المحرر الديبلوماسي- منذ الدخول الروسي المباشر في سوريا وانفلاش اهتماماتها الإقليمية دخل الرئيس فلاديمير بوتين في التفاصيل المحلية.
الجمعة ٢٢ أكتوبر ٢٠٢١
فاجأ تصريح الرئيس بوتين في الجلسة الختامية للاجتماع السنوي الـ18 لمنتدى فالداي الدولي في مدينة سوتشي المراقبين لجهة توغله في الملف اللبناني عبر النقاط التالية: -اتهام جهات مالية بتحقيق مكاسب في كارثة مرفأ بيروت من خلال بيع الأسمدة بأسعار أفضل، وبذلك فصل هذا الملف عن الخلفيات السياسية والأمنية. - اعلان الرغبة الروسية في "درس إمكانية المساعدة في التحقيق بانفجار مرفأ بيروت وستقدم صور الأقمار الصناعية إن توفرت". كما وعد. - افتراقه عن التصنيف الأميركي- الغربي في اعتبار حزب الله "منظمة إرهابية" بتأكيده أنّه " قوة سياسية". - توافقه مع المجتمع الدولي في ضرورة "الإصلاح". -كشفه لأول مرة أن بلاده تعمل "مع جميع القوى السياسية اللبنانية للحفاظ على الأمن والاستقرار والسلام في لبنان" وتشجيعه الدائم "لحل الخلافات في لبنان عبر الحوار".حقنا "للدماء"، وتحدث عن أن بلاده معنية " تماماً بإيجاد أرضية مشتركة للاتفاق بين الأطراف اللبنانيين من دون قتال". السؤال: هل هذا الكلام يعني إشارة روسية الى الدخول السياسي الى لبنان بعد تثبيت الحضور السياسي-الأمني في الإقليم انطلاقا من الأرض السورية؟ لا شك أنّ سوريا شكلت المنصة الأساسية لتعزيز النفوذ الروسي في المنطقة اعتبارا من ربط الأمن السوري- الإقليمي جزءا من الامن الروسي. وفي هذا الاطار تحركت روسيا في دائرة الحفاظ على النظام السوري متمثلا بالرئيس بشار الأسد كخط دفاع في مواجهة "أعداء" أو منافسي موسكو في المنطقة وفي مقدمهم الولايات المتحدة الأميركية، من دون أن يعني ذلك الدخول في "مواجهة مباشرة" مع الاميركيين الذين ينتشرون في سوريا، ويمتلكون نفوذا في لبنان. واذا كانت سوريا تلعب دورا مهما في الاستراتيجية الروسية لموقعها على شاطئ المياه الدافئة في البحر المتوسط، فإنّ لبنان لا ينفصل عن هذا الشاطئ الشرقي،خصوصا أنّ البحر اللبناني يختزن النفط الجاذب للمصالح الغربية، وتعلّمت روسيا من الملف الليبي أن لا تتهاون بل تستبق "صراع المصالح" بتثبيت أقدامها سياسيا وحتى أمنيا في مربعات النزاعات. من هذه النقطة، تندفع الديبلوماسية الروسية باتجاه لبنان لتتشارك فيه مع الاميركيين أولا، ومع الفرنسيين ثانيا،ومع ايران ثالثا، من دون إهمال مصالح " الحليف الإسرائيلي" الذي تعطيه أولوية في سوريا، من دون أن تتغاضى عن المصالح السعودية والاماراتية والمصرية والتركية في المنطقة. لذلك فإن روسيا لن تبتعد عن " الكعكة اللبنانية" وتقاسمها مع قوى النفوذ اقليميا ودوليا ،وهي تنفتح بشكل مباشر على القوى اللبنانية الداخلية مثل حزب الله والرئيس سعد الحريري ووليد جنبلاط والنائب جبران باسيل... وتدخل روسيا الى لبنان من توازن قوى يعطيها التفوق في سوريا ، ومن كلام الرئيس بوتين، يتضح أنّ الزعيم الروسي يُكمل دوره كوسيط في سوريا، بين النظام والمعارضة، وبين سوريا وإسرائيل، وبين سوريا والقوى التركية والعربية، ويستعد الى نقل "وساطاته" الى لبنان انطلاقا من دعوته الى "الحوار" والابتعاد عن دورة العنف الدموي. وإذا كانت روسيا تشارك في سوريا في الحلول الأمنية والسياسية، فإنّ دورها المقبل في لبنان سيتمحور في " وساطات" لم تتضح بعد، لكنّ الأكيد أنّ موسكو أصبحت محط زيارات القيادات اللبنانية على أنواعها، لادراكها أنّ موسكو هي القطب الدولي القوي والمؤثر في المنطقة الى جانب الولايات المتحدة الأميركية، وهذا الوسيط الجديد لا يقلق إسرائيل، ولا يحدث " نقزة" عند الدول العربية والخليجية. ولعلّ روسيا مهدت داخليا، بعد تثبيت أقدامها في الاقليم ، لدورها في لبنان بعدما مدّت علاقات جيدة ومفيدة مع زعماء طوائفية متعددة: شيعية وسنية ودرزية ومسيحية... يبقى السؤال: ماذا عن الاميركيين؟
اندفع اللبنانيون الى الاحتفال بعيد الميلاد بعد اعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
يتقدم الى الواجهتين اللبنانية والسورية "العسكر" في قيادة البلدين.
يتردد كثير من متضرري حرب "المساندة" في إعادة إعمار ممتلكاتهم المهدّمة نتيجة الغارات الاسرائيلية.
لا تهتم الدول الفاعلة بهوية المرشح الرئاسيّ بقدر ما تهتم بتنفيذ أجندة الامن والاصلاح.
يتقدم اسما جوزف عون وجورج خوري بورصة الأسماء المرجحة الوصول الى قصر بعبدا.
تتسارع التطورات على الساحة السياسية من أجل إنهاد الشغور الرئاسيّ في لحظة اقليمية خطيرة.
كبُرت دائرة التفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية في بداية العام المقبل.
يطوي لبنان صفحة من تاريخه الحديث بسقوط نظام الأسد في سوريا.
قدمت روسيا حقّ اللجوء الى بشار الأسد وعائلته.
يحضّر الرئيس نبيه بري جلسة نيابية فعلية ينتج عنها انتخاب رئيس للجمهورية يأتي في سياق المنظومة الحاكمة.