نشرت جريدة النهار مقالا لأنطوان سلامه تحت عنوان "ماذا بقي من العروبة ككل في الصراع ضدّ اسرائيل".
الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣
جاء في المقال المنشور في النهار: أنطوان سلامه -هل لا يزال استعمال مصطلح الصراع العربي الإسرائيلي واقعيا في هذه المرحلة خصوصا في حرب غزة؟ تشير الخطوط العريضة لهذا الصراع الى خلفيات دينية تتحكّم في مفاصله، من الجانب الإسرائيلي حكما، في حين أنّ الجانب الفلسطيني شهد في كفاحه، تجاذبات بين الخطين المدني متمثلا بمنظمة التحرير والعائلات الفلسطينية التقليدية، والديني المتأثر بحركة الأخوان المسلمين. وطوال الفترة الممتدة من النكبة وما قبلها، الى حرب ال٧٣ طغت رعاية الدول العربية هذا الصراع والمشاركة فيه، فاتخذّ بُعدا مدنيا-عربيا، أقلّه في عهود جمال عبد الناصر والبعث في سوريا والعراق. الدول العربية والصراع: شاع هذا المصطلح في" النكبة" و"النكسة" وحرب ال٧٣ لمشاركة الجيوش العربية في مواجهة القوات الإسرائيلية ومشاركة السعودية بإعلان الحظر النفطي لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة. ترسّخ في الستينات بقيادة جمال عبد الناصر الذي دعا في قمة القاهرة (١٣ كانون الثاني ١٩٦٤) الى تشكيل قيادة عربية موحدة لجيوش الدول العربية في كنف الجامعة، ردا على تحويل إسرائيل مجرى نهر الأردن، وفي "لاءات" قمة الخرطوم (٢٠ آب ١٩٦٧) بعد النكسة، الى أنّ بدأ هذا الإجماع العربي في الصراع يتفكك في قمة القاهرة(١٩٧٠) وقمة بغداد(٢ تشرين الثاني ١٩٧٨) التي رفضت اتفاقية كامب ديفيد وعزلت القاهرة، واتخذت قمة بيروت(٢٠٠٢) منحى جديدا في تبني "سلام" حلّ الدولتين. سقط مصطلح الصراع العربي الإسرائيلي، بشموليته، مع خروج مصر من المنظومة العربية الى "معسكر السلام" في كامب ديفيد، ثم الأردن في اتفاقية وادي عربة، لتنتقل دول خليجية وعربية الى مرحلة التطبيع. خط العروبة: واجه خط العروبة الحركة الصهيونية في كنف السلطنة العثمانية صعودا، خصوصا في النخبتين السورية واللبنانية المسيحية الطابع من نجيب عازوري، وجورج انطونيوس، والشيخ يوسف الخازن انتقالا الى ميشال شيحا وميشال اده مرورا بالشاعر سعيد عقل الذي كتب لفيروز "سيفٌ فليُشهر" بعدما دعا في محاضرة له في " الندوة اللبنانية" العام ١٩٥٤الى "إزالة" إسرائيل " إذا لزم الأمر، على يدنا ، وحدنا، نحن اللبنانيين...لبنان، في ارتفاعه ومياهه، ضروري لقيام دولة متمدنة في الشرق. وهو لن يتسع لشعبين. فإما أن تبيدنا إسرائيل وتأخذه، وإما أن نبيدها ونبقى فيه..."( سعيد عقل في محاضرة لبنان، معضلات وقوى-الندوة اللبنانية- دار النهار-ص٢٦٥). سبق خطّ القومية العربية، الوطنية الفلسطينية، في الكفاح، فلم تتبلور هذه الوطنية الّا في الشتات. سباق الديني والمدني في البدايات نمت حركة عربية الطابع لمواجهة الصهيونية ومشروعها. بدأت منذ الثلاثينات تجاذبات بين خطين، العربي بقيادة شخصيات من عائلات فلسطينية نافذة كراغب النشاشيبي(١٨٨٠-١٩٥١) ومحمد عزة دروزة(١٨٨٧-١٩٤٨) ويعقوب الغصين(١٨٨٩-١٩٤٧)،وقامات من عائلة الحسيني (جمال وعبد القادر ) ، وخط ديني بقيادة مفتي القدس الشيخ أمين الحسيني(١٨٩٥-١٩٧٤)الذي لجأ الى زوق مكايل -كسروان هربا من ملاحقة المنتدب البريطاني، ومحمد عز الدين القسّام (١٨٨٣-١٩٣٥)الذي أسّس أول عصبة جهادية سرية فلسطينية. في خط العروبة، سار ياسر عرفات، مطورا فكرة تأسيس حركة فتح في غزة(١٩٥٠) ليطلقها من الكويت العام ١٩٥٩،في وقت شهد القطاع تجاذبات الخطين المدني والديني - الأخواني ما اضطر جمال عبد الناصر ،بعد العدوان الثلاثي، الى لجم الفدائيين في القطاع، المتأثرين بالفكر الأخواني قبل أن يعدم نظامه السيد قطب (١٩٠٦-١٩٦٦) الذي أطلق المرحلة الحديثة من الإسلام السياسي الجهادي، فتفاعلت غزة مع هذه المرحلة، من خلال تجربة عبدالله عزام الذي طرح مبدأ تحرير فلسطين كواجب ديني محتوم، وأقرّ في جهاده الأفغاني " أنّ فلسطين أولى من أفغانستان". تعامل عزام مع الاخوان المسلمين وحماس، رفض منظمة التحرير واليسار الفلسطيني، وعلاقته عابرة مع قادة الجهاد الإسلامي مثل فتحي الشقاقي . هذا الخط الجهادي أبرزه الشيخ أحمد ياسين ، في غزة، العام ١٩٦٧، الى أن تأسست حماس (١٩٨٧) من صلب "المجمع الإسلامي" الذي أطلقه ياسين بانفتاح على دول الخليج ضمنا السعودية، تزامنا مع حرب أفغانستان، وصبّت إسرائيل نارها على هذا الخط باغتيال ياسين وخلفه عبد العزيز الرنتيسي. في انتخابات العام ٢٠٠٦ تواجه الخطان المدني والديني في الساحة الفلسطينية، فتفككت الجبهة الفتحاوية بين أحمد قريع ومروان البرغوتي ومحمد دحلان، لتسيطر حماس على غزة فأعلنته إسرائيل "كيانا معاديا"، أفرز قيادات فلسطينية جديدة، إسلامية، مثل خالد مشعل وإسماعيل هنية ويحيا السنوار ومحمد الضيف... في هذا المشهد الجديد من القيادات، انفتحت الساحة الفلسطينية على الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي قياسا بتجربتي الأخوان المسلمين الحديثة (قطر وتركيا وأراضي الجهاد ككل) والإيرانية في أنموذج حزب الله. الإشكالية المطروحة: ماذا بقي من العروبة ككل في الصراع ضدّ إسرائيل ؟ وهل لا تزال العروبة بمعناها الحضاري حيّة فيه؟ هل طغى الخط الديني على الساحة الفلسطينية في مقابل تراجع الخط المدني ؟ وهل يمكن مدّ جسر بين الجانبين لاستخلاص ورقة مشتركة للكفاح من أجل قيام دولة فلسطينية ديمقراطية في مواجهة كيان ديني وقومي مغتصب؟ وماذا عن الدول العربية الضائعة بين تسمية " قمة القاهرة"(٢٠٠) ب "قمة الأقصى" وبين قمة الرياض (٢٠٠٧ )التي جددت الالتزام العربي بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي، وطرحت قمة الكويت(٢٠١٤) قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس بحدود العام ١٩٦٧، ودعت قمة الأردن (٢٠١٧) الى "مصالحة تاريخية" مع إسرائيل؟ أما المحاولة السعودية في جمع القمتين العربية والإسلامية في قمة الرياض (١١تشرين الثاني ٢٠٢٣) فلم تُثمر حتى في مطالبتها بفك الحصار عن غزة.
يتقدم الى الواجهتين اللبنانية والسورية "العسكر" في قيادة البلدين.
يتردد كثير من متضرري حرب "المساندة" في إعادة إعمار ممتلكاتهم المهدّمة نتيجة الغارات الاسرائيلية.
لا تهتم الدول الفاعلة بهوية المرشح الرئاسيّ بقدر ما تهتم بتنفيذ أجندة الامن والاصلاح.
يتقدم اسما جوزف عون وجورج خوري بورصة الأسماء المرجحة الوصول الى قصر بعبدا.
تتسارع التطورات على الساحة السياسية من أجل إنهاد الشغور الرئاسيّ في لحظة اقليمية خطيرة.
كبُرت دائرة التفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية في بداية العام المقبل.
يطوي لبنان صفحة من تاريخه الحديث بسقوط نظام الأسد في سوريا.
قدمت روسيا حقّ اللجوء الى بشار الأسد وعائلته.
يحضّر الرئيس نبيه بري جلسة نيابية فعلية ينتج عنها انتخاب رئيس للجمهورية يأتي في سياق المنظومة الحاكمة.
تتوعد اسرائيل بمزيد من التوحش تجاه لبنان إذا خرق حزب الله قواعد اتفاق وقف اطلاق النار.