انطلق العام الجديد على وقع العراك السياسي بين التيار الوطني الحر وحركة أمل.
الثلاثاء ٠٤ يناير ٢٠٢٢
أنطوان سلامه- لم تقنع "الحرب المفتوحة" بين التيار الوطني الحر وارتباطا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبين حركة أمل ارتباطا رئيس مجلس النواب نبيه بري عددا كبيرا من اللبنانيين. فلا هالة "القداسة السياسية" التي حاول رئيس التيار جبران باسيل إضفاءها على نفسه وقيادات تياره أقنعت ... ولم تُقنع هالة " النقاء السياسي" التي حاولت قيادات في حركة أمل اضفاءها على نفسها والرئيس بري الذي قاد السياسة اللبنانية منذ عقود أهمها مرحلة اتفاق الطائف. فرئيس التيار الذي قرّر أنّه خارج المنظومة أثار "بتصنيفه" الاستغراب. والرئيس بري الذي يتصرّف مع الكارثة الوطنية الحالية وكأنّه هابط من فوق، ولم يمتلك يوما المفتاح الأهم، وهو إدارة جهاز المحاسبة والمساءلة، لا يقنع. ولم يقنع التيار الوطني الحر أنّه عابر الطوائف، انتماء. ولا يقنع الرئيس بري أنّه الوطني المنزّه من أي "تلوث" طائفي ومذهبي. يتصارع التيار والحركة حاليا بقساوة " كسر العظم"، وسلاحهما "العفة السياسية". هذا هو السلاح. فمن سينتصر؟ المعركة اجمالا تكون بين قائدين. يخوض النائب جبران باسيل معركته بخبرة لا تضاهي خبرة الرئيس بري، بحكم فارق العمر، وتراكم العِبَر. فالرئيس بري، في سيرته الذاتية، يمثّل خطا تقليديا في المسار الشيعي. شخصيا، أسس عائلة فيها عشرة أولاد، كأي أب شيعي من جيله، مال الى العائلة الغنية ببنيها. مال كهواية الى الملاكمة كما يُقال، لكنّه مارس السباحة بمهارة، أحب كرة القدم وأحب أكثر " لعبة السنوكر" أي البلياردو الانكليزي. خطيب قادم الى المنبر من هواه في الشعر نظما والقاء وقراءة. أما جبران باسيل، فهو صهر مؤسس التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون. يمثل أنموذج الأب المسيحي الذي يشكل عائلة من ثلاثة أولاد. درس في أرقى الجامعات اللبنانية، في الجامعة الأميركية في بيروت، واختصاصه الهندسة المدنية وماجستير في المواصلات. يهتم بشكله الشبابي في اطلالاته، يرتدي أزياء قريبة من "المراهقين"، كالقميص من دون "قبة" تحت الجاكيت، حتى في المناسبات الرسمية جدا، كالاحتفالات الحزبية التي تستذكر شهداء "الجيش"، لا يتنازل عن هذه الاطلالة الشبابية المدعّمة بأساور الجلد والقماش... يهوى المشي في الأماكن الجبلية الوعرة. من صوره، في زمن الحراك الشعبي، أنه "ينكش" الأرض في مصيفه في اللقلوق تشجيعا للزراعة. يميل الى دراسة اطلالاته الاعلامية. يمتلك القدرة على الكلام الكثيف والسريع ما سهّل له الخطابة باللغة " المحكية". في تراكم الخبرات " القتالية" في السياسة وساحات المواجهة: الرئيس بري الآتي من المحاماة الى حركة أمل، خاض معارك كبرى في الحرب الأهلية، من حرب المخيمات، الى حرب الأخوة مع حزب الله، وصولا الى انتفاضة ٦ شباط التي أحدثت انقلابا ليس فقط ضدّ " السلام مع إسرائيل" انما في المعادلات الداخلية، فأسس غلبة "الشيعية السياسية" على " المارونية السياسية" التي كان الرئيس أمين الجميل آخر رموزها، قبل الطائف. يجيد الثبات في موقعه في ظلال المتغيرات والمفاصل. قاد حركة أمل منذ العام ١٩٨٠ ولا يزال. برز في المقاومة في " معركة خلدة" ضدّ الجيش الإسرائيلي(١٩٨٢)، وله جولات أخرى... من الميدان، انتقل ليشاكس في حكومات رشيد كرامي(١٩٨٨) وسليم الحص وعمر كرامي. رأس مجلس النواب منذ العام ١٩٩٢. أسس حكم " الترويكا" منذ انطلاق اتفاق الطائف، ولا يزال يجني من هذا النوع من الحكم سلطات إضافية. تحالف مع النظام السوري من دون أن يفقد خطوطه لا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا مع "الشيطان الأكبر" الولايات