Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


اخفاقات فرنسية في لبنان منذ 1989 والتبشير بالتغيير ذرّ الرماد في العيون

استذكر مصدر سياسي مخضرم لـ "ليبانون تابلويد" الاخفاقات الفرنسيّة العديدة في لبنان منذ ما قبل حرب التحرير التي شنها العماد ميشال عون في العام 1989 ضدّ الاحتلال السوري.

الجمعة ٠٩ يوليو ٢٠٢١

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

يوسف نصار- عند سماعه موقفاً فرنسياً بمّا معناه "فرض وصاية دولية على لبنان، وأن لبنان القديم انتهى، وأن فجراً جديداً آت لا محالة، وأن العام 2022 سيكون عام التغيير باجراء انتخابات تنبثق عنها قوى تمثيلية اصلاحيّة"، استذكر مصدر سياسي مخضرم لـ "ليبانون تابلويد" الاخفاقات الفرنسيّة العديدة في لبنان منذ ما قبل حرب التحرير التي شنها رئيس الحكومة العسكرية العماد ميشال عون في العام 1989 ضدّ الاحتلال السوري.

وعدّد بعض محطّات الفشل الفاقع والذريع في سياسة الديبلوماسية الفرنسية تجاه ابنها الحنون.

ويقول إن ذلك لا  يعني منذ ذلك التاريخ، أي منذ 35 عاماً تقريباً، عدم تسجيل بعض النجاحات ومنها جعل اخراج العماد عون من السفارة الفرنسية في لبنان التي لجأ إليها في 13 تشرين الأول 1990 مرتبطا بشرف  فرنسا ( Honneur de la France ).

والضمور  الفرنسي الأول ظهر جليا بعدم قدرة باريس على إدخال باخرة - مستشفى إلى المناطق المسيحية الشرقية لمعالجة ونقل الجرحى، ورضوخها لما فرض عليها من املاءات بادخال باخرة ثانية موازية الى طرابلس. 

ومنذ ذلك الحين، انقلب اليمين على  الاشتراكيين في فرنسا، وأصبح أقوى رئيس حكومة في لبنان بعد اتّفاق الطائف الراحل رفيق الحريري الصديق الأوّل والأعزّ لرئيس رابع أو خامس أقوى دولة في العالم جاك شيراك.

وارتبطا بعلاقات شخصيّة وثيقة، معلنة ومستورة، ظلّلت العلاقات التاريخيّة بين لبنان وفرنسا وطبعت مرحلة جديدة غيّرت في جوهر وأسس وروابط هذه العلاقات التي نشأت وتأسّست بين موارنة لبنان وكاثوليك فرنسا.

فأحدث هذا الانقلاب خللاً بقيت تداعياته على لبنان حتى تاريخه.

أغدقت فرنسا – شيراك المساعدات - الديون للبنان كرمال عيون الحريري، وليس بناء على خطط اصلاحية وبرامج اقتصادية. وساهمت ورعت عقد المؤتمرات الدولية من أجل لبنان.

وتلاحقت لقاءات باريس الأولى والثانية والثالثة ومن ثم سيدر. وغرق لبنان أكثر فأكثر بمديونية هائلة أنزلته إلى هذا القعر من الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة المترديّة.

لا ينكر السياسي المخضرم الدور السوري الحاسم وقتها في اللعبة السياسية الداخلية وتركيب الحكومات "زيّ ما شاء"، وفرض هيمنته وسطوته وتغطيته المحسوبيات والفوضى والرشاوى والفساد والافساد وهدر المال العام والخاص والتعيينات.  لكن فرنسا لم تغب عن هذه المحاصصة التي اكتفت فيها بانتزاع بعض الشركات الفرنسية تلزيمات في مشاريع  البنى التحتية والماء والكهرباء وأخيراً في ملفّ النفط.

الدور السياسي الفرنسي المؤثّر كان غائباً أو مستغيباً.

سوريا – الأسد كانت محتكرة بامتياز، وصاحبة الالتزام الحصري للملفّ اللبناني ببركة ورضى أميركيين.

  وكما يقول خبير اقتصادي، تتعاطى الولايات المتحدة مع الطرف القادر على تسليمها المهمّة الموكلة إليه ( Who can deliver ). وبرعت سوريا بهذا الاختبار إلى  حين انتهاء دورها في لبنان عام 2005.

ويجدّد السياسي القول أين فرنسا في مسار هذه الأحداث؟

ولماذا تتنطّح اليوم بموقف يدغدغ المشاعر ليس إلا؟

ويدعم موقفه بالتذكير بالدور الالماني الوسيط والنشط والفاعل  والناجح بين حزب الله وقوات العدو الاسرائيلي والذي أفضى الى اطلاق رهائن وجثث محتجزة لدى الطرفين.

ويسأل منذ متى تقوم المانيا بأدوار سياسية وتفاوضية محورية في لبنان؟ أليس ذلك على حساب الدور الفرنسي المتراجع؟

قد تكون فرنسا ساهمت في بلورة اتفاق سياسي بعد عدوان تموز 2006 بواسطة وزير خارجيتها الرصين هيرفيه دو شاريت.  ولكن أين دورها في الاتفاق النفطي الذي أنجزه الاميركيون وأعطى الضوء الأخضر لبدء الحفر في لبنان، واكتفت فرنسا بحصة توتال فقط.

أين دور فرنسا في ترسيم الحدود البريّة والبحريّة وتوزيع البلوكات والخط الأزرق وخط هوف؟ 

كلّ هذه الملفات الحسّاسة في يد الديبلوماسيّة الاميركية.

  وأضاف السياسي المخضرم أن الكلام الفرنسي عن وصاية دولية للبنان غاب عنه أن مسؤولينا ليسوا رهبانا، وأنهم مستعدون لبَيْعنا للأميركان. هل نسي الفرنسيون فشل مبادرة رئيسهم الذي زار لبنان مرّتين في شهرين وجمع القادة اللبنانيين في قصر الصنوبر على طاولتين؟ 

ويلاحظ المراقبون اللبنانيون أن الاستعمار الجديد قابض على لبنان بيدٍ من حديد. واستغربوا "اغداق الوعود من قصور آل سعود"، حيث قالت سفيرتها "إنها للمملكة ستعود حتى لو رجعت من دون مولود."

ورفض المراقبون " التجربة بلبنان واللبنانيين"، فلبنان حقل اختبار للأميركان وليس للفرنسيين الذين تراجع دورهم التربوي والثقافي ايضا. واصبحت الانغلوسكسونية متقدمة على حساب الفرانكوفونية. 

ويسجل بعض الغلاة  أكبر فشل لحزب ماكرون في الانتخابات المحليّة، وعدم انتهاء خلافاته بعد مع أصحاب الجاكيتات الصفر  ( Jilets jaunes ). ويسألون في ما هو غير قادر على لملمة بيته الداخلي، فكيف سينجح بالملف اللبناني الملتهب وحارق الأخضر واليابس؟

  أما اللازمة المكرّرة عن الفساد وضرورة الاصلاح والتغيير، فيردّ المعنيون ببراغماتية ومن دون خشية أو مواربة" لا فساد إلا من جانبيْن، ونجاح الصفقة يتطلب اتّجاهين وشركتين وشريكين."


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :53171 الأحد ٢٤ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :50085 الأحد ٢٤ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :49470 الأحد ٢٤ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور