المحرر الديبلوماسي- شكل الاتصال الذي أجراه الرئيس السوري بشار الأسد بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مؤشرا الى تغييرات في خريطة المنطقة.
الأحد ٠٣ أكتوبر ٢٠٢١
كشفت وكالة الانباء الأردنية عن مبادرة الرئيس السوري الاتصال بالملك الأردني ما يوحي بتطبيع عربي جديد مع النظام السوري، في وقت تتعزّز خطوط التواصل بين العراق والسعودية الى حدود أن اختارت المملكة العراق ضيف شرف في معرض الكتاب الدولي في الرياض، وفي وقت تنفتح مصر عربيا ودوليا في خارج السياق التحالفي مع السعودية والامارات. ومع أنّ الأردن التزم الحياد في بدايات اندلاع الحرب في سورية ، وفتح حدوده لتدفق اللاجئين السوريين بشكل واسع، إلا أن المملكة الهاشمية أغلقت الحدود التي يصل طولها إلى 375 كلم مع سوريا بعد تفجير الرقبان الذي استهدف نقطة متقدمة للجيش الأردني على الحدود الشمالية الشرقية في حزيران 2016، وقتل 7 عسكريين. وبفعل التطورات أقفلت الحدود االبرية المشتركة بين البلدين أي "الجمرك القديم"، الذي يقابله معبر "الرمثا" من الجانب الأردني، و"نصيب" الذي يقابله معبر "جابر". ومنذ بداية الحرب تعامل النظام السوري مع المملكة الجارة بالشك والحذر حتى أنّ الأردن اعتبر السفير السوري السابق بهجت سليمان "شخصا غير مرغوب فيه" وأمرته بمغادرة البلاد كرجل أساء للملكة ومؤسساتها الوطنية، تزامنا مع سيطرة فصائل المعارضة السورية على مساحات واسعة من محافظة درعا (جنوب سوريا) المحاذية للمملكة، وسيطرة هذه القوى على معبر نصيب ثلاثة أعوام قبل أن يستعيده النظام بدعم روسي وقوات موالية لإيران. وبرغم ارتفاع منسوب التوتر بين البلدين خصوصا في العام2014 إلا أن العلاقات الدبلوماسية لم تنقطع، واستمر عمل سفارات الأردن والنظام السوري محصورا بموظفين إداريين عاديين. وفي كانون الثاني عام 2019، أعلن الأردن رفع مستوى تمثيله الدبلوماسي لدى النظام السوري إلى درجة قائم بالأعمال بالإنابة، في سياق خطوات عربية متصاعدة للتطبيع مع نظام بشار الأسد بدأت خلال كانون الأول 2018، بينها زيارة أجراها الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير إلى دمشق، وإعلان الإمارات والبحرين عودة العمل في سفارتيهما لدى النظام السوري. وأخذ تطبيع العلاقات بعد ذلك يسير بشكل متسارع، حيث أعقب الخطوة الدبلوماسية للأردن، مشاركة رئيس برلمان النظام السوري في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في عمان في شباط 2019. في آذار 2020، شهدت دمشق أول لقاء رسمي يعقده مسؤول حكومي أردني حيث التقى وزير الصناعة الأردنية حينها طارق الحموري بنظيره لدى النظام محمد سامر الخليل، وتم التباحث في مستقبل العلاقات الاقتصادية بين الجانبين وسبل تطويرها لا سيما في عدد من المجالات الحيوية ذات الاهتمام المشترك. أواخر حزيران الماضي، بحث الأردن والنظام السوري تعزيز التعاون في مجال الطاقة، في لقاء في عمان جمع وزيرة الطاقة هالة زواتي، مع وزيري النفط والثروة المعدنية والكهرباء في سورية بسام طعمة وغسان الزامل. ارتفع مستوى التنسيق بين البلدين بعد تلك اللقاءات، وأخذ التعاون يزيد في سبيل حل مشاكل المنطقة، فعقد اجتماع أردني مصري لبناني، إضافة إلى النظام السوري على