برغم الهدنة في غزة لا يزال التخوف يسود من تجدد الحرب في غزة وتمدّدها الى لبنان.
الثلاثاء ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٣
غدي الحاج- لا احد يستطيع ان ينكر او يتجاهل المساعي التي تقوم بها الولايات المتحدة منذ بدء الحرب الاسرائيلية على غزة من اجل فصل ما يحصل فيها عن المنطقة و إبقاء الأمور تحت السيطرة. لكن السؤال الذي يثيره سياسيون قلقون على الوضع وغير مطمئنين بعد الى إمكان نجاة لبنان كليا من الدخول في حرب، على رغم من هدنة غزة واطلاق رهائن وسجناء من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ، مبني على عاملين اساسيين يتصلان بواشنطن واخرين يتعلقان طبعا بكل من اسرائيل وايران لا سيما ان واشنطن نفسها تستمر حتى اليوم وبعد اكثر من شهر ونصف على بدء الحرب في غزة تؤكد سعيها لمنع توسع هذه الحرب ، ما يعني ان الخطر يستمر قائما بشدة . العاملان المرتبطان بواشنطن : احدهما هو تأكيدها منذ بدء الحرب الاسرائيلية على غزة حرصها على منع تمدد المواجهة الى المنطقة وتحديدا الى لبنان باعتباره يختزن ويختصر جوهر التصعيد الايراني الاسرائيلي في ظل التحييد الايراني الواضح لسوريا في حين ان ما يجري ضد المواقع الاميركية في العراق وسوريا يمكن استيعابه. ولانها لا تريد أن ينتشر الصراع في جميع أنحاء المنطقة، ارسلت حاملتي طائرات إلى المنطقة لردع إيران عن التدخل. لكن ذلك لم يوقف الخطاب المتصاعد من جانب "حزب الله" وإسرائيل التي قالت إنها لا تريد الحرب على جبهتها الشمالية في الوقت الذي تسعى فيه إلى سحق حماس في قطاع غزة . ولكن العنف الذي كان محصوراً إلى حد كبير داخل شريط من الأراضي على جانبي الحدود اللبنانية شهد تجاوزات ويمكن ان ينزلق في اي لحظة الى تمدد الحرب . وحين اوفدت واشنطن مستشار الرئيس الاميركي جو بايدن آموس هوكستينن الى بيروت كانت الامور قطعت شوطا مهما على طريق الاطمئنان الرسمي ان الامور قد تبقى مضبوطة تحت سقف معين ولو انها تخرج احيانا على القواعد المعروفة. وعلى اثر مشاركته في مؤتمر المنامة انتقل هوكستين الى اسرائيل من ضمن المسعى نفسه لجهة توجيه الرسالة نفسها الى المسؤولين الاسرائيليين بعدم السماح بتمدد الحرب الى الجبهة الشمالية لاسرائيل . كررت واشنطن ذلك مرارا وكان اخرها قبل يومين بتأكيد البيت الأبيض ان " ليس من مصلحة أي أحد توسع رقعة الصراع الحالي وليس من مصلحة إسرائيل فتح جبهة للقتال في الشمال". وهو الموقف الذي ضمنه البيت الابيض البرقية الى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في ذكرى الاستقلال. والعامل الاخر مبني على خلفية ان معطيات كثيرة تنقل عن واشنطن في اطار حضها اسرائيل على التزام ضوابط معينة او ادارة معركة غزة على نحو لا يحرج الادارة الاميركية عبر استهدافها للمدنيين والاطفال في شكل خاص . وذلك فيما ينقل في المقابل استياء الادارة الاميركية من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لعدم اخذه بما تقدمه واشنطن من نصائح او طلبات . الامر الذي يدعو الى التساؤل او القلق اذا كان القادة الاسرائيليون يمكن ان يستجيبوا للضرورة الاميركية بعدم تمدد القتال ام لا . فالطريق الاسرائيلية الى توجيه ضربات قوية الى " حزب الله" قد لا يتاح في المستقبل