يواجه الجيش الاسرائيلي تحديات كبيرة في قطاع غزة في حين أنّ حركة حماس تخضع لامتحان عسير.
الأربعاء ١١ أكتوبر ٢٠٢٣
المحرر السياسي- بدأت الديبلوماسيات الدولية والعربية تفصل بين حركة حماس وبين القضية الفلسطينية المشروعة تحت سقف "حل الدولتين". انخرطت الصين وروسيا في هذا الخطاب الديبلوماسي مع أدبيات وقف العنف والتدمير الممنهج الذي تمارسه إسرائيل بكل وحشية " الذئب المجروح". وإذا كانت حركة حماس في " طوفان الأقصى" نجحت في تعرية منظومة الدفاع الإسرائيلية وأجادت في التوقيت في فترات من الأعياد اليهودية المتتالية، فإنّ هفوتها الكبيرة تمثلت في تقديمها الأولوية الأمنية على المسارات السياسية والديبلوماسية. بدت حركة حماس معزولة، حتى ايران التي باركت مجاهدي "طوفان الأقصى" غسلت يديها من العملية ككل، تخطيطا ودعما. ويبدو حليف حماس في الإقليم، حزب الله، محاصرا بمواقف سياسية راجحة، من وليد جنبلاط الى فؤاد السنيورة وصولا الى التيار الوطني الحر، بضرورة الاستغناء عن فتح " جبهة ثانية" كما قال جنبلاط. بالتأكيد هذا التوصيف لواقع حماس يثير ردود فعل عاطفية خصوصا في الشارع اللبناني، لكن من يتابع مواقف قيادات فلسطينية في السلطة الفلسطينية يُدرك هذا الفصل بين حماس وعدالة القضية الأم، ولا بدّ من التوقف عند " السكون" الذي يهيمن على الفلسطينيين في الضفة الغربية. الارتباك الاسرائيلي في مقابل عزل حماس: من الآن وصاعدا، تتجه الأنظار الى الأداء الإسرائيلي الذي يتقدّم الى " حرب الغاء" حماس ، ولكنّه سيلغي في طريقه المجتمع الفلسطيني المدني في غزة ، ومع توالي مشاهد الدمار الهائل في الشوارع الغزاوية ، ستفقد إسرائيل الكثير من حماسة الرأي العام الدولي في تأييدها، فتذكيرا، أيدها الرأي العام لخسائرها في صفوف المدنيين، وها هي تمارس منهجية أعنف من منهجية حماس في "طوفان الأقصى". وأشارت أرقام الأمم المتحدة إلى أن حصيلة الضحايا جراء الضربات الجوية على غزة بلغت 830 على الأقل، (أمس الثلاثاء)، فيما تحول أكثر من 180 ألفاً إلى مشردين. بالتأكيد ستتخطى إسرائيل هذا المعطى بعدما أعلن وزير الدفاع يوآف غالانت أنّ جيشه سينفّذ اجتياحا بريا لغزة بعدما ارتفع عدد قتلى الإسرائيليين الى 1200 شخص، وبعدما تعاظمت الضغوط على بنيامين نتنياهو لانتقادات محلية لاذعة للجيش والاستخبارات بالفشل الذريع. غالانت قال متحدثاً للجنود قرب سياج غزة، إن "حماس تريد التغيير وستحصل عليه. فما كان في غزة لن يكون موجوداً بعد الآن". تكمن إشارة غالانت الأساسية في قوله "بدأنا الهجوم من الجو، وسنأتي لاحقاً من الأرض أيضاً، سيطرنا على المنطقة منذ اليوم الثاني ونحن في حالة هجوم، وستشتد حدته". وكالة رويترز نقلت سابقا عن مصدر أمني إسرائيلي أنّ " الهجوم البري بات الآن محتوما" بعد الضربات الجوية والفرز الد يمغرافي في القطاع. هل تملك إسرائيل "سحر" النجاح الحتمي في الاجتياح البري؟: هذه الصورة لا تعني أنّ أداء الجيش الاسرائيلي بعد " السبت الأسود" بخير، فهناك تشكيك في الداخل الإسرائيلي على أنّ " الهجمات الجوية" فعل مكرّر مارسته الآلة العسكرية الإسرائيلية سابقا ولم تردع حماس، كما يعتقد جيورا إيلاند، المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي الذي يرى أنّ حكومة نتنياهو مترددة في إطلاق الهجوم البري مخافة سقوط قتلى إسرائيليين " أكثر بكثير". وإذا كانت حماس في وضع حرج سياسيا وديبلوماسيا، فإنّ الحروب السابقة أثبتت قدرتها على الصمود، خصوصا في الاجتياحات الجوية فماذا اذا وقع الاجتياح البري؟ لا أحد يمكن توقع نتائج أيّ مغامرة برية للجيش الإسرائيلي الذي استفاق بعدما لملم شتات نفسه، ولا تُعرف مستويات معنوياته بعد الضربة القاسية جدا التي تلقاها في " الويك اند" الماضي . وكالة رويترز قالت "إن تعبئة الجيش الإسرائيلي وقصفه يبدوان مألوفين، إلى حد يُنذر بالشؤم لأكثر من 2.3 مليون نسمة هم سكان قطاع غزة، الذي انسحبت منه القوات الإسرائيلية في 2005، إذ يبدوان أيضاً تمهيداً لاجتياح بري ربما يماثل، إن لم يتخط، توغلي إسرائيل في 2008 و2014. كان تدمير الطرق أسلوباً معتاداً في التمهيد للهجوميين الإسرائيليين البريين السابقين على غزة، بالإضافة إلى تشويش الاتصالات وعرقلة حركة "حماس" وجماعات مسلحة أخرى. " المأزق الإسرائيلي: تتقاطع التحاليل الصحافية عند أنّ إسرائيل بعد سبتها الأسود في مأزق عميق، ويقع نتنياهو بين شاقوفي توعده "بانتقام ساحق" وبين الواقع الميداني في أرض المعركة الحضرية المكتظة بالسكان، وفي مواجهة حماس والفصائل المتحالفة معها، وتختزن ذاكرة المحللين العسكريين بتمرس هذه الفصائل في المعارك بسبب خوضها صراعات سابقة، وأثبتت عملية " الطوفان الأقصى" أنّ عناصرها مدرّبة جيدا ومسلحة ومعنوياتها مرتفعة، والأهم أنّ حركة حماس التي سيطرت على غزة العام 2007 بنت شبكات من الأنفاق(مترو غزة) تساعد المقاتلين في التواري وفي امتلاك عنصر المفاجأة لأي قوة غازية، والدليل أنّ إسرائيل فقدت في حرب العام 2008 تسعة جنود خلال توغلها في غزة، وفي 2014 زاد عدد القتلى إلى 66. واحتجزت "حماس" في هذه المرة العشرات من الرهائن خلال عملية "طوفان الأقصى" مع التذكير أنّه في 2011 وافقت إسرائيل على مبادلة المئات من السجناء الفلسطينيين مقابل جندي إسرائيلي وحيد هو جلعاد شاليط الذي ظل محتجزاً خمس سنوات. في المقابل، قال طلال عوكل، المحلل المقيم في غزة، إن "إسرائيل تعلم مدى حجم الاستعداد لدى فصائل المقاومة، وقدرتها على التعامل مع مثل التوغلات البرية"، مضيفاً أنّ إسرائيل ربما تتردد في شن هجوم بري. أشار عوكل إلى أن إسرائيل "تريد أن تدفع غزة الثمن، ولكني لا أعتقد أنها جاهزة لدفع أثمان إضافية إذا ما دخلت غزة". تقول وكالة رويترز إن "حماس" أثبتت بالفعل أنها قوة أشرس وأكثر قدرة مما توقعت إسرائيل، بشنها الهجوم يوم 7( أكتوبر)تشرين الأول 2023، وتمثل العملية الفلسطينية إخفاقاً مخابراتياً ذريعاً لإسرائيل، التي تتفاخر بقدرتها على اختراق صفوف المسلحين ومراقبتهم، وتكشف العملية أيضاً عن ضعف القيادة الجنوبية في إسرائيل". ومع أنّ القيادات الاسرائيلية تشدّد في اطلالاتها الأخيرة على تعافي الجيش، فإنّ السؤال المطروح هل يستطيع هذا الجيش تنفيذ " رد فعل ناجز"؟ في المقابل هل تملك حماس قدرات الصمود خصوصا أنّ تركيبتها الخاصة من الأسرار التي فشلت المخابرات الاسرائيلية من فكّ الغازها . في الخلاصة، تواجه حركة حماس الجيش الإسرائيلي وحيدة من دون أيّ غطاد عربي ودولي في وقت يبدو التردد واضحا في القرار العسكري الإسرائيلي. لعلّ متابعة مسار التوازنات العسكرية في أرض غزة هو الأهم في الأيام المقبلة.
يفتح ليبانون تابلويد ملف الطائفة السنية في العام ٢٠٢٤ في سياق "تفكك الطوائف".
تفتح ليبانون تابلويد ملف العام ٢٠٢٤ بجردة حساب عن واقع الطوائف في لبنان والبداية من الشيعة.
اندفع اللبنانيون الى الاحتفال بعيد الميلاد بعد اعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
يتقدم الى الواجهتين اللبنانية والسورية "العسكر" في قيادة البلدين.
يتردد كثير من متضرري حرب "المساندة" في إعادة إعمار ممتلكاتهم المهدّمة نتيجة الغارات الاسرائيلية.
لا تهتم الدول الفاعلة بهوية المرشح الرئاسيّ بقدر ما تهتم بتنفيذ أجندة الامن والاصلاح.
يتقدم اسما جوزف عون وجورج خوري بورصة الأسماء المرجحة الوصول الى قصر بعبدا.
تتسارع التطورات على الساحة السياسية من أجل إنهاد الشغور الرئاسيّ في لحظة اقليمية خطيرة.
كبُرت دائرة التفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية في بداية العام المقبل.
يطوي لبنان صفحة من تاريخه الحديث بسقوط نظام الأسد في سوريا.