تفتح ليبانون تابلويد ملف العام ٢٠٢٤ بجردة حساب عن واقع الطوائف في لبنان والبداية من الشيعة.
الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤
أنطوان سلامه- إذا أردنا قياس قوة حزب الله كقاطرة شيعية في لبنان والاقليم لا بدّ من تحديد ردة فعل الحزب على اغتيال إسرائيل أمينه العام التاريخي السيد حسن نصر الله. جاء ردّ فعل الحزب على الحدث الكبير ضعيفاً بشكل يطرح التساؤل إن كان الحزب الذي سوّق أنّه يمتلك القدرات العسكرية الردعية لم يستعمل قوته النارية في اغتيال نصر الله فمتى يستعمله، وهل صدق الحزب في حملاته الإعلامية على أنهّ قادر متى شاء على ضرب إسرائيل بما "يزلزل" بنيتها، وأنّه قادر بقوة الرضوان على "العبور" الى الجليل وعمقه انطلاقا من استعراضاته العسكرية تحت أضواء وسائل الاعلام بشكل أثار الدهشة عن ابتكاره "مقاومة عسكرية" تسير عكس التيار التاريخي في إنشاء" المقاومات السرية" للاحتلال. لم يكن اغتيال نصر الله وردّ الفعل عليه عابراً مهما أثار الجيش الالكترونيّ للحزب من غبار تمثّل مؤخرا في تطويق الفنان راغب علامة بما لا يستأهل هذا الغضب أو هذه الشراسة في تقديس "نصرالله" الذي يتحوّل يوما بعد يوم الى "ذكرى" تنضم الى محطات لبنانية تُحييها طوائف أخرى من كمال جنبلاط الى بشير الجميل وصولا الى رفيق الحريري. يقيس ردّ الفعل على اغتيال نصر الله قوة الحزب في الميدان أكثر مما يقيس قوته الإعلامية أو قوته السياسية التي يؤمنّها له النظام السياسيّ في لبنان كنظام طائفي أثبتت الأيام أنّه يحفظ الطوائف في هشاشتها وفي تسلطها. ليست المرة الأولى في التاريخ التي يتعرّض فيها الشيعة الى "الانكسار"، فهذه الطائفة ببنيتها العسكرية واجهت سلطات إقليمية عدة بقيادة قاطرات اقطاعية أدخلت الطائفة في مآزق ونكبات... يرتكز التاريخ الشيعي في جبل عامل على "الشهيدين"، فالشهيد الأول الشيخ "السعيد" شمس الدين محمد بن مكي الجزيني العاملي قضى عليه المماليك في قلعة دمشق قتلاً وصلباً وحرق جثته (١٣٨٤) وقضى العثمانيون على الشهيد الثاني الشيخ زين الدين بن علي بن احمد العاملي الجبعي(١٥٥٩) فرموا جثته في البحر كما تذكر المرويات. وإذا كان استشهاد الشهيدين لا يُقارن بالسيد حسن نصرالله لاختلاف في التعمّق الفقهيّ، فإنّ اغتيال نصر الله يستذكر "استشهاد" القائد الشيعي ناصيف النصار الذي حكم جبل عامل من مقرّه في قلعة تبنين (١٧٥٠) فحصّن هذا الجبل أمنيا، حققت قواته انتصارات عسكرية ضدّ الولاة، عرفت فترته انتفاضات ضدّ العثمانيين، الى أن قُتل بالرصاص على بلاطة يارون في عزّ توحش أحمد باشى الجزار الذي جعل من جبل عامل أرضاً محروقة حتى أنّ جيشه حرق المخطوطات والمنسوخات والكتب والمكتبات. تذكّر هذه المرحلة من تفكك العصبيّة الشيعية بما يحدث الآن من تحويل إسرائيل الشريط الحدودي الى أرض بلا ذاكرة. بعد هذه المرحلة التاريخية تشكلّت في جبل عامل فرق" الطيّاحة" تشنّ غارات على مواقع عسكرية للجزار بقيادة جيل جديد من زعماء محليين لم يصمدوا طويلا. لم يتبحّر المؤرخون الشيعة ولا المفكرون النخبويون في دراسة نقدية لهذه المرحلة. بقي المؤرخ الشيعي محمد جابر آل صفا يمجّد الحكم الاقطاعي في جبل عامل الى أن جاء الدكتور مسعود ضاهر، من خارج السرب، ليحمّل قادة هذه الثورات والانتفاضات مسؤولية " حجم الخسارة التي لحقت بالفلاحين" العامليين الذين تحولوا، في الحروب المتكررة منذ فخر الدين الى مطلع القرن التاسع عشر، الى "أشد فلاحي لبنان فقراً في تاريخه الحديث". ينعت الدكتور مسعود ضاهر زعماء جبل عامل ب" قصور النظر السياسيّ" لزجهم " فلاحيهم في معارك دموية خاسرة قادت الى تدمير واحراق عشرات القرى في جبل عامل وتشريد فلاحيها... هل يصحّ هذا النقد في هذه المرحلة؟ لا تبدو الدائرة الشيعية في العام ٢٠٢٤ مستعدة لإجراء نقد ذاتيّ علنيّ لنتائج مشروع حزب الله وانعكاساته على البنية الشيعية التاريخية في مسارها الحديث أقلّه منذ العام ١٩٨٢ حتى اليوم، تحديداً مشروع الحزب في "حرب المساندة"، وهو مشروع اقليميّ لا ينفصل عن طموحات شيعية سابقة في الانخراط في مواجهات إقليمية كبيرة، من الصراع السنيّ الشيعيّ العام، أو الصراع الحزبيّ بين القيسية واليمنية، أو في مواجهة القوى الكبرى كالمماليك والعثمانيين والفرنسيين وصولا الى إسرائيل. مالت القاطرات الشيعية في كلّ المراحل التاريخية الماضية الى تثبيت " الحكم الذاتي" أو اللامركزية الموسعة في المفاصل، من العثمانيين الى الحكومة الفيصلية العربية حتى الانتداب الفرنسي تفرعاً الى لبنان الكبير. بهذا المنطق من الاستقلالية أو " الانعزالية"، يواصل حزب الله دفع بيئته الحاضنة الى هذا النوع من الحكم داخل الدولة اللبنانية المعترف بها أمميا، بعماد السلاح " الذاتي"، ولم تؤثر الكارثة التي جلبها "السلاح" على البيئة الحاضنة، في الشريط الحدودي وبعلبك وفي الضاحية، على تمسك الحزب بسلاحه كأولوية ترتقي الى مستوى التقديس، برغم أنّ هذا السلاح بامتداداته الإقليمية، من الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى نظام الأسد في سوريا، لم يحفظ قوة الطائفة المهتزّة، بل أنّ النظام اللبناني هو من يُعطي الثنائي الشيعيّ حاليا قوته في امتلاك مفاتيح القرار في السلطتين التنفيذية والتشريعية. لا شكّ أنّ " حرب المساندة" فرضت موازين قوى عسكرية في الميدان صبّت في صالح " العدو الإسرائيلي".أثبت ترهل النظام الإيرانيّ، وسقوط النظام السوريّ، أنّ الشبكة التي ينتمي اليها حزب الله ليست بالمتانة المتصوّرة، تؤكد الوقائع أنّ النظام اللبناني، على علاته، هو ضمانة الوجود. هل المطلوب من شيعة لبنان إعادة قراءة التاريخ والحاضر لتحديد الموقع الحاضن والضامن؟ لا تبدو أنّ هذه القراءة العاقلة ممكنة طالما أنّ "البيئة الحاضنة" لا تحتمل "هتاف" مطرب الى مطرب.
اندفع اللبنانيون الى الاحتفال بعيد الميلاد بعد اعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
يتقدم الى الواجهتين اللبنانية والسورية "العسكر" في قيادة البلدين.
يتردد كثير من متضرري حرب "المساندة" في إعادة إعمار ممتلكاتهم المهدّمة نتيجة الغارات الاسرائيلية.
لا تهتم الدول الفاعلة بهوية المرشح الرئاسيّ بقدر ما تهتم بتنفيذ أجندة الامن والاصلاح.
يتقدم اسما جوزف عون وجورج خوري بورصة الأسماء المرجحة الوصول الى قصر بعبدا.
تتسارع التطورات على الساحة السياسية من أجل إنهاد الشغور الرئاسيّ في لحظة اقليمية خطيرة.
كبُرت دائرة التفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية في بداية العام المقبل.
يطوي لبنان صفحة من تاريخه الحديث بسقوط نظام الأسد في سوريا.
قدمت روسيا حقّ اللجوء الى بشار الأسد وعائلته.
يحضّر الرئيس نبيه بري جلسة نيابية فعلية ينتج عنها انتخاب رئيس للجمهورية يأتي في سياق المنظومة الحاكمة.