Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


لماذا أزمة الوجود المسيحي عميقة في لبنان؟

تمر العلاقات بين الطوائف ككل في مرحلة من التوترات التي تطرح السؤال: لماذا؟

الإثنين ٢٥ يوليو ٢٠٢٢

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

أنطوان سلامه- يتضح يوما بعد يوم أنّ المسيحيين في لبنان يمرون في أزمة عميقة منطلقها الخيارات الكبرى.

تحدث كثيرون عن أزمة قيادات.

تحدث آخرون عن التآكل الديمغرافي نتيجة الهجرة.

رأى البعض أنّ حروب الداخل، من العراق الى فلسطين مرورا بسوريا ولبنان، أنهكت وجودهم الذي يميل الى رفاه العيش.

يرى البعض أنّه آن للمسيحيين، والموارنة تحديدا، أن يتخلوا عن امتيازات سياسية في النظام، عبر الغاء "الطائفية السياسية" التي هي في جوهرها مشروع مذهبي لا يطال النظام الطائفي ككل، ولا يشكل مدخلا متكاملا للدولة المدنية طالما أنّه يستثني الأحوال الشخصية.

لكنّ مقاربة جديدة لأزمة المسيحيين في لبنان، تتخذّ أبعادا جديدة.

تُتهم شريحة واسعة من المسيحيين بالانعزالية، وهو مصطلح يحتاج الى تدقيق، طالما أنّ كل المؤسسات المسيحية، خصوصا التربوية والاستشفائية ، تنفتح على كل الطوائف، مثلا: الحضور الإسلامي في المدارس الكاثوليكية وازن، فماذا عن المؤسسات التربوية الإسلامية؟

هل فيها مسيحيون، ولماذا؟

في المستشفيات أيضا؟

حتى المؤسسات الخيرية المسيحية، الكنسية منها ككاريتاس، تنفتح .

وبالنسبة للانعزال، هل هو فقط في الاشرفية وكسروان وبشري.... ماذا عن الضاحية الجنوبية والطريق الجديدة؟

اذا، مصطلح انعزالية مربوطا بالعنصرية يحتاج الى تمحيص واقعي، والمخيف فيه، أن يعني، التماثل المتواصل في "الموقف" السياسي أو الاجتماعي، أو الثقافي، مع "الآخر" الذي ينطلق من مفهومه كحقيقة مطلقة.

هذا الميل في الفرض يرتبط اجمالا بالعشائرية والطائفية والمذهبية.

حتى لو افترضنا، أنّ المسيحيين مطالبون بفك "انعزالهم" والاندماج في محيطهم، فعن أي محيط نتحدّث؟

أو في أي "إسلام سياسي" يندمج المسيحيون خصوصا في القضية الأم: فلسطين المحتلة؟

هنا لا نتحدّث فقط عن دول بل عن شعوب تتفاعل مع أنظمتها إيجابا.

هل مسلمو تركيا والأردن ومصر والخليج وحتى دول آسيوية بانفتاحهم على إسرائيل هم "كافرون" "شياطين"؟

وهل مسلمو الجمهورية الإيرانية هم على "حق مطلق ونهائي" في تجاوبهم مع دولتهم في شيطنة "إسرائيل"؟

في أيّ خيار اسلاميّ ينخرط المسيحيون؟

قد يقول البعض، صلح إسرائيل والدول الإسلامية لا يطال الشعوب، والأمثلة عدة.

قد يكون هناك رفض فردي، الا أنّ الجماعة تتفاعل جيدا مع توجهات قيادات دولها.

في هذا المأزق الذي يكبر، باتت "شيطنة" المسيحيين لاتهامهم تارة بالانعزالية والعنصرية، وطورا بعدم العداء لإسرائيل، يستوجب التمعن فيه.

حين يشيطن البعض الرئيس الراحل كميل شمعون لأنه انخرط في حلف بغداد "الامبريالي-الأميركي "لماذا لا يتوقف " المشيطنون "عند أنّ هذا الحلف كانت قيادته الإقليمية هاشمية، مع ما تعنيه الهاشمية إسلاميا(آل البيت)؟

وهل تقديس "الناصرية" مسألة وطنية؟

وحين يشيطن البعض المسيحيين على أنّهم قاتلوا الفلسطينيين، فماذا عن حرب المخيمات بقيادة حركة أمل، وعداء النظام السوري ل"العرفاتية"؟

