فوزي نجيب لحود: غياب الذاكرة والشفافية في الادارة العامة
غاب فوزي نجيب لحود الوجه المعروف والبارز في تاريخ الادارة المركزية في الجامعة اللبنانية.
الجمعة ٣١ ديسمبر ٢٠٢١
أنطوان سلامه- خسرت الإدارة اللبنانية فوزي نجيب لحود المراقب المركزي لعقد النفقات في الجامعة اللبنانية. برحيله تفقد الإدارة العامة في لبنان كفا نظيفا وموظفا شهما يُدرك أنّ وظيفته هي مراقبة الصرف المالي وتوجيهه في سياق الشفافية والحوكمة. شغل الراحل فوزي نجيب لحود طويلا مهمات إدارية مالية في الجامعة الوطنية، ومدّ علاقات جيدة مع رؤساء هذه الجامعة التي كانت في " الزمن الجميل" في عهدة كبار في الاكاديمية وفي الإدارة أيضا. ساهم في صياغة قرارات حاسمة ومفصلية في الجامعة مبتعدا عن الأضواء. عمل بصمت ووعي ومعرفة . أصوليّ في أدائه الوظيفي. يحفظ مواد القانون والمراسيم ويتصرف في ضوئها، ولا يحيد. صارم على حسن تصرّف. ابن زحلة الأصيل، يحمل مبادئها أينما حلّ ظلّه في الحياة. يترك وراءه بصمة جميلة تتأرجح بين الفارس الذي لا يتنازل عن قيم ، والمثقف الذي يعرف أنّ "الروح الزحلاوية" في أصلها تفرّدٌ في المعرفة والشعر والأدب والصحافة. تتلمّذ على يد الشاعر سعيد عقل، اختزنت ذاكرته قصصا نادرة عن شاعر رندلى ورفاقه الزحلاويين. معه تذهب معلومات نادرة عن تاريخ الإدارة في لبنان حين كان يتبوأ مراكزها القيادية رجال كبار. امتلك فوزي نجيب لحود ذاكرة قوية وغنية حافظ عليها حتى الرمق الأخير. محدّث لبق. يزاوج دوما بين أناقة الكلمة والتمريرات "الزحلاوية "الحذقة، لكنّ اتقانه اللغة العربية ولغات أخرى، طغى على حديثه المشوّق. في لسانه حلاوة، وفيه اللذعة حين يقصد. من هذه الثقافة، تعامل بسهولة مع دكاترة في اختصاصات العلوم الإنسانية... جمع مكتبة غنية وهبها لمؤسسات ثقافية. اعتقد أنّ الثقافة للجميع، وعلى هدى اعتقاده، ساهم كثيرا، وعميقا، في إصدارات الجامعة اللبنانية، يوم كانت هذه الإصدارات مراجع علمية ووثائق فكرية . انزوى في آخر أيامه، في عائلته الصغرى التي احتضنته، في عائلة نجله نجيب، تيريز خليفة، وناتالي وماريّا... في هذه الدائرة الحميمة، احتمى مبقيا خطوطه مفتوحة مع أقاربه في زحلة. وبقي على تماس مع المسارات السياسية في وطنه الذي أحبه. وبقي حتى آخر ساعاته يقرأ... وكأنّ القراءة في وحدته وانزوائه مدخله الى عالم آخر في المجرة. *** فوزي نجيب لحود غاب وبقي في قلوب محبيه الكثر... وبكلام حزين ودعه أصدقاؤه: كتب د.