سلط الاعلام الغربي الأضواء على موازين القوي في الحرب الروسية الأوكرانية مع الاقتراب من ذكرى مرور سنة على اندلاعها.
الثلاثاء ١٧ يناير ٢٠٢٣
تتقاطع التحاليل الغربية عند نقطة محورية في الحرب الروسية الأوكرانية وهي تحوّل المعارك الى مواجهات استنزاف قريبة من حالة الستاتيكو. ومع الادعاء الروسي بأنّ قرر الحسم مقدمة للانتصار يبرز السؤال من يستطيع أن يحقق هذا الهدف بالفعل، فهل تستطيع أوكرانيا الانتصار بدعم غربي، أم يتغير مسار الحرب لصالح روسيا بمواردها الضخمة؟ الانتصارات الروسية الجديدة: منذ انتصارات أوكرانيا اللافتة في الشمال الشرقي حول محيط مدينة خاركييف ثاني أكبر مدن البلاد في سبتمبر/أيلول 2022، وما أعقبها من انسحاب روسي سريع من مدينة خيرسون الاستراتيجية من جنوب شرقي البلاد بهدف تجنُّب تعرض الجيش الروسي لحصار خطير في المدينة من قِبل القوات الأوكرانية التي يفصلها نهر دنيبرو عن القوات الروسية الرئيسية، لم تشهد الجبهات تقدماً كبيراً. ومع بداية العام الجديد،حدث تطور ميداني في الحرب الأوكرانية، هو الهجوم الروسي في مدينة باخمونت، التي يقول الأوكرانيون والمراقبون الغربيون إنها مدينة تفتقد الأهمية الاستراتيجية وتركّز موسكو عليها لتحقيق انتصار معنوي. ثم جاء الإعلان الروسي عن النصر في مدينة سوليدار، والذي نفته كييف مراراً قبل اعترافها بالخسارة، ليمثل أول انتصار روسي في الحرب الأوكرانية منذ عدة أشهر. وأشاد الجيش الروسي، يوم الجمعة الماضي، بـ"شجاعة" مقاتلي مجموعة مرتزقة فاغنر المسلحة في الاشتباكات في سوليدار بشرق أوكرانيا، في اعتراف نادر الحدوث بهذه المجموعة المقاتلة الخاصة. وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية، فإن عمليات السيطرة على سوليدار، نفذتها "مجموعة مختلطة من القوات"، لكن "الهجوم المباشر بالمناطق السكنية في سوليدار… كُلل بالنجاح بفضل التحركات الشجاعة للمتطوعين في الوحدات الهجومية من فاغنر". ولكن هذه الانتصارات تحققت بثمن كبير، حسب التقارير الغربية. فمن بين قوّتها التي يبلغ قوامها نحو 50 ألف مرتزق (من ضمنهم 40 ألف مُدان)، تكبدت شركة فاغنز أكثر من 4100 قتيل و10000 جريح، من ضمنهم أكثر من 1000 قُتلوا بين أواخر نوفمبر/تشرين الثاني وأوائل ديسمبر/كانون الأول 2022 بالقرب من باخموت، حسبما نقلت شبكة CNN الأمريكية عن مسؤول غربي، والذي أضاف أن نحو 90% من القتلى كانوا مجرمين مدانين تم إطلاق سراحهم مقابل القتال. وهذه الأرقام قبل ظهور نتيجة المعارك في سوليدار. الانتصارات والتضليل: وقال المسؤول إن روسيا "لا تستطيع تحمُّل هذا النوع من الخسائر". وأضاف المسؤول: "إذا استولت روسيا على باخموت في النهاية، فمن المؤكد أن روسيا ستصف ذلك، بشكل مضلل، بأنه نصر كبير. لكننا نعلم أن الأمر ليس كذلك. إذا كانت تكلفة كل 36 ميلاً مربعاً من أوكرانيا (الحجم التقريبي لباخموت) هي آلاف الروس على مدى سبعة أشهر، فهذا تعريف للنصر الباهظ الثمن". وبالتزامن مع الثبات النسبي لخطوط القتال والانتصار الروسي باهظ الثمن، يتحدث المسؤولون الأمريكيون عن تراجع لافت لمخزونات المدفعية الروسية التي تمثل نقطة قوة روسيا الأساسية مقابل كييف وحتى الغرب، حيث تمتلك موسكو أكبر سلاح مدفعية في العالم وضمن ذلك أعداد هائلة من قطع المدفعية والذخائر القديمة التي يجري استخدامها. القوة الروسية: المدفعية تتراجع: وقال مسؤولون أمريكيون إن نيران المدفعية الروسية تراجعت، في أحدث مؤشر على معاناة موسكو من نقص المخزونات، حسبما ذكرت شبكة CNN الأمريكية في 10 يناير/كانون الثاني 2022. فمع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا شهره الحادي عشر، أخبر المسؤولون الأمريكيون والأوكرانيون شبكة CNN بأن نيران المدفعية الروسية قد انخفضت بشكل كبير عن أعلى مستوياتها في زمن الحرب، في بعض الأماكن بنسبة تصل إلى 75%. ليس لدى المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين حتى الآن تفسير واضح أو فردي. ربما تقنن روسيا قذائف المدفعية بسبب قلة الإمدادات، أو قد تكون جزءاً من إعادة تقييم أوسع للتكتيكات في مواجهة الهجمات الأوكرانية الناجحة. حتى الآن، ركزت التساؤلات حول مخزون روسيا من الأسلحة في الغالب على ذخائرها الموجهة بدقة، مثل صواريخ كروز والصواريخ الباليستية. لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن انخفاض معدل نيران المدفعية بشكل كبير، قد يشير إلى أن المعركة الطويلة والقاسية كان لها تأثير كبير على إمدادات روسيا من الأسلحة التقليدية أيضاً. في الشهر الماضي، قال مسؤول عسكري أمريكي كبير إن روسيا اضطرت إلى اللجوء إلى قذائف مدفعية عمرها 40 عاماً؛ مع تضاؤل إمداداتها من الذخيرة الجديدة. كان استخدام الذخائر القديمة، وكذلك تواصل الكرملين مع دول مثل كوريا الشمالية وإيران، علامة بالنسبة للأمريكيين على تناقص مخزون روسيا من الأسلحة. على الرغم من أنها قد تكون علامة أيضاً على تحسُّن إدارة مخزونات الأسلحة مع نظرة أكثر واقعية للحرب، بأنها ستكون طويلة، وليست كعملية خاصة كما يقول بوتين. إذ يبدو أن تقنين الذخيرة ومعدل إطلاق النار المنخفض يمثلان خروجاً عن العقيدة العسكرية الروسية، التي تدعو تقليدياً إلى قصف مكثف لمنطقة مستهدفة بنيران المدفعية المكثفة وإطلاق الصواريخ. تم تنفيذ هذه الاستراتيجية في مدن مثل ماريوبول وميليتوبول حيث استخدمت القوات الروسية الضربات العقابية لدفع التقدم البطيء في أوكرانيا. وقال المسؤولون الأمريكيون إن التحول في الاستراتيجية قد يكون من فعل قائد المسرح الروسي الذي تم تنصيبه مؤخراً، الجنرال سيرجي سوروفكين، الذي تعتقد الولايات المتحدة أنه أكثر كفاءة من أسلافه. أوكرانيا: المدفعية المحدودة: وفي المقابل، ومنذ بداية الحرب لم يكن أمام أوكرانيا خيار سوى تقنين ذخيرتها. وأحرقت القوات الأوكرانية بسرعة من خلال إمدادها بذخيرة من عيار 152 ملم من الحقبة السوفييتية عندما اندلع الصراع، وبينما قدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها مئات