ولماذا لا يعود إحياء" فتح لاند" في الجنوب بعدما قدّس المسلمون سابقا  "الحدود المفتوحة" للعمل الفدائي وهذا ما عارضه معظم المسيحيين؟

هل تبدلّت الأحوال منذ النكسة؟

حتى في تعاون الميلشيات المسيحية، في الحرب، مع إسرائيل، هل نسأل لماذا؟ ومن دفعهم؟

هل سأل البعض نفسه ما معنى "اتفاق الهدنة" مع إسرائيل؟

وماذا يعني أن يطلق الرئيس نبيه بري، بالمصطلحات التي استعملها، اعلان "اتفاق الاطار" في ترسيم الحدود؟

هذا حلال!

حين تستقبل قيادات اسلامية قيادات في حركة حماس والجهاد الاسلامي، هل تسأل هذه القيادات اللبنانية- الاسلامية  القيادات الفلسطينية- الاسلامية ، عن التطبيع بعد اتفاق أوسلو، وأيّ "عملة وطنية" يستعملها مناصرو حماس والجهاد في القطاع والضفة؟

الأكيد أنّ الحديث عن "إسرائيل" فيه أفخاخ ومحرمات، وهو صعب؟

في مسألة المطران موسى الحاج.

السؤال يطال الرئاسة الشيعية والنواب الشيعة والسنة والدروز، لماذا لم تعترضوا على "القانون 1060 الصادر عن مجموعة الكنائس الشرقية عام 1990 والذي وقع عليه لبنان عام 1991 ؟

هل قرأتموه أصلا، علما أنّ "الكتائبي- القواتي" وزير العدل السابق البروفسور ابراهيم نجار يرى أنّ في "هذا القانون مواد كثيرة لا تتفق مع القوانين اللبنانية"؟

وهل تعرفون أنّ الرئيس اميل اده الذين تتبارون في "شيطنته" نزع امتيازات رجال الدين المسيحيين  أمام المحاكم اللبنانية، في أوّج زمن الانتداب الفرنسي، في حين تغاضى عن رجال الدين المسلمين؟

وإذا، كنتم تنطلقون من قوانين عدم التطبيع التي وُضعت أصلا في عزّ حكم المارونية السياسية، في عهدي الرئيسين كميل شمعون وفؤاد شهاب، ألم يحن الوقت لقوننة التطبيع طالما تملكون مفاتيح السلطتين التشريعية والتنفيذية، ولن يكون النواب المسيحيون بعيدين عن "القوننة الحديثة" بعدما دخل العالم في عصر " القرية الكونية".

ولماذا يحق للثنائي التيار الوطني الحر وحزب الله التطرق في اتفاق مارمخايل الى قضية " المُبعدين" الذين هم من ضحايا الحرب وأمرها الواقع، ولا يحق للغير التصرف، طالما أنّ السلطتين التنفيذية والتشريعية، بيد "القاطرة الشيعية" منذ سنوات ما بعد العام 2005؟

ولماذا لم نسمع حتى الآن أي انتقاد علني للتطبيع الإسلامي- الخليجي مع إسرائيل، من قيادات تيار المستقبل مثلا.

لماذا لم تعلن المرجعيات السنية والدرزية "مقاطعتها" للقيادات المُطبّعة؟

وإذا كان قانون 1060 يقونن علاقة لبنان والفاتيكان برجالاته، فماذا عن علاقة الشيعة ب"ولاية الفقيه" طالما أنّ البعض يقارن، في هذا الاطار، بين الفاتيكان والجمهورية الإسلامية الإيرانية؟

هذه المقالة هي باب للنقاش انطلاقا من الواقع، ولا يتحمّل كاتبها مسؤولية تكوّن لبنان من طوائف عدة.

تنطلق الحلول دوما من الإجابة على السؤال التالي: لماذا؟

تبقى الاجابة الأوضح في القضية الأم، أنّ اسرائيل هي العدو بحكم الدستور، ولكن ماذا عن القوانين، وماذا عن خطابات قيادات الطوائف التي تتخطى الدستور والقوانين والأعراف وتتوغل في استنسابيات المصالح والارتباطات مع مرجعيات الخارج؟

وكيف يُدار وطن لكل مجموعة فيه مرجعياتها وراء الحدود.

اللماذا هنا جارحة للجميع.


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :54176 الأربعاء ٢٥ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :51111 الأربعاء ٢٥ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :50467 الأربعاء ٢٥ / يناير / ٢٠٢٤