Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


المفتي في رسالة رمضان: لبنان ضحية الاستئثار والانهيار والارتهان للمحاور

وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة الى اللبنانيين، لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

الأحد ١١ أبريل ٢٠٢١

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة الى اللبنانيين، لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، جاء فيها:

عن الازمة في لبنان قال:

"في رمضان وفي غير رمضان، تعود اللبنانيون منذ تردي نظامهم السياسي الأشوه إلى حدود المؤامرة، تعودوا الاعتماد على أنفسهم. لكن وكما سبق القول، فإن ثلثي اللبنانيين يعيشون في مدن وبلدات، وليسوا في أرياف متنائية . ولأول مرة منذ الحرب العالمية الأولى، ينهار مع نظام العيش: النظام المصرفي! الذي كنا نظنه مستقلا وآمنا ومأمونا ، وغير تابع لأهواء الحاكمين؛ فإذا هو قد أصبح أداة بيد المسيطرين، ووسيلة لاستلاب أموال المودعين، ولصالح من ؟ لصالح نظام الفاسدين ! يا رب، ماذا نفعل ؟ وإلى من نتوجه وسط هذا الحصار، ليس من جانب الخارج ، بل من جانب نظام القلة الفاجرة. في كل بلاد العالم تحدث أزمات ، وتكون أحيانا كبيرة وفاجعة، لكن في كل بلدان العالم إلا في لبنان ، تهب الدولة للنجدة والإغاثة، وبعث الأمل في الإنقاذ. حتى إذا ما أمكن الانتشال من المأزق، يذهب الحاكمون ويأتي غيرهم. هذا كله يحدث إلا في لبنان. فالحاكمون وهم علة الفاجعة، يزدادون تشبثا بمناصبهم، بل وبمصائر المواطنين . هل سمعتم ببلد تحدث فيه فاجعة مثل فاجعة المرفأ، ويظل المسؤولون على كراسيهم الفارهة؟ وهل سمعتم ببلد حديث تقفل مصارفه، ويسمح نظامه السياسي بذلك، بعد أن يكون ثلثا ودائع المواطنين، قد صار في جيب أو جيوب ما يسمى الدولة ، والثلث الثالث قد جرى تهريبه إلى الخارج، ومن جانب المسؤولين غير المسؤولين إياهم؟".

وتوجه دريان الى المسؤولين و"غير المسؤولين"، قائلا:

"هل هو مطلب عسير أن تكون في البلاد حكومة مسؤولة ؟ لقد مضت شهور طويلة، وهناك من لا يزال يتحدث عن الأصول الدستورية، والشراكة الكاملة بين التشكيل والإصدار، والثلث المعطل وأنواع الوزارات؟... وغير ذلك. البلاد في أشد الحاجة في هذه الظروف بالذات، إلى سلطة تنفيذية، وهي تكون مسؤولة أمام مجلس النواب الذي كلف رئيسها، وهناك من يزال أيضا يتحدث أنه لا حاجة للحكومة، لأن الفاسدين معروفون، وهم فلان وعلان، والذين استعصوا حتى الآن على المحاسبة. ما كان أحد ليسأل عن شيء رغم ضلوع بعض من شارك في كل أعمال الحكومات، منذ العام 2008. نعم، ما كان أحد يسأل، الحكومة القائمة، التي تعلن إدارتها التصدي لوقف الانهيار، وإعادة الإعمار، والذهاب للمجتمع الدولي طلبا للمساعدة. فحتى المحاسبة التي يطالبون بها، ويتبرؤون من تبعاتها، لا يمكن أن تجري بهذه الطرائق المتمثلة في محاولة إفساد القضاء أو تعطيله، وفي تقريب هذا وإبعاد ذاك، كأنما المسألة مسألة مزرعة خاصة. نريد حكومة نستطيع التوجه إليها، وليس مزاعم بشأن البراءة والصلاحيات والحقوق الفئوية، في الوقت الذي لم يبق فيه مواطنون ولا حقوق! ليست في البلاد أزمة دستورية، بل البلاد ضحية الاستئثار والانهيار ، والارتهان للمحاور، والتدمير المتعمد للمؤسسات ، والاعتداء على عيش المواطنين واستقرارهم وأمنهم".