الآلاف من طلقات الذخيرة الغربية من عيار 155 ملم، فإن هذا الإمداد كان له حدوده. ورغم تقدُّم قطع المدفعية الغربية التي حصلت عليها كييف فإنه من المعروف أنه نظراً إلى طبيعة العقيدة العسكرية الغربية وعقود السلام منذ الحرب الباردة، فإن الجيوش الغربية باستثناء نسبي للجيش الأمريكي، تمتلك أعداداً أقل من المدفعية مقارنة بروسيا وكذلك الذخائر، وإن كان يعتقد أن الحكومات الغربية وجهت شركاتها لزيادة الإنتاج. وهذا يجعل وضع روسيا على الأرجح أفضل، مقارنة بأوكرانيا في مجال ذخائر المدافع، حتى لو باتت تتعرض للاستنزاف، كما تقول التقديرات الغربية. روسيا والاستنزاف المالي: وباتت الحرب في أوكرانيا تكلف روسيا أكثر مما تجنيه من عائدات النفط والغاز القياسية، مع اتساع فجوة الميزانية في البلاد بشكل كبير في عام 2022، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية. في عام 2022، نمت الإيرادات بنسبة 10% على أساس سنوي، لكن الإنفاق الإجمالي ارتفع بنسبة 26%. ونقلت الصحيفة البريطانية عن صوفيا دونيتس، الخبيرة الاقتصادية في "رينيسانس كابيتال"، قولها: "لا نفهم توزيع التكاليف، لكن يمكننا أن نفترض أنها ذهبت إلى حد كبير إلى التمويل العسكري". وغطت موسكو العجز عن طريق إعادة توجيه الأموال من صندوق الثروة السيادية الروسي، واقتراض الدولة، وضريبة غير متوقعة لمرة واحدة على شركة غازبروم، التي تحتكر إنتاج الغاز. ساعدت السياسات المالية المحافظة لروسيا على استقرار وضعها المالي. لكن العقوبات الغربية التي ستدخل حيز التنفيذ هذا العام ستزيد من الضغط على تمويل ميزانية الدولة. ومع تراجع أسعار النفط، وارتفاع النفقات، فهذا يعني أن العجز سيتفاقم، وسيتعين على روسيا إنفاق مدخرات صندوقها السيادي بمعدل أكبر. ويظهر ذلك حقيقة أنه بينما كان الأثر الاقتصادي للحرب على روسيا أقل من المتوقع خلال عام 2022، فإنه قد يكون العامل الأكثر ضغطاً على موسكو في 2032. أحد مؤشرات ميل روسيا إلى نهج أكثر واقعية وتقديراً لقدرات الأوكرانيين، هو تركيزها أكثر على تعزيز تحصيناتها الدفاعية، لا سيما في وسط زابوريجيا. وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في تحديث استخباراتي مطلع هذا الشهر، إن الحركات تشير إلى أن موسكو قلقة من هجوم أوكراني محتمل سواء هناك أو في لوغانسك. وقالت الوزارة: "إن تحقيق اختراق أوكراني كبير في زابوريجيا من شأنه أن يتحدى بشكل خطير جدوى الجسر البري الروسي الذي يربط منطقة روستوف الروسية وشبه جزيرة القرم"، في حين أن النجاح الأوكراني في لوغانسك سيقوض هدف الحرب المعلن لروسيا المتمثل في "تحريردونباس". الحروب التاريخية: وعلى غرار كل حروبها التاريخية خاصة مع القائد الفرنسي نابليون بونابرت في القرن التاسع عشر، والجيش الألماني في الحربين العالميتين، فإن روسيا لا تحارب أعداءها فقط، بل بيروقراطيتها أيضاً، والتفاوت بين قدرات قواتها ومشكلات النقل واللوجستيات المتكررة. كانت روسيا لقرونٍ دولة عظمى مع مستوى دخل وتعليم أقل من الدول الغربية. ولذا كان في جيشها دوماً نخب صغيرة الحجم نسبياً من المخططين والقادة والضباط والجنود والمهندسين الأكفاء مقابل أعداد أكبر من الفئات نفسها أقل كفاءة وأكثر بيروقراطية. وتفيد تقارير غربية يصعب التأكد منها، بتصاعد التوترات بين مسؤولي الدفاع في الكرملين وقادة مجموعة فاغنر، وسط شكاوى عامة من قبل مرتزقة فاغنر من نفاد المعدات. في مقطع فيديو تم بثه على وسائل الإعلام الحكومية الروسية، اشتكى مقاتلو مجموعة فاغنر من نفاد المركبات القتالية وقذائف المدفعية والذخيرة، مما يحدُّ من قدرتهم على غزو باخموت، وألقى زعيمهم يفغيني بريغوجين باللوم على "البيروقراطية الداخلية والفساد". ويقول في الفيديو: "هذا العام سوف نفوز! لكن أولاً سوف نتغلب على بيروقراطيتنا الداخلية وفسادنا، ثم سنهزم الأوكرانيين وحلف شمال الأطلسي، ثم العالم بأسره. المشكلة الآن هي أن البيروقراطيين وأولئك الضالعين في الفساد لن يستمعوا إلينا الآن، لأنهم جميعاً يشربون الخمر في رأس السنة الجديدة". وخلال حروب روسيا الرئيسية الكبرى كانت هذه المشكلات موجودة بقوة، وكانت سرعة هزيمة القوات السوفييتية الأمامية في القتال خلال الحرب العالمية الثانية صادمة للجيش الألماني الذي عاني من صعوبة السيطرة على الأعداد الكبيرة من الأسرى الروس، بعد الهزيمة الأولية للجيش الروسي الذي كان أكبر جيش في العالم في ذلك الوقت مع بعض المعدات الحديثة، ولكن يديرها ضباط وجنود غير أكفاء وقيادة سياسية تتدخل في التخطيط العسكري. واخترق الجيش الألماني الخطوط الروسية بسرعة مدمراً أعداداً هائلة من المعدات والقوات، ولكن خليطاً من الحكم الاستبدادي القاسي الذي لم يسمح بالاستسلام، والتعلم من الأخطاء والشوفينية الوطنية التي تعلو مع الإحساس بالخطر، تمكن الاتحاد السوفييتي من تعويض خسائره وهزيمة الألمان بعد حشد الموارد البلاد الهائلة. تحقق ذلك بفضل خوف القادة والجنود الروس من الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، الذي ترك للعسكريين التخطيط العسكري دون تدخل منه كما حدث في بداية الحرب، وكما كان يفعل الزعيم النازي أدولف هتلر طوال الحرب. ويبدو أن هذا ما يحدث الآن، هناك مؤشرات لترك بوتين التخطيط العسكري للقادة والابتعاد عن الأهداف السياسية الضيقة والدعائية. النقد الذاتي الروسي وتغيير الخطط: كما أن روسيا تتعلم من أخطائها بالفعل في الحرب الأوكرانية، فبعد الاندفاعة المتهورة على الطريقة الأمريكية، والتراجع المُذل في خاركييف أصبح أداء القوات الروسية أكثر واقعية، كما ظهر في الانسحاب المنظم من خيرسون. وتحولت المعارك- خاصة في دونباس- إلى معارك شبه استاتيكية، تعتمد بشكل كبير على القصف المدفعي، مع توظيف مرتزقة فاغنر ومتمردي الدونباس الأكفأ (الذين يبدو أن لديهم دافعية معنوية أكبر) لخوض القتال. بالتزامن مع ذلك تقصف روسيا بأسلحةٍ كثير منها إيرانية رخيصة التكلفة، البنية التحتية الأوكرانية، بينما تدخر ذخائرها الأثمن، لأهداف ذات قيمة، وكذلك تفضل عدم تعرُّض طياري مقاتلاتها ومروحياتها للخطر إلا وقت الحاجة. ويبدو أن الجيش الروسي يراهن على تحويل الحرب الأوكراية إلى حرب استنزاف طويلة الأمد لإرهاق كييف، مع تقليل خسائره البشرية. الموازين العددية بين الجيشين: تاريخياً، كان لدى روسيا أعداد كبيرة من الجنود أكبر من أعدائها دوماً. ولكن في هذه الحرب يحظى الأوكرانيون بتفوق عددي لافت حتى بعد استدعاء بوتين 300 ألف من الاحتياطي. ويُعتقد أن الأوكرانيين الذين استدعوا الاحتياطي منذ بداية الحرب، قد حشدوا أكثر من مليون جندي مقابل 200 ألف جندي روسي موجودين بأوكرانيا منذ بداية الحرب، سيضاف إليهم نحو 300 ألف من الاحتياطي، أي سيصل العدد الإجمالي لنحو 500 ألف، ومع أن ذلك يمثل نحو نصف عدد القوات الأوكرانية، ولكن مازال لدى روسيا التفوق في عدد المعدات، وقواتها الجوية الأقوى بفارق كبير عن نظيرتها الأوكرانية حتى لو لم تتمكن من تحقيق السيطرة الجوية. فالقوات الروسية مقيدة بأعداد القوى البشرية المحدودة المتاحة لها، ولكنها معززة بمخزونات المدفعية والمعدات الضخمة التي تتوفر لها من العهد السوفييتي ومن خلال مجمع صناعي عسكري قوي، حتى لو تباطأت كما تشير التقارير الغربية. بناءً على هذه العوامل، يعتمد الجانب الروسي على حرب استنزاف تقليدية تتمحور حول القوة النارية، بدلاً من محاولة حسم الحرب سريعاً كما حاول وأخفق في معركة كييف خلال الربيع. هدف الجيش الروسي هو فرض معدل إصابات غير مستدام، وتدمير القوى العاملة والمعدات الأوكرانية، مع الحفاظ على القوات الروسية. خسارة الأراضي غير مهمة بالنسبة للروس؛ فخسارتها مقبولة للحفاظ على القوة القتالية، حسبما يقول العميد الأمريكي المتقاعد أليكس فيرشينين الذي عمل في النمذجة والمحاكاة لدى حلف الناتو في مقال نشره في 22 ديسمبر/كانون الأول 2022، بموقع الشؤون الروسية Russian Matters التابع لمركز بيلفر للعلوم والشؤون السياسية بالولايات المتحدة. في كييف وخاركيف وخيرسون، رفض الجيش الروسي القتال في ظل ظروف غير مواتية وانسحب، متقبلاً التكلفة السياسية للحفاظ على قواته. لتنفيذ هذه الاستراتيجية، يعتمد الجيش الروسي على القوة النارية، ولا سيما المدفعية. لكل لواء روسي ثلاث كتائب مدفعية مقارنة بكتيبة واحدة فقط في كل لواء غربي. الحرب البطيئة: وتقترن عمليات القصف المدفعي الروسي المكثف بالتصحيح بواسطة كميات كبيرة من الطائرات بدون طيار والمروحيات الرباعية المسيرة. إنها حرب بطيئة وطاحنة، لكن نسبة الخسائر فيها لصالح روسيا بشكل كبير، حسبما يقول العميد الأمريكي المتقاعد أليكس فيرشينين. لم تستطِع روسيا شن هجوم كبير منذ إخفاق هجومها على كييف في الربيع الماضي؛ لأنها تفتقر إلى القوة البشرية لتأمين أجنحة قواتها المتقدمة. تقدم الروس فقط في إقليم دونباس، حينما لم يؤدِّ التقدم إلى توسيع خط المواجهة مع الأوكرانيين. في باخمونت مثلاً كان هدف الروس هو جذب القوات الأوكرانية وتدميرها بدلاً من الاستيلاء على المدينة. ويرى