مستوى وزراء الطاقة، لبحث آلية توصيل الغاز المصري إلى لبنان. وأخيرا، بات التعاون والمباحثات على المستوى العسكري طبيعيا عبر لقاء نادر والأول منذ اندلاع الثورة في سورية جمع قائد الجيش الأردني يوسف الحنيطي بوزير الدفاع السوري العماد علي أيوب، بحثا خلاله أمن الحدود، وأكدا على "استمرار التنسيق والتشاور المستقبلي إزاء مجمل القضايا المشتركة". وفي آخر الإشارات الإيجابية بين البلدين، قرر الأردن إعادة فتح معبر جابر الحدودي بالتزامن مع محادثات أردنية سورية رفيعة المستوى تنشيطا للتبادل الاقتصادي. تحليل الأبعاد عودة الحرارة الى العلاقات الثنائية بين الأردن وسورية بعد مرحلة طويلة من الجفاء واللاثقة، يربطه مراقبون كُثر بتراخي " القبضة الأميركية" في إدارة تطبيق "الفيتو" على النظام السوري لحسابات أميركية خاصة، منها إقفال باب "الصراعات الطويلة الأمد". ويشكل التطبيع الأردني مع سوريا متنفسا اقتصاديا للملكة التي دفعت غاليا ثمن إقفالها الحدود المشتركة، في وقت يُبدي الجانب السوري ليونة في التعامل مع الدول العربية التي قررت الانفتاح بعد طول إقفال أبواب التواصل مع دمشق، علما أنّ الاردن يمارس حاليا استراتيجية ديبلوماسية جديدة تتمثّل في استعادة الدور الذي كان في عهد الملك حسين، وهذا الدور أسّس له الملك عبدالله في لقائه الشهير مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وفي اتصالاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إضافة الى ترسيخ علاقاته مع مصر والسعودية. ولا يبتعد لبنان عن هذا الانفتاح الأردني عبر مدّه بالكهرباء وتقوية روابط التعاون بين حكومتي بيروت وعمان في اطار محاولات الديبلوماسية الأردنية إنعاش فكرة مشروع "الشام الجديد" الذي يتوسع من الأردن وسورية والعراق ومصر صعودا الى دول الخليج بطرفه اليمني. لكنّ الانفتاح الأردني على دول الجوار، خصوصا سورية، لا يبتعد عن حماية الظهر التي تتقن الإدارة الأردنية نسجه مع تنامي الحذر من تطورات الميدان في درعا وحذر الأردن من تسلل عناصر موالية لإيران الى حدودها، أو تسلل عناصر اسلامية متطرفة. ومن هواجس الأردن تخفيف ثقل نحو مليون لاجئ سوري وهذا سيكون ملفا أساسيا في المُقبل من الملفات على طاولة التطبيع الاردني مع النظام السوري.
يتقدم الى الواجهتين اللبنانية والسورية "العسكر" في قيادة البلدين.
يتردد كثير من متضرري حرب "المساندة" في إعادة إعمار ممتلكاتهم المهدّمة نتيجة الغارات الاسرائيلية.
لا تهتم الدول الفاعلة بهوية المرشح الرئاسيّ بقدر ما تهتم بتنفيذ أجندة الامن والاصلاح.
يتقدم اسما جوزف عون وجورج خوري بورصة الأسماء المرجحة الوصول الى قصر بعبدا.
تتسارع التطورات على الساحة السياسية من أجل إنهاد الشغور الرئاسيّ في لحظة اقليمية خطيرة.
كبُرت دائرة التفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية في بداية العام المقبل.
يطوي لبنان صفحة من تاريخه الحديث بسقوط نظام الأسد في سوريا.
قدمت روسيا حقّ اللجوء الى بشار الأسد وعائلته.
يحضّر الرئيس نبيه بري جلسة نيابية فعلية ينتج عنها انتخاب رئيس للجمهورية يأتي في سياق المنظومة الحاكمة.
تتوعد اسرائيل بمزيد من التوحش تجاه لبنان إذا خرق حزب الله قواعد اتفاق وقف اطلاق النار.