دير الزيارة عينطورة في وهجه التاريخيّ سياحيّا
أدرج دير الزيارة - فيلوكاليَّا على خارطة السياحة الدينية في لبنان بقرار حكوميّ.
الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٥
ليبانون تابلويد- أدرجت وزارة السياحة دير الزيارة في عينطورة كسروان معلما على خارطة السياحة الدينية في سياق "يوبيل ٢٠٢٥ حجَّاج الرجاء" في احتفالية دعت اليها رئيسة جمعية ومعهد "فيلوكاليَّا" الأُخت مارانا سعد "ببركة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مثَّلَه المشرف على رسالة "فيلوكاليَّا" النائب البطريركي العام المطران حنا علوان". التاريخ إن حكى: يشكل الدير الذي أصبح اسمه دير الزيارة - فيلوكاليَّا منصة تاريخية وثقافية وتربوية عريقة. ضمّ الدير سابقا إحدى أهم مدارس البنات في كسروان وفي متصرفية جبل لبنان ، تأسست بتشجيع من الرهبان اليسوعيين ومن ثم اللعازاريين. ففي ٢١نيسان من سنة ١٧٤٤ اجتمع الأب فروماج اليسوعي بعدد من المشايخ الخازنيين أولياء المنطقة، واتفق معهم على تأسيس الدير حيث تتقيّد راهباته بقانون القديس فرنسيس سالس لراهبات زيارة مريم العذراء، واشترط الخازنيون ولاية البطريرك سمعان عواد صك تأسيسه. فتح أبوابه في الأول من كانون الثاني من العام ١٨٤٦ لأولى " سبع من البنات التقيات من آل الخازن" الا أنّ هذا الدير لم ينشط في خدمته الرسولية الا في العام ١٨٤٤ حين أسست راهباته مدرسة خارجية لتعليم البنات مبادئ القراءة وقواعد العقيدة المسيحية، وبعدما لاحظنّ إقبالا على الدراسة لافتقار المنطقة الكسروانية الى من يهتم بتربية البنات وتعليمهن، أسّسن العام ١٨٥٩ مدرسة داخلية ضمّت في صفوفها بنات عدد من العائلات الميسورة ، فتلمت فيها الأديبة اللبنانية مي زيادة. ساهمت أربع راهبات فرنسيات أتين الى دير عينطورة من دير في ليون الفرنسية تابع لراهبات الزيارة في رفع الأداء التربوي، فمنذ العام ١٨٦٩ أصبح للمدرسة مناهجها التي تشدّد على تعليم اللغتين العربية والفرنسية ومواد التاريخ والجغرافيا والحساب مع تركيز كبير على الأشغال اليدوية كالخياطة والتطريز والرتق والزركشة، وجعل منهج راهبات الزيارة في عينطورة فن الموسيقى عموما والعزف على البيانو خصوصا مادة إجبارية في الدراسة. والواضح أنّ هدف هذه المدرسة كان إعداد ربات بيوت فاضلات ومثقفات وراقيات، فكتب أحد الأباء اللعازاريين في "مجلة المشرق" أنّ المتخرجات من هذه المدرسة اشتهرن " بعذوبة روحهن وحسن تهذيبهن وتوتيب بيوتهن". الاحتفالية السياحيّة: رعي احتفالية تحويل الدير الى معلم سياحيّ دينيّ وزير السياحة المهندس وليد نصار وحضوره، ونخبة من الفاعليات السياسية والدبلوماسية والإِدارية والمحلية. افتتحها الدكتور زياد نعمة (نائب رئيسة المعهد) مقدِّمًا الشاعر سهيل مطر الذي عرض لمحةً عن محطات الدير التاريخية الكبرى منذ إِنشائه سنة ١٧٤٤ والمراحل التي مرَّ بها حتى بلوغه اليوم واحةً روحانية ساطعة بإِدارة جمعية "فيلوكاليَّا" منذ ٢٠٢١. بعد وثائقي شامل عن الدير، وأَبرز أَنشطة "فيلوكاليا" في ثلاث سنوات، قدَّمت جوقة "فيلوكاليَّا" لوحات غنائية بقيادة الأُخت مارانا سعد، تلاها الوزير وليد نصار قارئًا قرارَه الرقم 1 تاريخ 7 كانون الثاني ٢٠٢٥ بــ"إِدراج دير الزيارة (عينطورة - كسروان) على خارطة السياحة الدينية"، وأَلقى كلمته في المناسبة، مركِّزًا على أَن إِطلاق واحات السياحة الدينية كانت من أَبرز أَنشطة الوزارة لإِبراز أَهمية لبنان أَرض القداسة. ثم كانت كلمة الأُخت مارانا سعد التي شكَرَت غبطة البطريرك على رعايته أَعمالَ الجمعية والمعهد منذ نشأَتهما ومباركته هذا الاحتفال الرسمي، وشكرَت الوزير نصار على قراره ورعايته وحضوره، وأَعلنَت أَهمية هذا القرار على المستوى الروحاني والثقافي والفني والأَدبي والتاريخي، ما يجعل الدير متعدِّد الحضور في مناسبات واحتفالات وبوتقة روحية وإبداعية واسعة، حتى ليغدو الدير منارةً في لبنان تشع على جمهوره أَعمالًا تليق بمكانته التاريخية والروحية. كلمة البطريرك الراعي أَلقاها المطران حنا علوان الذي نقل إِلى الحضور بَرَكَة البطريرك، وركَّز على أَهمية الحياة الروحية في لبنان وما تتركه في نفوس جمهورها من مبادئ القيَم الروحية والاجتماعية في بناء لبنان. وختامًا كرمَت الجمعية عناصر من كورسها مضى عليهم 15 سنة متتالية منذ "جوقة القديسة رفقا" في جربتا حتى اليوم في "فيلوكاليا". بعدها انتقل الجميع إِلى نخْب المناسبة في صالون الدير وهو أَيضًا مقر "الصالون الأَدبي" الذي تمَّ افتتاحُهُ الشهر الماضي بندوة "عشر سنوات على غياب سعيد عقل"، وسيفتتح مساءَ السبت في الأَول من شباط احتفالات "مئوية منصور الرحباني". كلام الصُوُر:الوزر نصار يسلم القرار إلى الأخت مارانا سعد- قرار وزير السياحة
