تتعقد حرب غزة في متاهات الحسابات الميدانية الدقيقة والصعبة وفي صراع المحاور الدولية .
الخميس ١٩ أكتوبر ٢٠٢٣
المحرر السياسي- توقع عضو حكومة طوارئ الإسرائيلية بيني غانتس حربا طويلة ضدّ حماس خصوصا اذا فتح حزب الله جبهة جديدة. ومع أنّ غانتس توقّع "هزيمة حماس" وأن يستغرق"التعافي" بعدها لسنوات، فالواضح أنّ حرب غزة تفاعلت دوليا وإقليميا بشكل كبير،وظهرت محاور، منها المحور الإسرائيلي الأميركي البريطاني والأوروبي، في مقابل محور إيراني، الى جانب محاور أخرى ضبابية تتعلق بمواقع روسيا والصين والسعودية ومصر... فبعد الدعم الأميركي العسكري غير المسبوق الذي قدّمه الرئيس الأميركي جو بايدن للقيادة الإسرائيلية في حربها،برز موقف روسي جديد بمفرداته في الدفاع عن ايران، فاعتبر وزير الخارجية سيرغي لافروف أن محاولات تحميل إيران المسؤولية عن حرب غزة هي "استفزازات"، وأشاد بمواقف القيادة الإيرانية " المسؤولة والمتوازنة الى حد ما" لأنّها تدعو الى "منع هذا الصراع من الانتشار إلى المنطقة بأكملها والدول المجاورة" حسب رأيه. وحذّرت روسيا إسرائيل من الهجوم البري على القطاع، فاعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنّ هذا الهجوم يهدّد بتوسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط ويخلّف" تداعيات مروعة في المنطقة بأكملها"، وربما يؤدي لاندلاع كارثة إنسانية أكبر. تزامن هذا التحذير مع اتصال هاتفي أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. ودعا بوتين لوقف إطلاق النار لحماية المدنيين. وبدأت مواقف دولية وتحليلات في الصحافة الغربية تحذّر من اندلاع "النار الإقليمية" لأنّها تنعكس سلبا على المصالح الأميركية والأوروبية وتخفّف الضغط على روسيا في حربها الأوكرانية، وتزيد فرص التغلغل الصيني في المنطقة بعد اتفاق بكين بين السعودية وايران. صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية ذكرت أنه يصعب التنبؤ بالأثر طويل الأمد لهذا الانفجار المشهود في الشرق الأوسط. ويطرح كتابّ غربيون سؤالا مقلقا بشأن فرص نجاح إسرائيل في تحقيق هدفها " في اقتلاع" حركة حماس من غزة، وهى احتمالية يشكك فيها محللون كثر، ويذهب بعضهم الى الاعتقاد أنّ حرب غزة ستقوّض النظام العالمي الذي تسعى الى تغيير معادلاته روسيا والصين وايران. وباشرت روسيا رفع صوتها محذرة من ازدواجية المعايير التي تعتمدها السلطات الغربية تجاه أفعال الجيش الروسي في أوكرانيا وأفعال الجيش الإسرائيلي في القطاع. وستستغل روسيا حرب غزة لدعم موقفها في أوكرانيا في وقت تتداعى العلاقات الإسرائيلية الصينية خصوصا بعدما رفضت بكين الصاق تهمة " الإرهاب" لعملية "طوفان الأقصى"، برغم زعم السلطات الإسرائيلية أن 4 مواطنين صينيين قُتلوا في هذه العملية ، وأن حماس أخذت 3 رهائن صينيين آخرين. وفي هذا الموقف غير المعادي للفلسطينيين ستتسلل الديبلوماسية الصينية الى الإقليم كوسيط غير متوقع في مواجهة الدور الأميركي المنحاز جدا، ويهم الصين إضعاف دور الهند خارجيا بعدما اقتربت من إسرائيل. في الحسابات الجديدة الغربية يتنامى التخوف من انتقال العنف من الشرق الأوسط الى العالم كله خصوصا اذا طال الصراع في غزة بمشاهده "الوحشية" ومخاطره الإقليمية في التوسع. ميدانيا: تتوعد إسرائيل بالقضاء على حركة حماس في هجوم لا هوادة فيه على قطاع غزة، وستكون الحملة العسكرية التي أُطلق عليها اسم "عملية السيوف الحديدية" لا مثيل لها في ضراوتها، وستكون أيضا مختلفة عن أي شيء فعلته إسرائيل في غزة في الماضي حسب التوقعات والمؤشرات، وبدأت الحكومات الغربية تسأل إسرائيل،بعد السؤال الذي وجهه بايدن الى نتنياهو :" هل لدى القيادة الإسرائيلية " أيّ تصور مستقبلي؟