وتابع: "في بداية شهر رمضان، كما في كل مناسبة دينية لدى أهل البلاد وطوائفها، نحاول نحن علماء الدين، أن نبعث آمالا وطموحات، وأن نبشر بالخير والأمل. وهذه هي حقيقة الشعب بالفعل. ولذلك وبعد هذا الكلام الطويل العريض، لا أجد غير القول الذي رددته مرارا في هذه المطالعة: ليس لنا بعد الله سبحانه وتعالى إلا الاعتماد على أنفسنا، قادرين وغير قادرين. رسولنا قال: (تصدقوا ولو بشق تمرة). إنكم أيها الإخوة لا تتصدقون على محتاجين، بل على جائعين بالفعل ما أجمل هذا العيش المشترك، وهذه الوحدة الوطنية، التي بدت في تحركات الشباب، وفي أعمالهم وأعمال المؤسسات من أجل الإنقاذ. أما المتسلطون علينا، فيبلغ من يأسنا منهم أن نحسب أنهم ليسوا منا، لأنهم أو بعضهم لا يقومون بأبسط ما يتوجب عليهم تجاه وطنهم وشعبهم".

وتوجه الى معرقلي تشكيل الحكومة: "كفاكم تعنتا واستكبارا وتصلبا وتزويرا وخرقا للدستور. البلد في خطر داهم، ويعيش قمة الانقسام والتشرذم والفوضى، والسبب هو في تأخير ولادة الحكومة، وتعطيل المؤسسات الرسمية. أقلعوا عن أنانيتكم، وخدمة مصالحكم الشخصية. لبنان لم يعد يحتمل المزيد من الخراب والانهيار والدمار، وكل يوم تأخير في تأليف الحكومة، هو خسارة للوطن والمواطن. المطلوب تقديم التسهيل لا التعطيل ، ولا وضع العقبات في طريق تشكيل الحكومة ، هناك أياد خبيثة تعمل في الخفاء على عرقلة الجهود العربية الشقيقة المشكورة، وعلى إفشال المبادرة الفرنسية، وتحاول القيام بعملية ابتزاز سياسي لا مثيل له، لكل هؤلاء نقول: لا يا سادة، بالكيديات والعنتريات والحقد الدفين، وبث السموم، لا يبنى لبنان، ولا يستقيم فيه الميزان، إلا بالمحبة والتراحم والتعاون، والمحافظة على صلاحيات كل مؤسسة من مؤسسات الدولة. إياكم والغرور، فلن تنالوا مبتغاكم من تحقيق مآربكم، لأنها تخالف المنطق والأصول".

وختم موجها نداء "الرجاء والاستغاثة والامل الى الاخوة العرب":

"تعودنا ألا تنسونا في الشدائد، ونحن لنا ملء الثقة بكم، وبمؤازرتكم، ودعمكم، ومساعدتكم، فلا تتخلوا عنا ولا تتركوا الشعب في ضياعه، كي لا يكون فريسة سهلة لمن يريد بلبنان واللبنانيين شرا. اللهم إننا ندعوك مع قدوم شهر رمضان، شهر الرحمة وعمل الخير واستجابة الدعاء، أن تجبر ضعفنا، وترحم أطفالنا من أهوال الفتن والأزمات، وأن تهب أوطاننا السلم والأمن والأمان، وأن تخرجنا من هذه المحن المستعصية، وأن تهب وطننا السكينة والطمأننة ، إنك يا رب العالمين حكيم قدير. وأسأل الله، أن يجعله صوما متقبلا، حافلا بالأعمال الصالحة، وبنعم الله ورضاه..

قال تعالى: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون. وكل رمضان وأنتم بخير".


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :53161 السبت ٢٣ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :50075 السبت ٢٣ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :49459 السبت ٢٣ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور