بادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اقتحام ساحة تشكيل الحكومة حاملا سلاحه وفيه رصاصة الرحمة الأخيرة.
الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٨
بادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اقتحام ساحة تشكيل الحكومة حاملا سلاحه وفيه رصاصة الرحمة الأخيرة.
يعرف الرئيس عون أنّ التأخير في تشكيل الحكومة ينخر عهده ويكاد يقضي عليه، لذلك التقط أوراقه الدستورية والسياسية المهمة وقرر وضعها على الطاولة، فاستدعى الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، مقدمة لإطلاق مشاوراته مع الفعاليات السياسية.
واذا كانت المعلومات قليلة عن الملف الذي يحمله الرئيس عون في مبادرته التحرك في اتجاه الحل المنشود، فهو يعرف جيدا أنّ العقدة السنية أقوى من العقدتين الدرزية والمسيحية.
فالرئيس عون كان يدرك أنّ وليد جنبلاط لن يذهب بعيدا في تصلبه، لألف حساب وحساب، ومنها أنّ "أمن الجبل" وسلامه الأهلي فوق كل اعتبار.
ويدرك أنّ سمير جعجع لن يغادر المظلة الرئاسية حتى ولو رفع صوته عاليا.
الا أنّ العقدة السنية معقدة لأنها ترتبط بصراع مذهبي عميق يرتبط بصراع إقليمي حاد بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الايرانية.
ويدرك أنّ الرئيس الحريري مضغوط خارجيا وداخليا.
حتى القيادات السنية التي تتحرك خارج سقف "بيت الوسط" انتفضت لما اعتبرته مساسا بحقوق الطائفة السنية في التشكيل الحكومي، وهذا دليل الى أنّ الرأي العام السني سيفٌ مسلّط على الجميع.
كيف سيهندس الرئيس عون المخرج؟
حتى هذه الساعة يبدو أنّ رئيس الجمهورية اعتمد خطة الإقدام بصمت، وهو يعرف أنّ طريقه ملغّم ، يحتاج الى السلامة في هذه المرحلة أكثر مما يحتاج الى تفجير ألغام.
همه الأساسي العبور الى الصيغة المثلى التي تؤدي الى تشكيل حكومة وطنية جامعة.
فهل يقدر؟
تصاعدت مخاطر الحرب الاقليمية بعد الرد الصاروخي الايراني على اسرائيل فسارعت الولايات المتحدة الى الاحتواء.
تكثفت المساعي الفرنسية على خطي ساحة النجمة والجنوب.
ينتظر اللبنانيون على مفترق تداعيات المواجهة الايرانية الاسرائيلية وانعكاساتها على الساحة الداخلية.
ترك الهجوم الايراني على اسرائيل رسائل مهمة تتخطى فعله المباشر.
تلوح في الأفق بوادر معركة قاسية بين القوات اللبنانية وحزب الله على خلفية مقتل باسكال سليمان، فهل تبقى في إطارها السياسي؟
تبقى صورة باسكال سليمان وعائلته خير مثال لتحديد هوية القاتل والقتيل.
أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البحث عن سبل تمويل إعادة بناء الجنوب.
وجهت اسرائيل باغتيالها محمد رضا زاهدي ضربة موجعة الى محور الممانعة في الاقليم.
تصاعدت المخاوف من إقدام اسرائيل على خطوة عسكرية في الجنوب بعد رفح.
قررت السلطات الأردنية منع وصول المتظاهرين الى الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة كما يحصل في جنوب لبنان.