بمعنى آخر هل وضعت إسرائيل استراتيجية لمرحلة نهاية حرب غزه ؟ نقلت وكالة رويترز عن "مصدر مطلع في واشنطن إن بعض مساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن يشعرون بالقلق من أن إسرائيل، رغم أنها قد تبرع في وضع خطة فعالة لإلحاق ضرر دائم بحماس، فإنها لم تضع بعد استراتيجية للخروج". وأضاف المصدر "أن الرحلات التي قام بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى إسرائيل شددت على الحاجة للتركيز على خطة ما بعد الحرب في غزة". ويشعر المسؤولون العرب بالانزعاج أيضا من أن إسرائيل لم تضع خطة واضحة لمستقبل القطاع الذي تحكمه حماس منذ عام 2006 ويبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة. وقبل الانتقال المبكر الى ما بعد حرب غزة، يبدو أنّ الرئيس بايدن حذّر إسرائيل من الوقوع في أخطاء ارتكبتها الولايات المتحدة الأميركية بعد هجمات ١١ أيلول. واستعاد محللون أميركيون ذكريات حرب العصابات الشيوعية التي واجهتها القوات الأمريكية في فيتنام، في مقارنة بين أنفاق حماس في غزة وبين أنفاق الفيتكونغ في فيتنام. وقال خبيران عسكريان إقليميان لرويترز إن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تحشد القوات للتصدي للاجتياح وتزرع الألغام المضادة للدبابات وتنصب كمائن للجيش الغازي. وخاضت إسرائيل ثلاث مواجهات سابقة مع حماس في 2008-2009 و2012 و2014 ونفذت اجتياحين بريين محدودين خلال اثنتين منها، لكن بخلاف هذه المرة، لم يتوعد زعماء إسرائيل قبل ذلك بالقضاء على حماس نهائيا. هذا لا يعني حصرا أنّ الجيش الإسرائيلي في مأزق وحركة حماس في موقع قوة، فنقاط الضعف في حماس كثيرة منها إدراجها في خانة داعش وشرعنة التحالف الدولي ضدّها، وتربطها القيادة المصرية الحالية بحركة الأخوان المسلمين"المعادية"، وتُصرّ السعودية على حلّ الدولتين وإنعاش السلطة الفلسطينية الشرعية، إضافة الى أنّها تحارب وحيدة بعدما اقتصرت مواجهة حزب الله تحت سقف قواعد الاشتباك، وبدا الموقف الإيراني مترددا تزامنا مع خطوط ايران المفتوحة مع الأميركيين من خلال قنوات قطر وسلطنة عُمان برغم التخوف من فتح حزب الله وإيران جبهات جديدة رئيسية دعما لحماس. في المحصّلة، تبدو حسابات الأطراف الدولية والإقليمية دقيقة للغاية وصعبة لذلك لا يمكن التنبؤ بما سيحصل في الأيام المقبلة. ويتصرّف حزب الله تحت سقف جديد يبتعد عن سقف حماس بعدما تراجعت الحملة الاسرائيلية عن طرح "الغاء الحزب" بعد الغاء حماس.
يفتح ليبانون تابلويد ملف الطائفة السنية في العام ٢٠٢٤ في سياق "تفكك الطوائف".
تفتح ليبانون تابلويد ملف العام ٢٠٢٤ بجردة حساب عن واقع الطوائف في لبنان والبداية من الشيعة.
اندفع اللبنانيون الى الاحتفال بعيد الميلاد بعد اعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
يتقدم الى الواجهتين اللبنانية والسورية "العسكر" في قيادة البلدين.
يتردد كثير من متضرري حرب "المساندة" في إعادة إعمار ممتلكاتهم المهدّمة نتيجة الغارات الاسرائيلية.
لا تهتم الدول الفاعلة بهوية المرشح الرئاسيّ بقدر ما تهتم بتنفيذ أجندة الامن والاصلاح.
يتقدم اسما جوزف عون وجورج خوري بورصة الأسماء المرجحة الوصول الى قصر بعبدا.
تتسارع التطورات على الساحة السياسية من أجل إنهاد الشغور الرئاسيّ في لحظة اقليمية خطيرة.
كبُرت دائرة التفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية في بداية العام المقبل.
يطوي لبنان صفحة من تاريخه الحديث بسقوط نظام الأسد في سوريا.