهذه المدة طويلة، نسبة للقاءات التقليدية للبابا. "رغب البابا في التأكيد مجددا على قربه من شعب لبنان" كما أعلن البيان الباباوي الذي لم يذكر في مفرداته كلمة " مسيحيين". استعمال البيان البابوي الكلمات المفاتيح التالية: "أرض الأرز" ، "التنوع" "شعب عظيم متصالح" "أرض اللقاء والتعايش والتعددية"... وأشار البيان بشكل ديبلوماسي الى الطريق للخروج من " الصعوبة الشديدة" و"عدم الاستقرار" مذكّرا "جميع القوى السياسية في التزامها بشكل ملح بما يعود بالنفع على الوطن" بالتعاون مع المجتمع الدولي كأمل للبابا الذي ربط زيارته لبنان بتشكيل الحكومة. لكنّ الأهم أن البيان البابوي ربط أيضا زيارة "قداسته" الى لبنان بسياق زبارته الى العراق حين حددها سابقا، في " الظروف المناسبة". في هذه النقطة بالذات، تكمن عجلة تحديد موعد سريع للرئيس الحريري مع البابا منفردا، ومع مساعديه للشؤون الخارجية. في العمق لا يمكن فصل اهتمام البابا فرنسيس - الذي ابتعد في بدايات ولايته عن هموم المنطقة العربية ومسيحييها- عن دخوله "المتروي" الى هذه المنطقة عبر بوابتين: -وثيقة " الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" التي وقعها في أبوظبي العام ٢٠١٤، مع شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب في احتفالية كبرى. -لقاء البابا التاريخي في العراق مع مرجعيات الطوائف الإسلامية المتعددة القوميات، خصوصا مع المرجع الشيعي علي السيستاني في النجف في لقاء قمة دام ٤٥ دقيقة أسفر عن توافق على تثبيت قيم الحوار والتعايش والسلام... وكان البابا يوحنا بولس الثاني مهّد لهذه الزيارة بتقبيله القرآن الكريم حين أهداه اليه بطريرك الكلدان الراحل روفاييل الأول بيداويد وأعيان العراق في خلال لقاء وجهوا اليه الدعوة لزيارة بلاد ما بين النهرين. هذا البابا الذي غمر لبنان برعايته، لم يتأثر بخلافات مسيحيي لبنان والنظام السوري، فزار العام ٢٠٠١ دمشق ودخل كأول رجل دين مسيحي ، بحجم قامته، الجامع الأموي. لا يعني هذا التذكير أنّ "سعد الحريري" هو بمستوى مرجعيات الأزهر والنجف، لكنّه رمز اعتدال بالنسبة للفاتيكان يمكن التحاور معه كشخصية إسلامية وازنة في لبنان والمنطقة. اذا، هذا هو سياق لقاءات الحريري في الفاتيكان ، الذي لا يمكن "تجييره أو صرفه" في الأزقة اللبنانية. وإذا كانت البطريركية المارونية في عهد البطريرك الراعي أسقطت من قاموسها "مفردة السينودوس من أجل لبنان" لسبب مجهول، فإنّ هذا الوثيقة التاريخية لا تزال فاعلة في الذاكرة الفاتيكانية لجهة دعوة مسيحيي لبنان الى الانفتاح على "محيطهم" بما يعنيه هذا المحيط اسلاميا ومذهبيا... ولا يزال السينودوس ركيزة من ركائرز تعامل الكنيسة الكاثوليكية مع مسيحيي لبنان ومسلميه أيضا. ولعل من أهم أسباب توقيت لقاء البابا مع الحريري،هي تلك الأسباب التي لم تُعلن في البيان البابوي الرسمي، وأهمها المساهمة في وقف انجراف اللبنانيين في مشاريع سياسية خطيرة، من نتائجها العملية: الهجرة أو "هرب" اللبنانيين عموما و المسيحيين خصوصا، أفرادا وعائلات من لبنان الذي صار اسمه "جهنم".
يتقدم الى الواجهتين اللبنانية والسورية "العسكر" في قيادة البلدين.
يتردد كثير من متضرري حرب "المساندة" في إعادة إعمار ممتلكاتهم المهدّمة نتيجة الغارات الاسرائيلية.
لا تهتم الدول الفاعلة بهوية المرشح الرئاسيّ بقدر ما تهتم بتنفيذ أجندة الامن والاصلاح.
يتقدم اسما جوزف عون وجورج خوري بورصة الأسماء المرجحة الوصول الى قصر بعبدا.
تتسارع التطورات على الساحة السياسية من أجل إنهاد الشغور الرئاسيّ في لحظة اقليمية خطيرة.
كبُرت دائرة التفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية في بداية العام المقبل.
يطوي لبنان صفحة من تاريخه الحديث بسقوط نظام الأسد في سوريا.
قدمت روسيا حقّ اللجوء الى بشار الأسد وعائلته.
يحضّر الرئيس نبيه بري جلسة نيابية فعلية ينتج عنها انتخاب رئيس للجمهورية يأتي في سياق المنظومة الحاكمة.
تتوعد اسرائيل بمزيد من التوحش تجاه لبنان إذا خرق حزب الله قواعد اتفاق وقف اطلاق النار.