المتحدة الأميركية. علاقته جيدة مع الشرق والغرب. أمير من أمراء الحرب، انتقل من متاريسها وفسادها، الى صروح الدولة، اتهمه جبران باسيل ب" البلطجي" ويركز معه معركته على أنّه حامي "قلاع" الفساد. جبران باسيل بدوره، وبرغم دخوله المعترك السياسي باكرا، راكم خبرات. انهزم مرتين في انتخابات قضاء البترون(٢٠٠٥و٢٠٠٩) أمام أنطوان زهرا وبطرس حرب، وبقي رمزا في التيار الوطني الحر. يجيد فنون الانقلابات محافظا على قاعدته الشعبية التي تميل معه أينما مال. انقلب على قوى الرابع عشر من آذار ليستقر في الجهة المنافسة. وصل الى رئاسة التيار بالتزكية خلفا للعماد عون بعد سقوط اللائحة المنافسة له بسبب افتقارها "للمستندات القانونية" كما قيل. شاكس في كل الحكومات التي شارك فيها كشرط "عوني" لحسن التمثيل. أفتتح خبرته في السلطة التنفيذية بمشاركته في حكومة فؤاد السنيورة(٢٠٠٩)، فعاركه كما عارك من بعده سعد الحريري (٢٠١١) ونجيب ميقاتي(٢٠١٤) وتمام سلام (٢٠١٦). بعد خسارته المعارك النيابية والبلدية انتخب نائبا العام ٢٠١٨،ليثبّت نفسه في معادلات عهد الرئيس ميشال عون، لا كصهر، أو كوريث مدلل" بل كزعيم ينطلق من قاعدة شعبية. امتلك "دهاء" سياسيا حسب ما يقول معارضوه ومؤيدوه خصوصا في نقل البندقية. من أبرز إنجازاته: انقلابه على حكومة الرئيس سعد الحريري العام ٢٠١١. خلطُه الأوراق في الساحة المسيحية حين محى "التواقيع البرتقالية" عن اتفاق معراب. شطبُه معادلات التسوية الرئاسية التي أوصلت مؤسس التيار الى القصر الجمهوري، فوجّه ضربات قاسية ومتتالية لسعد الحريري بعدما اتهمه أنّه تركه وحيدا في مواجهة الحراك الشعبي ، وكما دخلا معا "صديقين" الى السلطة التنفيذية خرجا سوية من هذه السلطة كعدوين. ينقل التيار الوطني الحر الى حيث يريد وتبقى قاعدته متينة، برغم معارضات تأتيه من " أهل البيت" ومن " القدامى". نقل التيار من "اليمين الماروني" الى جبهة " الممانعة" التي تضم أحزابا معادية لكل ما هو " ماروني" في السلطة". بنى مجده في "السلطة" على أساس اتفاق مارمخايل الذي يحاول حاليا أن يقود فيه" حركة تصحيحية". فهل ينجح في قلب معادلات الاتفاق الذي قيل فيه انّ من كتبه قلمان: واحد محترف ، والثاني هاو. بخلاف "عدوه السياسي" نبيه بري، سقط في القفز على الحبال ، فنال عقوبات مالية وفق قانون ماغنيتسكي الأميركي. محليا، مرشح لرئاسة الجمهورية من دون اعلان رسمي. متهم أيضا كالرئيس بري بقيادة " شبكة من الفساد" وبأنّه عنصري. في الخلاصة، يتعارك زعيمان في ساحة واحدة. فمن سينتصر في هذا اللبنان الذي لا غالب فيه ولا مغلوب. وماذا يمنع أن يعود الزعيمان الى تسوية؟ من كان يقول انّه في لحظة ما تمّ "تنظيف " الرفوف من كتاب "الابراء المستحيل" ؟ كله وارد.
يتقدم الى الواجهتين اللبنانية والسورية "العسكر" في قيادة البلدين.
يتردد كثير من متضرري حرب "المساندة" في إعادة إعمار ممتلكاتهم المهدّمة نتيجة الغارات الاسرائيلية.
لا تهتم الدول الفاعلة بهوية المرشح الرئاسيّ بقدر ما تهتم بتنفيذ أجندة الامن والاصلاح.
يتقدم اسما جوزف عون وجورج خوري بورصة الأسماء المرجحة الوصول الى قصر بعبدا.
تتسارع التطورات على الساحة السياسية من أجل إنهاد الشغور الرئاسيّ في لحظة اقليمية خطيرة.
كبُرت دائرة التفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية في بداية العام المقبل.
يطوي لبنان صفحة من تاريخه الحديث بسقوط نظام الأسد في سوريا.
قدمت روسيا حقّ اللجوء الى بشار الأسد وعائلته.
يحضّر الرئيس نبيه بري جلسة نيابية فعلية ينتج عنها انتخاب رئيس للجمهورية يأتي في سياق المنظومة الحاكمة.
تتوعد اسرائيل بمزيد من التوحش تجاه لبنان إذا خرق حزب الله قواعد اتفاق وقف اطلاق النار.