لا تهتم الدول الفاعلة بهوية المرشح الرئاسيّ بقدر ما تهتم بتنفيذ أجندة الامن والاصلاح.
الإثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤
المحرر السياسيّ- برغم سقوط النظام السوريّ الذي حكم بلدين لا تزال موازين القوى في مجلس النواب على حالها من الصمود. فمن يتحكّم في المعركة الانتخابية هي كتل الثنائيّ حزب الله وحركة أمل والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي وتكتل سنيّ من المتوقع تشكيله بعدما شطبَ تيار المستقبل نفسه من المعادلة. تدور المعركة الرئاسية من دون تأثير سوريّ مباشر بعدما أعلن أحمد الشرع- الجولاني أنّ همّه الأساسيّ إعادة بناء بلاده. تنكفئ الجمهورية الاسلاميّة الإيرانية بعد الضربات التي تعرّضت لها أذرعها في الإقليم في إعادة تموضع تحتاج الى وقت طويل من الدراية في ظلّ الاحتلال الجويّ الاسرائيليّ لهلالها الشيعيّ. تتصرّف السعودية بحذر، يتخطى همّها أسماء المرشحين، ستبني علاقتها مع لبنان على أساس أولويات حددتها وهي الأداء السياسيّ لأيّ عهد مقبل يؤمن لها الأمن لجهة تهريب المخدرات، والإصلاحات المتكاملة في بناء دولة تنتمي الى المصالح العربية المشتركة. تبدو الولايات المتحدة الأميركية في فترة انتقالية لكنّها مؤثرة في المعركة الانتخابية انطلاقا من المعطيات التالية: تفرض البراغماتية الأميركية التعامل مع الفائز كما تتعامل حاليّا مع القوى المسيطرة في سوريا. تدرك الادارة الأميركية أنّ وصول أيّ رئيس للجمهورية مع حكومته، عليه التقيّد بالبرنامج الموضوع في اتفاق وقف اطلاق النار مع إسرائيل وفي البيانات الدولية الداعية الى الإصلاح. بالنسبة للأميركيين والفرنسيين ومعظم الدول العربية والخليجية، تتمثّل خريطة الطريق لأيّ عهد مقبل في الالتزام بملفين أساسين: الأمن بمعناه السياديّ في الدولة ، وبالإصلاح الجديّ. لا تهمّ هوية الرئيس المنتظر ولا برنامجه طالما يتحرّك تحت سقف مضمون وقف اطلاق النار. تُستعاد في هذا السياق، تجربة عهد الرئيس الياس سركيس الذي جاء ضعيفاً من حيث التمثيل الطائفيّ والشعبيّ لكنّه حكم في بداية عهده بقوة نتيجة التزامه بدعم قوات الردع العربية بقاطرتها السورية الى أن انقلبت موازين القوى في الاجتياح الاسرائيليّ وخروج منظمة التحرير من بيروت، كما أنّ الرؤساء الياس الهراوي واميل لحود وميشال سليمان حكموا تحت مظلة سورية أي التزموا بأجندة سياسية حددها النظام السوري الى أنّ شذّ الرئيس سليمان بصدور "بيان بعبدا" الشهير الذي بقي حبراً على ورق، وحده الرئيس ميشال عون خلافا لرؤساء جمهورية الطائف دخل الى قصر بعبدا قويّا بشعبيته وخرج ضعيفاً، لذلك لا تتصرّف الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون والعرب على قاعدة " الرئيس القوي" بل تستلهم من تاريخ لبنان الحديث تجربة الرؤساء السابقين الضعيفين في التمثيل الشعبيّ والطائفيّ لكنّهم نفذوا مشيئة الوصاية السورية آنذاك، لذلك فإنّ أيّ رئيس مقبول دوليا عليه أن يلتزم بالوصاية الدولية والإقليمية الجديدة والا فعهده سيفشل. لا تهتم دول اللجنة الخماسية بأسماء المرشحين، تهتم فقط بمن سينفّذ ثلاثية حصر السلاح في أجهزة الدولة، والإصلاحات مقابل المساعدات، والانخراط في المنظومة الإقليمية الجديدة.... هل هذا ممكن في ظلّ الانقلاب في سوريا والانكفاء الإيراني؟ لا يمكن قياس قوة ايران في لبنان بحضورها المُنسحب من سوريا ...تُمسك ايران بورقة حزب الله في تحالفه مع حركة أمل ، لذلك يُطرح السؤال التالي: ماذا يريد الثنائيّ الشيعيّ في لبنان بعدما خسر معركة "جبهة المساندة" ولا تزال جبهته السياسيّة قوية في مجلس النواب؟ هل يريد فعلا طيّ صفحة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وفتح صفحة جديدة في عهد جديد؟ هل هو قادر على الاستمرار في هذه الثلاثية وما هو المسموح في ظل الزلازل الكبرى في الاقليم.
يتقدم الى الواجهتين اللبنانية والسورية "العسكر" في قيادة البلدين.
يتردد كثير من متضرري حرب "المساندة" في إعادة إعمار ممتلكاتهم المهدّمة نتيجة الغارات الاسرائيلية.
لا تهتم الدول الفاعلة بهوية المرشح الرئاسيّ بقدر ما تهتم بتنفيذ أجندة الامن والاصلاح.
يتقدم اسما جوزف عون وجورج خوري بورصة الأسماء المرجحة الوصول الى قصر بعبدا.
تتسارع التطورات على الساحة السياسية من أجل إنهاد الشغور الرئاسيّ في لحظة اقليمية خطيرة.
كبُرت دائرة التفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية في بداية العام المقبل.
يطوي لبنان صفحة من تاريخه الحديث بسقوط نظام الأسد في سوريا.
قدمت روسيا حقّ اللجوء الى بشار الأسد وعائلته.
يحضّر الرئيس نبيه بري جلسة نيابية فعلية ينتج عنها انتخاب رئيس للجمهورية يأتي في سياق المنظومة الحاكمة.
تتوعد اسرائيل بمزيد من التوحش تجاه لبنان إذا خرق حزب الله قواعد اتفاق وقف اطلاق النار.