المنظور لا سيما اذا كان المشروع الاقليمي الذي يتم دفع المنطقة قد يتطلب ذلك. من يضمن الا ترى اسرائيل مصلحة لها في توسيع الحرب الى لبنان او الا ترى ايران مصلحة لها في تثبيت قواعد الاعتراف بنفوذها على امتداد التنظيمات التي تحركها من اليمن الى العراق فلبنان وسوريا بعض الشيء حماية للنظام ومنع سقوطه . فالتهدئة التي اقامتها ايران على جبهة علاقاتها مع المملكة السعودية والدول الخليجية ولا سيما في ما يتعلق باليمن اظهر ان الامر لا يعني تخلي ايران عن الاوراق التي تتحكم بها والتي يمكنها توظيفها في المكان والظرف المناسبين. وما دامت السلطة في لبنان لا علاقة لها بقرار الحرب والسلم ولا نفوذ لها على الحزب الذي يتحرك بمعزل عنها وبمعزل عن لبنان ككل في موضوع انخراطه بالحرب من عدمها ، فان الاطمئنان المبدئي الى احتمال نجاة لبنان من توسع الحرب اليه مع دخول الحرب على غزة مرحلة متقدمة، لا يؤخذ من اركان هذه السلطة غير المؤثرين او غير الفاعلين. اذ فيما يعتبر البعض ان وقف الحرب الاسرائيلية على غزة ستنهي احتمالات التصعيد عبر الجبهة اللبنانية مع اسرائيل ، فان ديبلوماسيين غربيين يرون ان خطر اندلاع مواجهة إقليمية مرتبطة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني ويتورط فيه لبنان حتى بعد التصعيد الحالي في إسرائيل وغزة امر غير مستبعد على الاطلاق. وفي اثناء زيارة لوزير الدفاع الاميركي لويد اوستن الى كوريا الجنوبية الاسبوع الماضي قال : "بالتأكيد لا أحد يريد أن يرى صراعا آخر يندلع بشكل جدي في الشمال على حدود إسرائيل، لكن من الصعب التنبؤ بما قد يحدث، فيما يؤكد " حزب الله " استعداداته باستمرار وكان اخر الكلام لنائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم انه "ما دام العدوان على قطاع غزة مستمراً فاحتمال تدحرج الحرب قائم ". النسبة لترجيح كفة على اخرى ضئيلة جدا . ولا يزال الكثير من النقاط غير المعلومة بالنسبة الى حيثيات ما حصل وانعكاساته ومصالح القوى الدولية والاقليمية يرخي بظلاله . لكن الخوف يكبر اكثر فاكثر على لبنان الضعيف والمنهار والذي يخشى الا ينجو من تداعيات حرب لا قرار له فيها فيما يتم الامعان في تغييب رئاسة الجمهورية واستمرار المؤسسات الفاعلة واصلاح الاقتصاد وتاليا تغييب وجود الدولة .
يتقدم الى الواجهتين اللبنانية والسورية "العسكر" في قيادة البلدين.
يتردد كثير من متضرري حرب "المساندة" في إعادة إعمار ممتلكاتهم المهدّمة نتيجة الغارات الاسرائيلية.
لا تهتم الدول الفاعلة بهوية المرشح الرئاسيّ بقدر ما تهتم بتنفيذ أجندة الامن والاصلاح.
يتقدم اسما جوزف عون وجورج خوري بورصة الأسماء المرجحة الوصول الى قصر بعبدا.
تتسارع التطورات على الساحة السياسية من أجل إنهاد الشغور الرئاسيّ في لحظة اقليمية خطيرة.
كبُرت دائرة التفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية في بداية العام المقبل.
يطوي لبنان صفحة من تاريخه الحديث بسقوط نظام الأسد في سوريا.
قدمت روسيا حقّ اللجوء الى بشار الأسد وعائلته.
يحضّر الرئيس نبيه بري جلسة نيابية فعلية ينتج عنها انتخاب رئيس للجمهورية يأتي في سياق المنظومة الحاكمة.
تتوعد اسرائيل بمزيد من التوحش تجاه لبنان إذا خرق حزب الله قواعد اتفاق وقف اطلاق النار.