الرئيس بري يفاوض ومعه رسالة خامنئي
لوّح المسؤول الايراني الرفيع المستوى علي لاريجاني بانتصار حزب الله في الحرب الدائرة حاليا بينه وبين اسرائيل.
السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤
المحرر السياسي- اتسمّ الخطاب السياسيّ الصادر عن قيادات إيرانية بازدواجية الطرح بين ليونة في الملف النووي وتصعيد في جبهة الجنوب اللبناني. دعا كبير مستشاري المرشد خامنئي علي لاريجاني الى التفاوض مع الأميركيين والغرب بشأن الملف النووي مقترحاً خريطة طريق تتمثّل بإحياء الاتفاق النووي القديم وحصول ايران على تعويضات ماليّة أو التفاوض على اتفاق جديد يستند "الى الوضع الجديد لإيران في المنطقة". في الاقتراح الثاني ما يوحي بإنّ القيادة الإيرانية لا تزال تراهن على متغيرات ميدانية تصب لصالحها مع تسويق أخبار عن ٣ مسائل: -مناورات عسكرية كبيرة تجريها فصائل شيعية عراقية من أجل المنازلة. - امتلاك حزب الله أسلحة مهمة لم يستخدمها بعد في المعركة ستغير المعادلات. -تسليم لاريجاني رسالة من خامنئي الى الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في جولته الأخيرة على دمشق وبيروت، وأشار لاريجاني إلى أن "الأسد وبري يعتبران خامنئي الشخص الذي يقود المنطقة، وهو معني بحل مشاكلها وأزماتها"، لذا فإن الرجلين "التقطا رسالته بالتفاعل المطلوب، بعدما وجدا في مضمونها ما تحتاجه المنطقة في هذا الوقت". يوحي هذا الكلام الايرانيّ الذي لم ينفه المكتب الإعلامي للرئيس بري بأنّ التفاوض الذي يقوده " قائد حركة أمل" منفرداً يتمّ تحت السقف الايرانيّ في وقت تتم هذه المفاوضات بتكتم شديد خارج الأطر الدستورية، وبعيدا من منطق التفاوض في خلق فريق عمل ديبلوماسيّ وقانونيّ وعسكريّ شرعيّ بعدما سرت معلومات عن تنسيق أحد مستشاري الرئيس بري مع حزب الله وتواصله مع السفارة الأميركية في عوكر. وإذا كان فريق التفاوض مع إسرائيل بشأن اتفاق ١٧ أيار تمّ في اطار وفد رسميّ ومعلن فإنّ التفاوض الحالي يدور في التباسات عدة، فالوفد اللبناني التفاوضي العام ١٩٨٣ كان واضحا في تركيبته المتنوعة الاختصاص(السفير انطوان فتال - الرئيس انطوان بارود - السفير ابراهيم خرما - العميد الركن عباس حمدان - العميد الركن سعيد القعقور - العقيد الركن منير رحيم - العقيد الطيار فوزي ابو فرحات (التنظيم) - الأستاذ نبيل معماري (مستشار قانوني) - الأستاذ داوود الصايغ (الناطق الرسمي) - السيدة منى جريج (المسؤولة الإدارية)). حتّم الاتفاق " استطلاع رأي المجلس النيابي بشأنه بعدما أجاز لحكومة شفيق الوزان إبرام الاتفاق في جلسة عقدتها يوم ١٤ حزيران١٩٨٣، أيده ٦٥ نائباً وعارضه نائبان (نجاح واكيم وزاهر الخطيب) وامتنع 4 نواب(حسين الحسيني ورشيد الصلح وألبير منصور وتحفظ عبد المجيد الرافعي) وتغيب 19 نائباً (رشيد كرامي، باخوس حكيم، صالح الخير، عبد الله الراسي، هاشم الحسيني، حسن الرفاعي، حسن الميس، سليم الداوود، عبد المولى أمهز، ناظم القادري، توفيق عساف، أمين الحافظ، ريمون إده، أحمد إسبر، فريد جبران، منير أبو فاضل، موريس زوين، رائف سمارة وفريد سرحال). هذا يعني أنّ اتفاق ١٧ أيار التزم ،تفاوضاً وإقراراً، بآليات دستورية برغم معارضة سوريا وشريحة واسعة من الرأي العام اللبناني انقلبت عليه في انتفاضة "٦ شباط" فألغي بقرار من الرئيس أمين الجميل . وبانتظار نتائج مهمة هوكستين بين بيروت وتل أبيب يشتعل الميدان بأخبار غير مشجعة كاستمرار الغارات الإسرائيلية المدمّرة في قلب بيروت والضاحية ، والاغتيالات، والتوغل فوصلت القوات الإسرائيلية إلى بلدة ديرميماس، انطلاقاً من بلدة كفركلا، ما يعني أنَّها سارت على طريق لنحو 5 كيلومترات في العمق اللبناني، لتصل إلى مشارف الليطاني، بعد تمهيد ناري بالمدفعية وغارات جوية نفذتها طائرات حربية ومسيّرات، وأعلن «حزب الله»، في المقابل، أنّه استهدف تلك القوات في النقاط التي وصلت إليها. يقوم الجيش الإسرائيلي ، بعملية تفجير عنيفة جدا في مدينة الخيام . وسرت معلومات عن استمرار جيش العدو في تطويق الناقورة وعزلها لتصبح صور تحت اشراف المدفعية الاسرائيلية المباشرة.
