Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


ايران تحمي حزب الله أو الحزب يحميها وماذا عن البيئة الحاضنة؟

 لا تزال زيارات القيادات الإيرانية الى لبنان تزامناً مع مداولات وقف اطلاق النار تثير التساؤلات.

الأحد ١٧ نوفمبر ٢٠٢٤

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

 المحرر السياسيّ- حاول مستشار المرشد الايرانيّ علي لاريجاني في زيارته الأخيرة الى لبنان طمأنة اللبنانيين الى أنّ بلاده تؤيد قرار لبنان "والمقاومة الإسلامية" فيه بشأن تطبيق القرار ١٧٠١ كمدخل لإعادة السلام الى البلد الثاني المنكوب بعد غزة.

يشير دخول لاريجاني على الخط أنّ ملف حزب الله ولبنان انتقل من الطبقة السياسية الإيرانية الى دوائر مرجعية خامنئي بعدما أثارت مواقف وزير الخارجية عباس عراقجي ورئيس مجلس الشورى باقر قاليباف انزعاج المنظومة الحاكمة في لبنان عبّر عنه الرئيس نجيب ميقاتي ووليد جنبلاط علناً والتزم الرئيس نبيه بري الصمت محددا سقف التفاوض اللبناني مع إسرائيل بوساطة أميركية بالقرار الأممي حرفياً من دون إضافات.

تزامن رفع الملف اللبناني والحزب ضمنه الى مرجعية خامنئي مع انتقادات عبّرت عنها شريحة واسعة من البيئة الشيعية الحاضنة تحمّل ايران مسؤولية النكبة التي يعيشها شيعة لبنان، نتيجة الحسابات الخاطئة في مواجهة إسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى، فنجحت إسرائيل في استدراج طهران والحزب الى حرب واسعة ومدمّرة للحزب في هيكليته القيادية وبناه التحتية، وإجبار طهران على تغيير نهجها في المواجهة بالانتقال من "حرب الأذرع" الى الحرب المباشرة التي كشفت نقاط الضعف الكبيرة في البنية العسكرية والأمنية لإيران، حتى بات السؤال المطروح من يحمي مَن، هل ايران تحمي حزب الله أم حزب الله يحمي ايران، وفي الحالتين هل تحمي ايران والحزب البيئة الحاضنة أم هذه البيئة تحمي الجانبين؟ والسؤال الأهم، هل يحمي حزب الله لبنان أم يحمي لبنان حزب الله في مفاوضات يقودها الرئيس بري بصعوبة انطلاقا من موازين قوى غير ملائمة.

يُلاحظ في خطاب لاريجاني إدراكٌ لهذه الموازين، فتخلّى عن معزوفات  " وحدة الساحات" وترابط جبهتي الجنوب وغزة ومتانة "خط الممانعة" وهذا ما يعبّر عن " الواقعية الإيرانية" المُستجدة  في مقاربة هذه الوحدة بعدما وجه اليها النظام السوري ضربته المؤلمة بدفع روسيّ، وبعدما أعلنت مرجعية  السيستاني ما يُشبه نعي هذه الوحدة ببيانه عن وحدة السلاح تحت سقف الدولة العراقية.

هذا يعني من الجانبين السوري والعراقي تمرداً على التوجهات الإيرانية في مواجهة إسرائيل إضافة الى التململ الدفين في البيئة الشيعية اللبنانية.

تراجع موقف لاريجاني المعبّر عن مرجعية خامنئي خطوات الى الوراء بحثاً عن الأمان حتى ولو ساوى "السلطة اللبنانية" مع المقاومة الإسلامية في لبنان في اتخاذ القرار المناسب، وبشكل عكسيّ، يساوي لاريجاني موقفي المنظومتين اللبنانية والإيرانية في اتخاذ القرار بعدما أصبح الجهاز الإيرانيّ يُمسك بمفاصل الحزب بعد انهيار قيادته.

في هذا السياق شعرت مرجعية خامنئي بارتدادات الموقف اللبناني المعترض الذي عبّر عنه الرئيس ميقاتي وجنبلاط  في انتقاد تصاريح عراقجي وقاليباف، وتطرّف جنبلاط بليونته المبطنة في رفضه استقبال الوفد الإيراني برئاسة لاريجاني بصفته العالية المستوى كمستشار لمرجعية خامنئي.

هل بدأت ايران تستعد لمرحلة خفض الخسائر حتى في تنفيذ القرار ١٧٠١ الذي يعطي الجيش صلاحيات واسعة في ضبط الحدود الجنوبية.

وهل بدأت ايران تُدرك أنّ حزب الله لم يعد الورقة القوية في مفاوضاتها النووية مع الإدارة الأميركية وأنّ الاعتراض اللبناني بدأ يتصاعد من البيان الشهير الصادر عن الثلاثي بري ميقاتي جنبلاط في اجتماع عين التينة الى بيان القمة الروحية في بكركي وصولا الى تكوّن جبهات سياسية معارضة كجبهة الجميل سليمان السنيورة، خصوصا أنّ اجتماعاً بعيدا عن الأضواء جمع السفير الباباويّ مع الثلاثيّ الأخير في منزل السنيورة في بيروت.

لا شك أنّ الانقلاب اللبنانيّ لن يحصل طالما أنّ حزب الله يحمل السلاح بإدارة إيرانية، ويملك قدرات كبيرة في الانقلاب على الداخل بتعابير عنفية عدة.

لا تقتصر مشكلة ايران على قيادات لبنانية مشتتة وفاقدة الثقة في المجتمع اللبناني ، تكمن المشكلة الإيرانية الجوهرية في إقناع بيئة حزب الله بأنّ الجمهورية الإسلامية لاتزال على مبدأ  دعم حزب الله ولا تتركه وحيداً في الساحة المفككة بعدما ظهرت تساؤلات تتفاعل في البيئة الحاضنة عن حقيقة هذا الدعم، وبعدما ظهر أنّ الجهات المعارضة لفتح جبهة الجنوب على حق انطلاقا من النكبة الحاصلة في الجنوب وضاحية بيروت وبعلبك.

أما تباهي قيادات إيرانية بفتح خطوط التواصل مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب فمسألة أخرى تطرح السؤال، هل ما يحق لإيران لا يصحّ للبنان المنكوب بفعل الحسابات الخاطئة والمميتة للقيادة الإيرانية التي فشلت هذه المرة في حياكة "سجادة الصبر الاستراتيجي"؟

فهل كُتب الصبر فقط على لبنان والبيئة الشيعية النازحة بمعظمها الى "مراكز الإيواء" تنتظر مع الغزاويين الإغاثة حتى ولو أتت من " الشيطان الأكبر".

هل ينتفض شيعة "الإيواء" على القيادة الإيرانية التي فقدت الصدقية؟

لا دلائل عملية توحي بانقلاب قريب وجذريّ ، تكمن هنا مشكلة أخرى في إبقاء "الدولة اللبنانية" العاجزة والفاسدة والمُنهارة والمُرتهنة، تتصرّف في الحديقة الخلفية لحزب يصارع وحيداً في حلبة التوحش.


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :53000 الإثنين ١٨ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :49917 الإثنين ١٨ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :49301 الإثنين ١٨ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور