Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


الذهب السوداني يجمع حميدتي بالروس(تقرير)

بدأت تتوضح مصادر ثروة أمير الحرب في السودان حميدتي وعلاقته بالروس.

الجمعة ٢٨ أبريل ٢٠٢٣

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

يعد السودان ثالث أكبر دولة في إفريقيا منتجة للذهب بعد جنوب افريقيا وغانا، والمؤسف أنّ هذه الثروة لا تصل الى السودانيين بالتساوي كثروة وطنية.

ويمتلك قلة من السودانيين القدرة على التنقيب،والتسويق عالميا، فيُهرّب الذهب اجمالا،وتعود للمهربين عائداته.

 تفيد تقارير صحافية  بأن الإنتاج الرسمي للذهب في السودان بلغ  49.7 طن، وهناك 32 طناً غير محسوبة من قِبل البنك المركزي السوداني، والرقم الحقيقي هو 220 طناً، أي إن 13 بليون دولار في العام تُسرق من السودان عبر استخراج وتهريب الذهب بشكل غير رسمي.

ومع اندلاع الاشتباكات في الخرطوم برز الاهتمام بشركة الجنيد وعائلة حميدتي التي  تسيطر على الذهب السوداني بشكل واسع وشبه احتكاري، وتتحدث تقارير غربية عن دور روسي كبير في سوق الذهب السوداني.

وتعمل الشركة العائلية "الجنيد" في تعدين وتجارة الذهب، بحصص يملكها عبد الرحيم دقلو(شقيق حميدتي)، واثنان من أبناء عبد الرحيم.

وينفي حميدتي علاقته بالشركة، ولكن تم إدراج اسمه كمدير (عضو مجلس إدارة)، وفقاً لوثائق اطلعت عليها منظمة Global Witness غير الحكومية. 

جاء جزء من ثروة حميدتي وقوته من استيلائه في عام 2017 على منجم الذهب في جبل مرة في دارفور، وهو أكبر منجم في البلاد وواحد من أكبر المناجم في إفريقيا.وتم الاستيلاء على ثلاثة مناجم أخرى، حسبما ورد في تقرير لموقع the Africa report.

 استخدم حميدتي العائدات لشراء أسلحة جديدة وأسطول من آلاف الشاحنات الصغيرة المموهة والمدفعية مثبتة عليها.

وكانت المئات من مناجم الذهب الأخرى في  أنحاء السودان  تحت سيطرة شركات غامضة لها صلات بالأجهزة الأمنية في ظل نظام عمر البشير الذي أعطى الشركات الروسية  في يوم واحد فقط 50 ​​ترخيصاً "للذهب" من دون "الإجراءات اللازمة العناية الواجبة"، حسب the Africa Report.

وتشير المعلومات الى  أنّ فاغنر(الروسية) تساعد حميدتي على تصدير الذهب وتقدم له الأسلحة كمقابل.

تعمل الشركات التي يسيطر عليها يفغيني بريغوجين، الحليف الرئيسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومالك شركة فاغنر، على التنقيب عن الذهب في السودان منذ عدة سنوات، وفقاً للحكومة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ومسؤولين سودانيين. 

ويقول مسؤولون سودانيون ودبلوماسيون في المنطقة إن الشركات الروسية تعتمد على مقاتلي الدعم السريع لحماية المواقع في شرق وغرب السودان.

ونشر مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP)، وهو شبكة عالمية من الصحفيين الاستقصائيين، تقريراً في تشرين الثاني 2022 يوضح بالتفصيل تدخل مجموعة فاغنر في صناعة تعدين الذهب في السودان.

استناداً إلى وثائق مسربة، أظهرت تقارير لـOCCRP، فإن شركة M Invest الروسية لبريغوجين (المشهور بلقب طباخ بوتين)، دفعت ملايين الدولارات لشركة تديرها المخابرات العسكرية السودانية مقابل تصاريح إقامة وأسلحة لموظفيها الروس في السودان.

وساعدت مجموعة فاغنر التابعة لبريغوجين، وهي الوكيل الأول لروسيا في إفريقيا، حميدتي على زيادة إنتاج الذهب ونقله لموسكو عبر الإمارات.

ساعدت الاستثمارات الروسية في زيادة إنتاج السودان السنوي من الذهب إلى حوالي 100 طن في عام 2021 من أقل من 30 طناً قبل خمس سنوات، وفقاً لبيانات وزارة المالية السودانية. 

ويقول المسؤولون في البنك المركزي السوداني وشركة التعدين الحكومية إنهم يقدرون بأن حوالي 70% من ذهب البلاد يتم تصديره إلى روسيا، غالباً عن طريق وسطاء في الإمارات العربية المتحدة، وبلدان أخرى، حسبما نقلت عنهم صحيفة Wall Street Journal.

وأجريت 16 رحلة لتهريب الذهب من قِبل فاغنر خلال عام 2021، والنصف الأول من 2022، حسب ما ذكرت العديد من المصادر السودانية الرسمية لشبكة CNN الأمريكية.

وتقول شبكة CNN في تحقيق مصور ومكتوب نشرته الصيف الماضي، إن المقابلات المتعددة مع مسؤولين سودانيين وأمريكيين رفيعي المستوى ومجموعة من الوثائق التي راجعتها تظهر ما وصفته بـ"صورة لمخطط روسي مفصل" لاإفادة من ثروات السودان، في محاولة لتحصين موسكو ضد العقوبات الغربية القوية بشكل متزايد ودعم جهود موسكو الحربية في أوكرانيا.

وتشير الأدلة أيضاً إلى أن روسيا تواطأت مع القيادة العسكرية المحاصرة في السودان، مما أتاح مليارات الدولارات من الذهب لتجاوز الدولة السودانية وحرمان الدولة المنكوبة بالفقر، والتي يبلغ عدد سكانها مئات الملايين من عائدات الدولة.

في مقابل الذهب السوداني، يقول مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون لشبكة CNN إن روسيا دعمت بنشاط الانقلاب العسكري في السودان عام 2021 الذي أطاح بحكومة مدنية انتقالية برئاسة عبد الله حمدوك، مما وجه ضربة مدمرة للحركة السودانية المؤيدة للديمقراطية التي أطاحت بالرئيس عمر البشير قبل عامين.

وأفادت صحيفة Wall Street Journal مؤخراً بأن مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية عرضت أسلحة ثقيلة على قوات الدعم السريع.

وفي الأشهر الأخيرة، شجعت الولايات المتحدة مصر على الضغط على الجنرال عبد الفتاح البرهان للتوقف عن العمل مع بريغوجين، وفقاً لمسؤولين أمنيين غربيين حاليين وسابقين. 

وقبل أسابيع من اندلاع القتال، ألقت السلطات السودانية القبض على العشرات من عمال المناجم الروس للاشتباه في قيامهم بتهريب الذهب.

الذهب يأتي أحياناً من إفريقيا الوسطى وبعض طائرات التهريب تمر عبر سوريا في طريقها الى روسيا.

 وتهيمن روسيا على السوق الذهب، حيث انتهى الأمر بمعظم الذهب السوداني في السنوات الأخيرة إلى أيدى الروس، وفقاً للإحصاءات الرسمية.

 باختصار، استحوذت قوات الدعم السريع وشركة الجنيد متصلة بها على مساحة كبيرة من صناعة الذهب في البلاد، ومن المؤكد أن تستخدمها لتمويل عملياتها.

السؤال ،كم تقدر ثروة حميدتي ونصيبه من ذهب السودان؟

في تشرين الثاني 2019، أفادت وكالة رويترز بأن شركة الجنيد قامت خلال فترة أربعة أسابيع فقط بتصدير حوالي 30 مليون دولار من سبائك الذهب إلى دبي بحوالي طن من الوزن.

كانت قوات الدعم السريع غنية بما يكفي لكي يعلن حميدتي أنه وضع أكثر من مليار دولار لدى البنك المركزي السوداني في أعقاب الأزمة الاقتصادية والاحتجاجات التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس البشير في نيسان 2019، وقال آنذاك إن قوات الدعم السريع "دعمت الدولة في بداية الأزمة من خلال شراء الموارد الأساسية: البنزين والقمح والأدوية".

وتابع: "يسأل الناس من أين نحصل [قوات الدعم السريع] على هذه الأموال؟ لدينا رواتب جنودنا الذين يقاتلون في الخارج واستثماراتنا في الذهب واستثمارات أخرى".

من الصعب معرفة حجم ثروة رجل مثل حميدتي أغلب أنشطته خفية وذات طابع استخباراتي وميليشياتي، ومتهم بالتهريب، ويزعم الصحفي السوداني أحمد القرشي أن ثروة حميدتي تضخمت لتصل إلى 17 مليار دولار، وأن عدد أفراد قوات الدعم السريع" ارتفع إلى 160 ألف جندي. ولكن ما هو واضح أن الرقم المعلن عن إنتاج الذهب الذي يدور حول مئة طن هو غير دقيق، فعلى الأرجح هناك كميات أكبر بكثير تستخرج وتهرب بشكل غير رسمي، وقد يصل الرقم إلى 220 طناً بقيمة 13 بليون دولار، حسبما يقول تقرير لشبكة CNN.

ومن الواضح أن هذا الجزء غير الرسمي يتم تصديره بشكل أساسي عبر شركة حميدتي وقوات الدعم السريع (إضافة إلى جزء من الذهب الرسمي).

وبالطبع لا يعرف كيف يتقاسم حميدتي وشركة فاغنر الروسية هذه المبالغ، ولكن الأرجح أن حميدتي بات مخضرماً بعدما أصبح لاعباً دولياً، وبالتالي يأخذ مقابلاً جيداً من الروس، فلو افترضنا أنه يأخذ 40 % من هذا المبلغ، فنحن نتحدث عن دخل سنوي يقدر ببضعة مليارات دولار، قد تصل إلى 5 أو 6 مليارات فقط من بيع الذهب الذي يستخرجه أطفال السودان بأيديهم، إضافة للأموال الناتجة عن توريد المقاتلين وأنشطة التهريب التي تتهم مصادر غربية حميدتي بالتورط فيها. 

المصدر الأساس: رويترز عربي بوست


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :53141 السبت ٢٣ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :50055 السبت ٢٣ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :49440 السبت ٢٣ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور