Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


تسليم وتسلم بايدن وترامب لملفات الشرق الأوسط

كتب مات سبيتالنيك في وكالة رويترز تحقيقا بعنوان"بايدن يسلم ترامب قضايا مفتوحة وملفات غير مكتملة في الشرق الأوسط".

الخميس ١٦ يناير ٢٠٢٥

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

وصف جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن الشرق الأوسط في أواخر أيلول 2023 بأنه “أكثر هدوءا” مما كان عليه قبل عقدين من الزمان. لكن هذا التقييم لم يصمد أمام الزمن.

فبعد ثمانية أيام فقط، شنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما مفاجئا من غزة على إسرائيل، مما أدى إلى اندلاع حرب دمرت القطاع الفلسطيني ونشرت الاضطرابات في شتى أنحاء المنطقة.

واندلعت سلسلة من الأزمات التي تلقي بظلالها على إرث بايدن في السياسة الخارجية في الوقت الذي يستعد فيه لمغادرة البيت الأبيض في 20 كانون الثاني.

وبالرغم من الدور الرئيسي الذي لعبه مساعدو بايدن في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، والذي أُعلن عنه يوم الأربعاء، يقول المحللون إن من المرجح ألا يبقى سجل بايدن في الشرق الأوسط مرتبطا في الأذهان بانتهاء الصراعات في عهده، بل سيظل مرتبطا بشكل أساسي بتطور هذه الصراعات وعدم قدرته على احتوائها. ويعني هذا أيضا أنه ستكون هناك الكثير من الأمور والملفات التي سيتم تسليمها، غير مكتملة، للرئيس المنتخب دونالد ترامب وإدارته القادمة.

الأمر المرجح هو أن سجل بايدن على المسرح العالمي سيرسم معالمه إلى حد كبير طريقة تعامله مع الحرب التي استمرت 15 شهرا في غزة، وهو جزء مما يصفه ترامب وزملاؤه الجمهوريون بأنه “عالم مشتعل” في ولاية الرئيس الديمقراطي.

ويتهم ترامب وزملاؤه بايدن بضعف العزيمة الذي شجع الأعداء على إثارة الفوضى في أنحاء المنطقة.

ويزعم حلفاء بايدن أنه وجد نفسه في مواجهة مجموعة من التحديات في الشرق الأوسط التي لم يصنعها بنفسه وأنه تعامل معها بمهارة، مما أدى إلى إضعاف إيران وحلفائها الإقليميين بينما عمل على الحد من الخسائر المدنية في غزة ولبنان. لكن دعم بايدن الشديد لإسرائيل في الرد الذي دمر حماس لكنه قتل أيضا عشرات الآلاف من المدنيين في غزة كان له ثمن باهظ وتبعات جسيمة على مصداقية الولايات المتحدة على المستوى العالمي.

كما أدى إلى انقسام حزبه الديمقراطي، وهو أحد العوامل العديدة التي تسببت في هزيمة نائبة الرئيس كامالا هاريس أمام ترامب في انتخابات تشرين الثاني.

قال آرون ديفيد ميلر، وهو مستشار سابق في شؤون الشرق الأوسط لإدارات ديمقراطية وجمهورية “الجانب الإيجابي هو أن بايدن جاء للدفاع عن إسرائيل كحليف موثوق به. الجانب السلبي هو أنه لم يحقق نجاحا كبيرا في كبح (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو في غزة، وقد ألحق ذلك ضررا خطيرا بسمعة الولايات المتحدة”.

وخطة وقف إطلاق النار في غزة، التي تم التوصل إليها في الأيام الأخيرة من ولاية بايدن بعد أشهر من المفاوضات المتقطعة، تستند إلى مقترحات أعلن عنها في منتصف عام 2024 واستلزمت إصرارا ومثابرة إلى جانب الوسطاء القطريين والمصريين حتى الوصول أخيرا إلى الاتفاق. لكن الأطراف المهمة والمؤثرة في المنطقة اعتبرت على نطاق واسع أن هذا الإنجاز الدبلوماسي الذي تم التوصل إليه في الدوحة هو نتيجة لتحذيرات ترامب من أن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول وقت تنصيبه يوم الاثنين، وهو التهديد الذي شبهه مصدر في الشرق الأوسط مقرب من محادثات غزة بأنه يشبه تأثير “السيف” المصلت بالنسبة للمفاوضين.

وأرسل ترامب مبعوثه القادم إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للتعاون مع كبير مفاوضي بايدن بريت ماكجورك، وقال مسؤول إسرائيلي إن وجود ويتكوف أضاف زخما للمحادثات.

وقال مسؤول مطلع “تمكن ويتكوف من الضغط على نتنياهو لقبول الاتفاق والتحرك بسرعة”، في إشارة إلى اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أقام علاقة وثيقة مع ترامب خلال فترة ولايته الأولى.

وقال مسؤول حكومي إسرائيلي لرويترز إن حكومة نتنياهو ستصوت على الاتفاق يوم الخميس، ومن المتوقع أن يوافق عليه معظم الوزراء.

ورغم أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن طرح يوم الثلاثاء اقتراحا بشأن غزة بعد الحرب، فسوف يكون الأمر متروكا لإدارة ترامب لضمان التنفيذ الكامل لخطة وقف إطلاق النار وتحديد حجم الدور الذي ستلعبه في “اليوم التالي” بعد انتهاء الحرب.

 في عامه الأخير في منصبه، يُنسب إلى بايدن الفضل في تشكيل تحالف دولي ساعد في حماية إسرائيل من الهجمات الصاروخية الإيرانية والموافقة على الضربات المضادة الإسرائيلية على الدفاعات الجوية لطهران، لكنه حذر أيضا من ضرب المواقع النووية والنفطية الإيرانية.

وعلى الرغم من دعوات الولايات المتحدة لضبط النفس في لبنان، وجهت إسرائيل في العام الماضي ضربة تلو الأخرى لمقاتلي حزب الله، غالبا بدون إخطار مسبق لواشنطن. واعتُبر ذلك الدافع الرئيسي وراء موافقة الجماعة المدعومة من إيران على وقف إطلاق النار الذي أيدته الولايات المتحدة في تشرين الثاني.

بعد ذلك، فوجئت إدارة بايدن بهجوم خاطف شنته المعارضة السورية وأطاح بحكم بشار الأسد، وهو حليف رئيسي آخر لإيران، في أوائل كانون الأول.

ومنذ ذلك الحين، تسعى واشنطن جاهدة لإقناع الحكام الإسلاميين الجدد بتشكيل حكومة شاملة، ومنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية، وهي من المهام التي سيرثها ترامب الآن.

قال إليوت أبرامز، الذي كان مبعوث ترامب الخاص بشأن إيران خلال فترة ولايته الأولى “أعظم إنجاز لبايدن هو أنه لم يقف في طريق إسرائيل، لكنه كان ينصح باستمرار ’لا تفعلوا هذا، ولا تفعلوا ذاك’” مضيفا أنه يعطي لسجل بايدن في الشرق الأوسط تقييم “متوسط​​”.

ومضى قائلا “لا أعتقد أنه يستحق الكثير من الإشادة في لبنان أو سوريا”.

ودافع بايدن في خطاب الوداع حول السياسة الخارجية، والذي أدلى به في مقر وزارة الخارجية يوم الاثنين، عن نهجه وأصر على أن الولايات المتحدة ساهمت بشكل كبير في أن تصبح إيران الآن “أضعف مما كانت عليه منذ عقود”.

كما أشاد به بعض الخبراء لمساعدته في تجنب حرب إقليمية شاملة. لكن بايدن مع ذلك يترك لترامب ما يراه معظم المحللين أكبر تحد له في الشرق الأوسط وهو البرنامج النووي الإيراني الذي تقدم على مدى السنوات الأربع الماضية ويمكن الإسراع فيه باتجاه تطوير سلاح نووي إذا اتُّخذ القرار بذلك.

كان قرار ترامب التخلي عن الاتفاق النووي بين القوى العالمية وإيران في عام 2018 هو، حسبما يقول منتقدون، ما فتح الطريق أمام تحركات طهران النووية.

واعتبر بلينكن يوم الثلاثاء أن ردع طهران عن الحصول على قنبلة نووية كان أحد نجاحات بايدن. وبمجرد عودته إلى منصبه، سيتعين على ترامب أن يقرر ما إذا كان سيسعى إلى اتفاق نووي جديد مع إيران أو سيمنح نتنياهو الضوء الأخضر لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

قال جوناثان بانيكوف النائب السابق للمسؤول المعني بشؤون الشرق الأوسط في المخابرات الوطنية الأمريكية “القرار بشأن كيفية التعامل مع إيران في نهاية المطاف سيكون محركا للكثير من عمليات صنع القرار التي يتخذها ترامب فيما يتعلق بالمنطقة ككل”.

وسيتعين على ترامب أيضا الرد على جماعة أخرى متحالفة مع إيران، وهم الحوثيون في اليمن، الذين أطلقوا لأكثر من عام صواريخ على سفن الشحن في البحر الأحمر وعلى إسرائيل.

وفشل العمل العسكري الذي أمر به بايدن وتم بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة في إنهاء التهديد الحوثي.

وفي حين أقر بأن الشرق الأوسط لا يزال “مليئا بالمخاطر”، استشهد بلينكن في خطابه السياسي الأخير بإنجازات قال إن من بينها مساعدة الأمم المتحدة في التوسط لوقف إطلاق النار في الحرب الأهلية في اليمن، وتعزيز التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية وتعزيز التكامل الإقليمي.

 سخر منتقدو بايدن على نطاق واسع من سوليفان بعد هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023 بسبب تعليقاته قبل الهجوم بما يزيد قليلا عن أسبوع بأن الشرق الأوسط أصبح “أكثر هدوءا اليوم مما كان عليه قبل عقدين من الزمان” حتى رغم اعترافه باستمرار التحديات.

وعلى الرغم من أن سوليفان دافع لاحقا عن تصريحاته، قائلا لشبكة إن.بي.سي نيوز إنها كانت في سياق التطورات الإقليمية في السنوات القليلة الماضية وإن الإدارة لم تكن في غفلة من أمرها، إلا أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود قلب جدول أعمال بايدن العالمي. وبعد وقت قصير من الهجوم الذي شنه مسلحو حماس الذين قتلوا 1200 شخص في إسرائيل وأسروا أكثر من 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية، أصبح بايدن الذي يصف نفسه بأنه “صهيوني” أول رئيس أمريكي يزور إسرائيل في وقت الحرب.

ثم واصل تدفق الأسلحة بثبات إلى إسرائيل لدعم جهودها المعلنة لتدمير حماس المدعومة من إيران، على الرغم من الرفض المتكرر من جانب نتنياهو للمطالب الأمريكية بالحد من الخسائر في صفوف المدنيين وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة. وأدى رفض بايدن لاستخدام نفوذ الولايات المتحدة، كمورد رئيسي للأسلحة لإسرائيل، إلى نفور العديد من الناخبين العرب الأمريكيين وتسبب في صدمات على صعيد السلك الدبلوماسي.

قال مايك كيسي، المسؤول السابق في وزارة الخارجية والذي كان من بين الذين استقالوا احتجاجا، “ستكون غزة هي الإرث.. سيجدون جثثا بين الأنقاض...

 


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :54908 الخميس ١٦ / يناير / ٢٠٢٥
مشاهدة :51862 الخميس ١٦ / يونيو / ٢٠٢٥
مشاهدة :51141 الخميس ١٦ / يناير / ٢٠٢٥