Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


قراءة في مواقف فرنجية :" تبرير وعذر وإقفال "الشاشة التلفزيونية" في بكركي

شكل تصريح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مادة لجدل سياسي الا أنّه تميّز بالتباسات.

الأحد ٣١ أكتوبر ٢٠٢١

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

جوزيف المتني- في قراءة متأنّية للتصريح الذي أدلى به رئيس تيّار المردة الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية بعد لقائه أمس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في بكركي، استوقف المراقبين المواقف المتنافضة بما أدلى به بشأن الأزمة المستجدّة والمستفحلة مع دول الخليج العربي بسبب موقف وزير الاعلام جورج قرداحي، المحسوب من حصّة فرنجية في حكومة  نجيب ميقاتي، من "الحرب" الدائرة بين اليمن والمملكة العربيّة السعودية.

قال فرنجية:" أعطى قرداحي رأيه قبل أن يصير وزيراً وقبل أن يعلم بتوزيره."

يقول القارىء السياسي المخضرم لموقع " ليبانون تابلويد" بمجرّد ذكر "قبل الوزارة"، كأن التصريح فيه التباس وفيه "إنَ"، ويتضمّن تأويلات، وسيثير "انزعاجاً" أقلّه لدى الجهات المعنية به. فإذا كان مقدّم برنامج "من سيربح المليون" أطلق فعلاً موقفه المتحيّز قبل تعيينه وزيراً، فذلك سبب جوهري لعدم تسميته وزيراً، لأن التوزير من المفترض أن يتمّ على أساس C.V غنيّ وعلم الشخص وخبراته المهنية وتاريخه الوطني.

وإذا كان تصريح قرداحي في حلقة تلفزيونية متلفزة قبل بضعة أسابيع من ولادة الحكومة، فذلك كفيل بالجهة السياسية التي اختارته أن تسقط اختياره انطلاقاً من اهتمامها بمصلحة لبنان أولاً.

وينطبق الأمر على كلّ جهة وقوى سياسية تمرّ بتجربة مماثلة وتملك حقّ تسمية وزراء وحق النقض على أسماء مرشّحة لمناصب وزاريّة. يجب أن يكون الشغل الشاغل للقابضين على مفاصل التحكّم بمصير البلاد والعباد التفتيش عن نقاط القوّة وعلى نقاط الضعف في مسيرة المرشّح السياسية والأكاديمية والاجتماعيّة والخلقية والمناقبية.

خلاصة ما ورد أعلاه: التبرير بأن التصريح سبق، هو حجّة ساقطة وأقبح من الذنب المرتكب.

يضيف فرنجية:" عرض عليّ قرداحي تقديم استقالته، إلا أنه ( أي فرنجيّة ) رفض ذلك وأنه – فرنجية - لا يقبل أن يقدّم قرداحي فدْية عن أحد." ثم يقول:" أنا ملتزم بما يقرّره قرداحي سواء بالاستقالة او عدمها وإذا استقال لن نسمي خلفاً له في هذه الحكومة”.

بين رفض فرنجية استقالة قرداحي والتزامه بما يقرّره وزير الاعلام سواء بالاستقالة أو عدمها، كان على رئيس المردة انطلاقاً من جرأته المعروفة، ألّا يترك أي التباس حول هذا الموضوع. إلا إذا لم يكتمل تشاوره مع " الحلفاء" لتقرير ما يجب فعله.

موقف فرنجية أظهر تناقضاً فاضحاً يقع فيه جميع القادة اللبنانيين من دون استثناء. ويعود الأمر لعدّة أسباب منها تغليب المصلحة الخاصة والارتباط بجهات ما وراء الحدود والبحار والخلجان تملي على المسؤولين ما يجب قوله وفعله والتراجع عنه أو المضي قدماً به.

يتحدّث فرنجية عن " أننا لا نريد حصول أي اشكال مع المملكة العربية السعودية". من يقصد بـ " أننا"؟ إذا قصد "اللبنانيون" ، فهذا الموقف يعبّر عنه رئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزير الخارجية إزاء علاقات لبنان الخارجية. وإذا كان يتحدّث باسم تيارّه السياسي، كيف يمكن لحزب لبناني أن يفتعل أو لا يفتعل اشكالاً مع دولة صديقة أو شقيقة؟ ألا تكون العلاقات رسمية بين دولتين؟

وقال فرنجية: “لا نتعاطى بدونيّة مع المملكة العربية السعوديّة بل بكرامتنا ولا نفتّش عن ربح وخسارة بل عن كرامة”. يجب ألا ينسى المسؤولون عندنا أن السعودية مهما كان موقفهم منها، هي دولة وقوة اقليمية وعربية ومرجعية دينية كبيرة، فضلاً عن ثقلها الاقتصادي والنفطي العالمي. والحديث عن "دونيّة" و"كرامة" لا يأتي في سياق ما هو المطلوب من قرداحي لإنهاء الأزمة التي اقترفها.

فالوطنية تقتضي الفداء ودفع الثمن وليس دفع فدية. وإذا اقتضى الأمر، أن يذهب المرء بعيداً ويقدّم ذانه كبش محرقة. يبقى الوطن أهمّ، والمحافظة على مصير الناس أولويّة.

وتحدّث فرنجية عن "ضرب المسيحيين" و"انهاء المارونية السياسية" و"تحوّل الصراع إلى مسيحي – سني ومسيحي – شيعي"، و"هزيمة المشروع المسيحي في الشرقية". وهنا علّق القارىء السياسي:"ما علاقة هذه العناوين بقضيّة لا تحتمل التأويلات، ولا داعي لتكبيرها ولا تحجيمها."

وختم:" لماذا لا يسمع القادة الروحيون والزمنيون ومن يسمّي نفسه " بالمرجعيّات"، لماذا لا يسمعون أنين الصناعيين وأصحاب العلامات التجاريّة والتجار والمزارعين المرتبطين بعلاقات عمل مع السعودية ودول الخليج؟ لماذا لا يجنّبون عشرات آلاف العائلات اللبنانية المقيمة في دول الخليج هزّات وضربات وعدم استقرار واستفزاز متكرّر لهذه الدول المضيفة التي أعطت اللبنانيين الأولويّة وميّزتهم عن غيرهم بالفرص والأفضليّة؟

واعتبر أن أفضل ما قام به البطريرك الراعي لدى تسلّمه كرسي بكركي هو اقفال المنبر الاعلامي فيها أمام جميع زوّاره. عُدّت هذه الخطوة انجازاً كبيراً في حينه وجاءت تلبية لمطلب شعبي واسع. فلماذا التخلّي عن انجازات كبيرة والتضحية بها  وجعل بكركي شاشة تلفزيونيّة وليس مرجعية وطنية ينحني أمامها الجميع برعايتها وهيبتها ومكانتها وعزّتها ودورها التاريخي والمستقبلي.


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :54162 الأربعاء ٢٥ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :51094 الأربعاء ٢٥ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :50453 الأربعاء ٢٥ / يناير / ٢٠٢٤