Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


المطران عودة في الفصح: بلدُنا بحاجة إلى مسؤولين يعملون من أجله

رأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة الهجمة وقداس الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس بحضور حشد من المؤمنين.

الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

قال المطران عودة في عظة الفصح:

يا أحبّة، بلدنا بحاجةٍ إلى من يحبّه محبّةً صادقةً بعيدةً عن الحقد والشرّ والطمع والفساد. هو بحاجةٍ إلى مسؤولين يعملون من أجله لا من أجل مصالحهم، وإلى نوّابٍ يقومون بواجباتهم بعيداً عن المصالح والغايات، وأولى هذه الواجبات الإجتماع خلال المهلة التي يحدّدها الدستور من أجل انتخاب رئيسٍ للجمهورية يقود البلد بأمانةٍ وحكمة. لقد مضى ما يقارب العامين على انتهاء هذه المدّة ولم ينجزوا واجبهم، وكأنّ البعض استساغ الفراغ واستغنى عن وجود الرئيس! نراهم يجتمعون عندما تدعوهم المصالح، وتتضافر جهودهم من أجل إتمام المقتضى. فإذا كان بإمكانهم الإجتماع فلم لا ينتخبون رئيساً؟ ولم لا يطبّقون الدستور المفروض أن يكون مرجعهم الوحيد؟ ولم لا يحترمون المواعيد الدستورية كلّها؟ ولم يتخطون المفاهيم الديموقراطية؟ ألسنا في نظامٍ ديمقراطيٍّ مبنيٍّ على مبدأ الفصل بين السلطات وتعاونها، وعلى صون استقلاليّة القضاء من أجل تحقيق العدالة، وعلى ضمان حريّات المواطنين وحقوقهم في تولي المراكز، والمشاركة في السلطة عبر انتخاباتٍ تجرى في مواعيدها؟

الديموقراطيّة لا تستقيم من دون احترام المهل الدستوريّة وتداول السلطة، ومن دون مراقبةٍ جدّيةٍ ومحاسبةٍ عادلة. بلدنا لن ينهض ما لم ينتظم عمل مؤسساته الدستوريّة ويؤمّن حسن أداء الموظفين فيها. لكنّنا نشهد عجز هذه المؤسسات بسبب عدم انتخاب رئيسٍ، ولا انتخاب لرئيسٍ بسبب الصراعات السياسية والمشاحنات والتعطيل وفرض بدعٍ لا ينصّ عليها الدستور. نظامنا الديموقراطيّ يتقهقر بسبب تداخل السلطات وتحكّم السياسة في القضاء، وتعطيل الدستور وإخضاعه للمصالح، وتعطيل انتخاب رئيسٍ وعرقلة تشكيل الحكومات، كما شهدنا في السنوات الأخيرة، بحجة الديموقراطيّة التوافقيّة التي هي نقيض الديموقراطيّة الحقيقيّة التي تقوم على أكثريةٍ برلمانيّةٍ تنبثق منها حكومةٌ تتولّى السلطة، ومعارضةٍ فاعلةٍ تمارس الرقابة الحقيقيّة المنزّهة عن كلّ مصلحة.

هذا ما كان عليه لبنان في ماضيه. يا أحبّة، كان العالم يحسدنا على النعمة الكبيرة المسمّاة لبنان، وبعض البلدان المحيطة بنا كانت تطمح إلى الوصول إلى ما كنّا فيه. للأسف، تراجعنا كثيراً فيما هم تطوّروا حتى فاقوا التوقعات. لذا علينا جميعاً، مسؤولين وأحزاباً ومواطنين، والمثقّفين بشكلٍ خاص، العمل معاً من أجل قيامة وطننا. الطريق واضحٌ: تطبيق الدستور.

علينا جميعاً، كلٍّ في مجاله، تطبيق دستور بلدنا وقوانينه، والتحرّر من الأفكار الغريبة، والشروط التعجيزيّة، والأنانيّة، والتعصّب، والتفرّد، والحقد، والإنتقام. إنّه لمخجلٌ حقاً أن يشعر اللبنانيون، في هذه المرحلة المصيريّة من تاريخ هذه المنطقة، أنّ نوّابهم وزعماءهم عاجزون وينتظرون معونة الخارج. والخارج ينبّهنا أنّ لبنان لن يدعى إلى مفاوضاتٍ بدون رئيسٍ وحكومةٍ فاعلة.


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :54294 الأحد ٢٩ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :51234 الأحد ٢٩ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :50585 الأحد ٢٩ / يناير / ٢٠٢٤