أنطوان سلامه-تصل نادين لبكي الى أعلى دراجات السلّم السينمائي حاملة قضيتي اللاجئين السوريين وأطفال الشوارع في وقت تستعر معارك الكلام بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من خارج سياق الملف الأساسي.
الأحد ٢٤ فبراير ٢٠١٩
أنطوان سلامه-تصل نادين لبكي الى أعلى دراجات السلّم السينمائي حاملة قضيتي اللاجئين السوريين وأطفال الشوارع في وقت تستعر معارك الكلام بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من خارج سياق الملف الأساسي.
أدركت نادين لبكي بحسّها الفني، أنّ قضية اللاجئين السوريين هي مسألة إنسانية قبل كل شيئ، فحملت كاميرتها والتقطت اللحظة الجارحة.
فيلمها المتقن الإنتاج، حلّ في المراتب الأولى للأوسكار، أملا في نجاح يُدخلها الى تاريخ هوليوود، ومعها السينما اللبنانية.
وإذا كانت "الواقعية" قاعدة ينطلق منها أعضاء لجنة التحكيم لتحديد الفيلم الفائز، بعدما غالت السينما في السورياليات، فإنّ فيلم كفرناحوم، يكشف أمرين:
بيروت في وجهها المأساوي، كأي مدينة في العالم، حيث تتحكّم المآسي في شوارعها وأحيائها وضواحيها.
وما لم تلتقطه كاميرا نادين لبكي يظهر في نشرات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتفاعل "مأساتنا السياسية" في التخبّط الذي يتحكّم.
أصل مشكلة اللاجئين السوريين سياسي.
سوء تواصل بين رأس الهرم والقاعدة في سوريا.
هذا الكلام ليس اتهاما، إنّه توصيف ربما احتاج الى عبارة أدق وأقوى وأشمل وأعمق، لكنّ النتيجة واحدة: مأساة انسانية.
فملايين البشر الذين هربوا من بيوتهم هربوا لدافع يتخطى القدرة الغرائزية على البقاء.
لم يعد بيتهم آمنا، هذه هي الخلاصة.
استطاعت نديم لبكي أن تصوّر كيف يكبر"اللأمان" ككرة نار في هشيم.
كرة نار تشتعل الآن بين بيوت اللبنانيين، ولا من يُطفئ.
سخيف كلام السياسيين حين يتهمون.
من يتهّم مَن؟
ومن يداوي جرحا إنسانيا عميقا.
بالتأكيد، الدولة السورية مسؤولة أولا وأخيرا عن إعادة "رعاياها" الى ديارهم.
فهل هذه المسألة من أولوياتها؟
هل المجتمع الدولي مسؤول عن فرض هذه الأولوية؟
هل اللبنانيون، من أقصى قوى ٨آذار الى أطراف قوى ١٤ آذار، يملكون قدرة التأثير؟
مشكلة الأصوات التي ترتفع باتهاماماتها أنّها عاجزة.
هل تملك أيّ خطة عملية؟واقعية؟
نقرأ البيان الوزاري فلا نجد "رؤية متكاملة وواضحة".
فعلى من يصرخ الوزراء العونيون والقواتيون؟
في مواقف عدد كبير من هؤلاء "تجهيل مميت".
حتى حزب الله الذي يراقب صامتا، لماذا لا يبادر وهو الأقرب الى "نبع القرار السوري"؟
لن نسترسل في التحليل لكي لا نُفهم على غير ما نقصد.
يحتاج هذا الملف الى طاولة حوار، أو لجنة وزارية مصغرة، تجمع الأطياف،فيصدر عنها توصيات مُلزمة.
نعم، "ملف اللاجئين السوريين" بضخامته خطر على لبنان.
هل يبادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ويسحب هذا "الجدل الانفعالي" الذي يتفاعل وكأنّه سلعة في انتخابات نيابية تجري غدا.
هل يعقد قمة مع الرئيس بشار الأسد، ويتفق معه على خطة رسمية لإعادة اللاجئين الى ديارهم وفق جدول زمني واضح وشفاف.
غير هذا الكلام لا يفيد في إعادة لاجئ واحد.
في الواقع، تتحمّل الدولتان اللبنانية والسورية مسؤولية الإعادة.
فالمبادرات المتفرقة التي ظهرت، أقله من الجانب اللبناني، في تشكيل لجنة متابعة لبنانية-روسية، ،ومساعي الأمن العام، ولجان حزب الله لم تثبت جدواها.
ماذا عن مبادرات الدولة السورية؟
حتى الآن لم نرَ مسؤولا سوريّا واحدا زار المخيمات السورية في لبنان للاطلاع على المأساة.
لماذا؟
تتجه مفاوضات ترسيم الحدود البرية وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار الى زوايا أميركية واسرائيلية تقترب من التطبيع.
يتمنى موقع ليبانون تابلويد لكل العرب والمسلمين فطرا سعيدا .
اتهم حزب الله جهه تفتعل الذرائع المشبوهة لاستمرار العدوان من خلال اطلاق الصواريخ.
طالب مسؤولون في البيت الابيض الحكومة اللبنانية ضرورة السيطرة الكاملة على الجنوب.
تتجه الحكومة في الساعات المقبلة الى اطلاق دفعة أولى من التعيينات وما سُرّب منها لا يوحي بجدية النهوض.
يواصل لبنان معركته الديبلوماسية في تطويق التمادي الاسرائيلي في خرق اتفاق وقف اطلاق النار.
شكل طرح موضوعي قانون انتخاب جديد وتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية علامات استفهام بشأن التوقيت والتوجّه.
واصلت اسرائيل عملياتها الانتقامية من اطلاق الصواريخ من شمال الليطاني.
تواصل اسرائيل خرقها لوقف اطلاق النار انطلاقا من موازين القوى التي أفرزتها "جبهة المساندة".
أنذر ايمانويل ماكرون روسيا إن فازت في الحرب على أوكرانيا فأمن الأوروبي سيكون بخطر.