Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


أورتاغوس: غياب خطاب التهديد وحضور نبرة التشجيع

سوّق الجانب اللبناني معلومات ايجابية عن نتائج زيارة الموفدة الاميركية مورغان أورتاغوس.

الإثنين ٠٧ أبريل ٢٠٢٥

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

  نتاليا أوهانيان- مع عودة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى لبنان في ظروف لا تختلف كثيرًا عن أجواء التصعيد الإسرائيلي خلال زيارتها الأولى التي أطلقت خلالها تصريحات عالية السقف ضد "حزب الله"، هيمن نوع من الارتياح لدى الجانب اللبناني، حيث اختلفت هذه المرة الانطباعات والوقائع إلى حدٍ ما ولو أن عمق الاتجاهات والمواقف التي أبلغتها إلى المسؤولين اللبنانيين ظلت على حالها.

 أجواء "جيدة وبنّاءة".. ولكن!

  شكلت الضربات الإسرائيلية المتصاعدة وعودة سياسة الاغتيالات إلى الواجهة المحور الأساس للمحادثات المطولة والمركزة بين أورتاغوس وكل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيسي الوزراء والنواب نواف سلام ونبيه بري، والعديد من الوزراء والسياسيين بالإضافة إلى قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان، حيث تم البحث في أهمية الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، استكمال الجيش اللبناني للاجراءات التي يقوم بها لتطبيق القرار 1701 بشكل كامل بالتعاون مع اللجنة الخماسية العسكرية، استقرار الأوضاع على الحدود اللبنانية – السورية، الاستعداد للمساعدات في عملية إعادة الإعمار مع التشديد على ضرورة الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، واستكمال مسار الإصلاحات المالية والاقتصادية لمكافحة الفساد.

  ومن الملفت ان أورتاغوس لم تستخدم عبارات تهديدية، وانها استمعت إلى الرؤساء الثلاثة باهتمام بشأن كل القضايا والنقاط المطروحة.

   وحرصت أورتاغوس في مجال آخر على استكمال لبنان مسار الإصلاحات المطلوبة على الصعد المالية والاقتصادية والإدارية، كذلك الأمر بالنسبة لسلاح حزب الله الذي استوضحت عن مراحل التعامل معه والوقت المتبقي لانجاز العملية. ويفترض ان تتضح هذا الأسبوع نتائج زيارة أورتاغوس، خصوصًا وانها غادرت برقم قياسي من اللقاءات التي عقدتها مع مسؤولين لبنانيين، في وقت تتجه الأنظار إلى اللقاء الذي يعقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن اليوم الاثنين لمناقشة قضايا المنطقة.

 السلاح والإصلاح هما الأولوية

 يمكن الاستخلاص أن جولة اللقاءات المكثفة التي أجرتها أورتاغوس في لبنان أظهرت أن "السلاح" كما "الإصلاح" كانا على سوية متوازنة في الاتجاهات والمواقف التي تبادلتها مع الذين إلتقتهم.

 فأكدت أورتاغوس خلال مقابلة تلفزيونية انها متحمسة ومتفائلة بحكومة نواف سلام، وقالت: "نحن نطرح دائمًا موضوع نزع سلاح حزب الله وليس الحزب فقط بل جميع الميليشيات في هذا البلد، مشيرة إلى اننا نستمر بالضغط على الحكومة لتطبيقٍ كاملٍ لوقف الأعمال العدائية". وعن التوقيت أجابت اورتيغاس "في أسرع وقت ممكن، وقد لا يكون هناك جدول زمني رسمي".

 وتابعت "على السلطة والشعب الاختيار: إما التعاون معنا لنزع سلاح حزب الله وتطبيق وقف الأعمال العدائية وإنهاء الفساد وسنكون شريكًا وصديقًا، اما خيار التباطؤ من قبل الحكومة والقادة وهنا لا يتوقعوا شراكة معنا".

 وقالت أورتاغوس "أنا لا آتي إلى هنا كممثلة للإدارة الأميركية لأفرض أوامر ولا أقول: "يجب أن تفعلوا كذا وكذا" بل أشجع وأقول: "إذا أردتم الاستمرار في الشراكة مع الولايات المتحدة، فعليكم الالتزام بشروط ومعايير معينة".

 ولفتت إلى ان "رئيس الجمهورية لم يرفض أمامي إنشاء 3 لجان دبلوماسية لبحث ملف المعتقلين وترسيم الحدود البرية وانسحاب الجيش الإسرائيلي".

 وفي سؤال عن التطبيع، ردت أورتاغوس "لم أتحدث مع أحد في لبنان عن هذا الموضوع، وما نركز عليه الآن هو تنفيذ وقف الأعمال العدائية ونزع سلاح حزب الله والإصلاحات الاقتصادية ونأمل أن نصل لاحقًا إلى مرحلة التفاوض وحل النزاعات الحدودية وغيرها من القضايا بين لبنان وإسرائيل".

مخرَج لبناني موحد؟

 في تفاصيل الاقتراح الأميركي حول المفاوضات الدبلوماسية مع إسرائيل عبر تشكيل 3 لجان دبلوماسية، استلهم المسؤولون اللبنانيون تجربة اللجنة التقنية التي رسمت الحدود البحرية والدبلوماسية المكوكية، وفق ما أفادت معلومات صحفية. وهذا بمعنى أن تتولى أورتاغوس نقل الرسائل بين الطرفين في بيروت وتل أبيب، وهي الآلية التي اعتمدها سلفها، آموس هوكستين، والتي أدت لاحقًا للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

وتجدر الإشارة إلى ان موقف لبنان الرسمي واضح لجهة رفض تجدد الحرب أو الذهاب إلى التطبيع. كما ان لبنان يؤيد الالتزام باتفاق الهدنة لعام 1949.

التأثيرات الخارجية المُقلقة

وسط هذه الأجواء، يتراجع الدور الإيراني يومًا بعد يومًا في ظل تصاعد حدّة التهديدات الأميركية بقصف إيران بعد التعثر بالوصول إلى مفاوضات بشأن البرنامج النووي. وآخر مؤشراته تنصّل إيران من دعمها ومسؤوليتها عمّا يقوم به الحوثيون، وهو ما سينسحب على كلّ الميادين، إذ أن أميركا ماضية في تهديدها لطهران ومصممة على شروطها.

 وليس سرًا أن لدى الواقع اللبناني قابلية كبيرة للتأثر بالتطورات الخارجية والتفاعل معها خصوصًا مع وجود سلاح حزب الله "المساند" للحروب الإقليمية.

  إذاً، المنطقة مُقبلة على مرحلة حرجة، تستوجب موقفًا حازمًا وصريحًا لتحييد لبنان عن مغامرة جديدة ليس بواردها، ليبقى مفتاح الحلول إجراء حوار لبناني داخلي يؤدي إلى وضع استراتيجية وطنية تتضمن استراتيجية دفاعية تبحث في سلاح “حزب الله” ومستقبله.


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :55620 الإثنين ٠٧ / يناير / ٢٠٢٥
مشاهدة :52623 الإثنين ٠٧ / يونيو / ٢٠٢٥
مشاهدة :51819 الإثنين ٠٧ / يناير / ٢٠٢٥
معرض الصور