العميد الأمريكي أن موسكو تنتظر إلى حين تجهيز قواتها بمعدات جديدة هو أمر ممكن بسبب تعبئة الصناعة الروسية. وعلى العكس التقارير الغربية يرى الضابط الأمريكي أن إنتاج الذخائر الدقيقة في روسيا ارتفع، فقد ارتفعت الفيديوهات المنشورة لضربات طائرات "لانسيت 3" الروسية المسيرة الانتحارية بنسبة 1000٪ منذ 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وفقًا لأحد التقديرات، مما يشير إلى زيادة كبيرة في الإنتاج. أهمية التوقيت: بالنسبة للقيادة الروسية، السؤال هو: متى وأين تهاجم؟ التوقيت يعتمد على مخزون ذخيرة المدفعية الروسية. إذا كانت عالية، فقد تهاجم روسيا في الشتاء، وإلا فإنها قد تخزن وتهاجم في الربيع بعد انتهاء موسم الطين. التوقيت سيتأثر أيضاً بمتطلبات التدريب لجنود الاحتياط الذين تم حشدهم. يزيد التدريب الأطول من فاعلية جنود الاحتياط ويقلل من الخسائر، وبالتالي يقلل المخاطر السياسية على الكرملين. ويقول الضابط الأمريكي السابق في نهاية المطاف، فإن الضغوط التي تعتبرها القيادة الروسية الأكثر أهمية هي التي ستقرر النتيجة، هل ستنتصر ضغوط السياسة الداخلية لتحقيق نصر سريع، أم أن تنتصر الاعتبارات العسكرية التي تفضل التأجيل حتى نهاية موسم الطين الربيعي في مارس – أبريل؟ حتى الآن، تعامل الكرملين مع الاعتبارات العسكرية قبل الاعتبارات السياسية، مما يشير إلى أن روسيا ستشن هجوماً محدوداً فقط هذا الشتاء. انقلابات الموازين: يتم كسب حروب الاستنزاف من خلال التدبير الدقيق لموارد المرء مع تدمير الأعداء. دخلت روسيا الحرب بتفوق عتاد كبير وقاعدة صناعية أكبر لتحمل الخسائر وتعويضها. لقد حافظوا بعناية على مواردهم، وانسحبوا في كل مرة ينقلب الموقف التكتيكي عليهم. في المقابل، بدأت أوكرانيا الحرب بمجموعة موارد أصغر واعتمدت على التحالف الغربي لمواصلة جهودها الحربية. ويرى العميد الأمريكي المتقاعد أليكس فيرشينين أن هذا الاعتماد على موارد الغرب شكل ضغطاً على أوكرانيا لتدخل في سلسلة من الهجمات التكتيكية الناجحة، والتي استهلكت الموارد الاستراتيجية التي ستكافح كييف لاستبدالها بالكامل. ويقول في رأيي "السؤال الحقيقي ليس ما إذا كان بإمكان أوكرانيا استعادة كل أراضيها، ولكن ما إذا كان بإمكانها إلحاق خسائر كافية بجنود الاحتياط الذين تم حشدهم من قبل روسيا لإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشروط أوكرانية ، أو هل ستعمل استراتيجية الاستنزاف الروسية على ضم جزء أكبر من أوكرانيا". الدعم الغربي لأوكرانيا: يبدو أن التقارير الغربية عن إمكانية إرسال آليات برادلي الأمريكية وماردر الألمانية وAMX-10 الفرنسية تأتي كرد فعل غربي على تحسن أداء الجيش الروسي وشنه حرب استنزاف على القوات الأوكرانية. كما قد يمثل إرسال بريطانيا سرباً مكوناً من 14 من دباباتها الشهيرة تشالنجر 2 إلى أوكرانيا تمهيداً لإرسال مزيد من الدبابات الغربية لكييف بطريقة تمنع اختلال التوازن لصالح موسكو، خاصة أن بريطانيا تلعب دور الشرطي السيئ في الصراع مع موسكو من خلال تبني المبادرات الأكثر حدة، خاصة أنها ليست قريبة من روسيا كألمانيا، أو تحتفظ معها بصلات كفرنسا، أو أنها دولة عظمى تصرفاتها يجب أن تكون متزنة كأمريكا. وقال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إنه بعد التزام بريطانيا بالمعدات الثقيلة، "أتوقع المزيد في المستقبل القريب"، وفقاً لمقابلة مع صحيفة هاندلسبلات الألمانية نُشرت يوم الأحد. ومن المتوقع أن يؤدي إعلان بريطانيا إلى زيادة الضغط على ألمانيا تحديداً للالتزام بإرسال دبابات ليوبارد 2 الشهيرة إلى أوكرانيا، أو على الأقل السماح للدول الأوروبية الأخرى التي لديها تلك الدبابات الألمانية الصنع بمنحها لأوكرانيا. وقالت الحكومة البولندية هذا الأسبوع إنها تريد منح أوكرانيا بعض دباباتها الألمانية الصنع، رغم أنها ستحتاج موافقة برلين على ذلك. وقد يتبع ذلك إرسال أمريكا لدبابات أبرامز الشهيرة وهي الدبابة الوحيدة التي يتوافر منها مخزن كبير لدى دول الناتو، في حين أن أعداد دبابات ليوبارد الألمانية قليلة لدى الجيش الألماني والجيوش الأوروبية الأخرى، وقالت الشركة الألمانية المنتجة لهذه الدبابة الشهيرة إنها لا تستطيع تزويد كييف بنسخ مصنعة حديثة قبل عام 2024. بينما قد يوفر الحصول على دبابات غربية حديثة فرصة لكييف لاستعادة الزخم بما يمكنها من تحرير بعض أراضيها، ولكنه قد يؤدي لفتح فصل أكبر قسوة في الحرب الأوكرانية. وقد توقع الدبابات، أوكرانيا في نفس الفخ الذي أوقعت فيه موسكو في بداية الحرب، إذ قد تصبح طوابير الدبابات الغربية الصنع في يد الأوكرانيين هدفاً لأسطول المروحيات والطائرات النفاثة الروسية مثل طائرات سوخوي 25. ويقول العميد الأمريكي المتقاعد أليكس فيرشينين: أعتقد أنه لن يحقق أي من الجانبين مكاسب إقليمية مذهلة، لكن من المرجح أن يحقق الجانب الروسي أهدافه المتمثلة في استنزاف الموارد الأوكرانية مع الحفاظ على موارده الخاصة. المصدر الأساسي: رويترز عربي بوست
يفتح ليبانون تابلويد ملف الطائفة السنية في العام ٢٠٢٤ في سياق "تفكك الطوائف".
تفتح ليبانون تابلويد ملف العام ٢٠٢٤ بجردة حساب عن واقع الطوائف في لبنان والبداية من الشيعة.
اندفع اللبنانيون الى الاحتفال بعيد الميلاد بعد اعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
يتقدم الى الواجهتين اللبنانية والسورية "العسكر" في قيادة البلدين.
يتردد كثير من متضرري حرب "المساندة" في إعادة إعمار ممتلكاتهم المهدّمة نتيجة الغارات الاسرائيلية.
لا تهتم الدول الفاعلة بهوية المرشح الرئاسيّ بقدر ما تهتم بتنفيذ أجندة الامن والاصلاح.
يتقدم اسما جوزف عون وجورج خوري بورصة الأسماء المرجحة الوصول الى قصر بعبدا.
تتسارع التطورات على الساحة السياسية من أجل إنهاد الشغور الرئاسيّ في لحظة اقليمية خطيرة.
كبُرت دائرة التفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية في بداية العام المقبل.
يطوي لبنان صفحة من تاريخه الحديث بسقوط نظام الأسد في سوريا.