هيكل الراعي من مونتريال- كندا: في اليوم الأخير من العام الحالي صدمني وآلمني جداً خبر وفاة الأخ والصديق والمرشد والموجّه الأستاذ فوزي لحود. عرفته قبل نصف قرن مع انتسابي إلى الجامعة اللبنانية ورافقني في كل المراحل التي مررت بها طالباً وأستاذاً ومديراً وبقيت صداقتنا تتغذى باحترام ومودة وتقدير. فوزي لحود الأستاذ الذي مارس التعليم بكفاءة وترك بصماته في طلابه الكثر انتقل إلى العمل الإداري في وزارة التربية ومن ثمّ في الجامعة اللبنانية حيث تولّى ولفترة طويلة وظيفة المراقب المركزي لعقد النفقات، وكان من بناة نهضة هذه الجامعة وتطورها وازدهارها. فوزي لحود الدمث الخلق المحب الوفي الشهم الصادق المضحي النظيف الكف والعامل بصمت شكّل علامة فارقة في كل مراحل حياته. منه تعلمت العمل الإداري وعلى يديه أفخر أنني تتلمذت. فهو كان مرجعي ومرجعيتي وحزبي الذي لجأت إليه لمواجهة الكثير من المشاكل والصعاب. واكبني في كل المسؤوليات الإدارية التي توليتها، وكنت كلما التقينا أقرأ في عينيه فرحاً غريباً لما أنجزت لا تشعره إلا في عيني أبٍ أو أخ. فوزي لحود أخسرك اليوم وأذرف دموعي حيث أنا في كندا أولاً لفقدانك وثانياً لأنني لن أستطيع وداعك. نم قرير العين يا صديقي في ديار الخلد مع الأبرار والصديقين، وعزاؤنا أن وحيدك الغالي نجيب وشقيقتك سلوى وشقيقيك ابراهيم وجورج سيحفظون الأمانة وسيذكرونك بفخر مع كل محبيك وعارفيك كلما كان حديث عن موظف آدمي خدم بمحبة في الجامعة اللبنانية اسمه فوزي لحود. أحر التعازي لجميع أفراد العائلة. ومن ماري وبولس عاصي هذه الكلمات: رحم الله فوزي لحود الذي عرفته منذ سبعينات القرن الماضي كمراقب لعقد النفقات وانا كامين صندوق مركزي للجامعة اللبنانية وكان شعارنا دائما خدمة الناس والالتزام بالقانون واستمر فوزي مستشاراً متطوعاً بعد دخوله مرحلة التقاعد وانا تفرغت للتدريس في الجامعة ومن ثم دخلت الى الملاك حتى التقاعد.لم تفرق السنوات بيننا واستمرت لقاأتنا الاسبوعية حتى باعدت ما بيننا الاحداث الاليمة واستعضنا بالهاتف كوسيلة استمرار لهذه العلاقة التي لم يشوبها شائبة طوال اربعين عاماً واكثر .كنت يا اخي فوزي مثال النبل والاخلاص ان في تعاملك الشهم مع زوجتك التي امضت سنوات طريحة الفراش الى ان وافتها المنية مجبورة الخاطر وكان وحيدك نجيب الى جانبك تتبادلان المشًورة والمساعدة امد الله بعمره.نتقدم من ال لحود الكرام بصادق تعازينا، (ماري وبولس عاصي). وكتب د.علي الموسوي: صدمة يا عزيزي نجيب، لقد خسرت اخين هذا العام ، حسني وفوزي، ماذا اقول، انها سنة حزينة ال 2021،ابت الا ان تأخذ معها عددا من الاحبة، واكثرهما حبا حسني وفوزي. الاسمان متلاصقان في ذهني، صداقتهما، الايام الجميلة، تفتيشهما معا على المدارس وحل كل المشكلات بالتحذير الايجابي من دون كسر. فوزي وحسني قيمتان اداريتان ، راقيان، اولاد اصل ... حبيبي فوزي خسارة، انا حزين فعلا. تعازي لك وللأهل جميعا ولاحبائه ولكل من عرفه. -يحتفل بالصلاة عن نفسه الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الاحد الواقع فيه ٢ كانون الثاني ٢٠٢٢،في كنيسة دير مارالياس الطوق – زحلة.(الدفن في مدافن دير الطوق).التعازي في صالون الكنيسة من الساعة الحادية عشرة حتى الخامسة مساء.
