مثل المطران حنا رحمة البطريرك الراعي في قداس ذكرى شهداء القوات اللبنانية.
الأحد ٠٥ سبتمبر ٢٠٢١
القى المطران حنا رحمة ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عظة، في قداس شهداء المقاومة اللبنانية، أشار فيها الى أن "صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، كلفه ليكون في هذا الاحتفال السنوي الذي يعبق بالكثير من المعاني الوطنية والكنسية العميقة. فجاء محملا ببركته الأبوية، رافعا الصلاة والتضرع إلى الله على نية وطننا لبنان الذي يرزح في هذه الأيام الصعبة تحت أحماله المرهقة على كل المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والصحية والتربوية". وشدد على "أننا نرفع ذبيحتنا الإلهية بالاتحاد مع شهدائنا الأبطال الذين سقطوا على أرض الوطن دفاعا عن كرامته وسيادته وقضيته السامية، وبشكل أخص على نية شهداء القوات اللبنانية". وقال: "يضعنا إنجيل اليوم، إنجيل الفريسي والعشار (لو 9: 14 - 18) أمام نموذجين من البشر: النموذج الأول المتمثل بالفريسي، مرضه الانتفاخ وعمى البصيرة، لا ينظر إلى إعماق نفسه المتعفنة بالكبرياء وإدانة الآخرين، ولا إلى الله الكلي الرحمة والطيبة، بل يركز نظره على المظاهر الخارجية التي تؤهله أن يبرز في مجتمعه على أنه منزه عن كل عيب. أما النموذج الثاني، المتمثل بذاك العشار، المريض هو أيضا بدنس الخطيئة والفساد، إلا أنه، بحسب حكم الرب يسوع، العائد إلى بيته مبررا، محررا من أثقال فضائح ماضيه الملتوي، ومن أعباء خطاياه الفائتة، لأنه آمن برحمة الله وأبوته، ومن تلك الرحمة الإلهية استطاع أن يستل كنوز الحب والصفح والغفران، تاركا الرب يغسل حقارته وعفنه وفساده بدموع التوبة وأنوار الحقيقة التي تحرر". وتابع: "وفوق هذين النموذجين، يطل علينا الله، الطريق والحق والحياة، فاحص الكلى والقلوب (إر 17: 10)، ذاك الذي يرى ما يرى وما لا يرى (متى 6: 4)، ذاك الذي لا يخفى عليه شيء لأنه صانع كل شيء، ذاك الذي خلق الإنسان ولا يريد من خلقه هذا سوى قلبه: "يا بني، أعطني قلبك" (لا 23: 26)، هو ذاك الذي يغسل القلوب ويلينها مهما اتسخت وقست وتصلبت، ويقرب المسافات مهما أبعدها الإنسان، فالله خبير في قلب الإنسان لأنه الحب المطلق. أمام الله إذا، لا يمكن لأحد أن يخفي شيئا، فإذا استطاع الإنسان أن يغش أخيه الإنسان، وإذا سمح الفريسي لنفسه أن يدين العشار ويتعالى ويحكم عليه، وإذا تجرأ الأخ الأكبر أن يلغي أخيه الشاطر من قاموس حياته، وإذا تمكن قايين من قتل أخيه هابيل، إلا أن عين الله تعلو الجميع، والكلمة الأخيرة ليست للظلم والفساد والاستعلاء وإلغاء الآخر، بل هي لله وحده. ويبقى صوت الله صارخا في أذن وضمير كل "قايين": "ماذا فعلت يا قايين؟ صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض؟" (تك 4: 10)". وسأل رحمة: "أتساءل معكم: حتام سيظل قايين بيننا؟ حتام سيظل قاسيا متحجر القلب، متمسكا بشريعة الغاب، حاسبا نفسه كأنه الله في ذاته؟ حتام سيبقى سفر التكوين والوجود بحاجة إلى شهداء أمثال هابيل البار ليفدي مواطني الجنة؟ ألا تكفي دماء يسوع، آدم العهد الجديد، ابن الله المتجسد؟ ألا يكفي صليبه لافتداء الإنسان؟ ألا تكفي دماؤه لافتداء العشارين والخطأة والفريسيين أيضا؟ لم كل هذه القساوة على إنساننا المعاصر؟ لم كل هذا الظلم في حق المواطن اللبناني الذي يجوع ويعطش ويحرم ويقتل ويموت كل يوم ليفدي رئيسا من هنا ومسؤولا من هناك؟ لم لا يموت المسؤول في وطني فداء عن المواطنين، إن كان حقا يحب الوطن والمواطنين؟ لماذا صمت آذان بعض المسؤولين في وطني؟ ولماذا عميت بصائرهم؟ ألا يخافون الله؟ ألا يخافون الموت والدينونة ويوم الحساب؟ ألا تثير دموع أمهات الضحايا والشهداء شفقتهم؟ أليس لديهم أمهات؟ أتخدرت حواسهم وماتت ضمائرهم وبلي فيهم الحياء؟". وأكد "اننا نجتمع اليوم لنؤدي تحية الوفاء والتكريم في حضرة شهداء القوات اللبنانية، الذين أبوا أن يعيشوا هم ويموت الوطن، بل اختاروا الاستشهاد ليبقى الوطن، مستذكرا معهم شهداء الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وشهداء الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني، وشهداء فرق الإنقاذ والإطفاء، وجميع شهداء الوطن على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والحزبية، إذ أنهم باتوا ينتمون إلى وطن جديد، هو وطن السماء حيث لا تمييز ولا تحزب، لا غش ولا تفرقة، لا ذل ولا تمييز، لا تعال ولا استكبار، لا تنافس ولا متاريس، لا حرب ولا طغيان، لا جشع ولا جوع ولا ألم، ولا مكان لمنطق الغاب والعنف والتسلط وإلغاء الآخر". ولفت الى أن "في وطن السماء يسود منطق الحب، ويفرض منطق الأخوة والوحدة، لا بقوة السلاح والمال والترهيب بل بقوة المحبة التي لا تزول". مضيفا: "هناك يتنعم شهداؤنا الأبرار في حضرة الله الكلي القدرة والقوة والمجد، هناك يسكن حراس القضية والوطن والإنسان، هناك ينعم فقط من كان للوطن والإنسان مخلصا وأمينا. والله الإبن، الذي بذل نفسه بإرادته وحريته المطلقتين في سبيل خلاصنا وافتدائنا، هو العليم بما كان في قلوب شهدائنا من رغبة صافية في افتداء الوطن والمواطنين، وهو الكفيل بمكافأة الشهداء وتكليلهم بتاج البطولة والعنفوان لأنه خبير بالحب وعطاء الذات حبا بالآخرين، فهو من أسس مدرسة الاستشهاد والفداء، وهو من أطلق شعارها القائل: " ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه" (يو 13: 15) فكان أول من نادى به وطبقه بالقول والفعل والحياة". وتوجه للشهداء الابطال وذويهم بالقول: "أنطمئنهم على الوطن- القضية قائلين: "إفرحوا وتهللوا في عليائكم لأن كل شيء على ما يرام"؟ يا ليت الحقيقة كذلك! في قرارة نفسي قناعة أن الوطن المكرس وقفا للرب هو وطن لا يموت، وأن الوطن الذي يكرم مريم العذراء أرزة الوطن والكنيسة هو وطن أبدي لمن يحبون الوطن، وأن الوطن الذي يقدم للعالم أبطالا في القداسة أمثال شربل ورفقا ونعمة الله ويعقوب وإسطفان هو وطن أبدي في وجوده ورسالته، ولو كثر فيه الفريسيون والفاسدون. نعم، إن وطن تلاميذ مار مارون الشهداء الذين سفكت دماؤهم على ضفاف نهر العاصي هو وطن لم يولد بالصدفة بل بالشهادة والاستشهاد، وإن الوطن الذي لم تبخل كنيسته في تقديم بطاركة وأساقفة وكهنة ورهبان وراهبات ومؤمنين ومؤمنات وقواتيين وقواتيات شهادة لإخلاصها وعشقها له هو وطن لن تقوى عليه أبواب الجحيم. وإن حبة الحنطة متى وقعت في التراب وماتت، أنبتت ثمرا، بعض مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين (متى 13: 8). نعم يا أحبائي، يا أمهات الشهداء وآباءهم، نعم يا انسباءهم ورفاقهم والأصدقاء، إن الوطن الذي حلم فيه الشهداء هو الباقي، أما الفاسدون من الزعماء والمسؤولين، وحتى من المواطنين العاديين أصحاب بعض المصالح والتجار والمحتكرين، أولئك الذين عبثوا في رسالة الوطن وأهملوا حلم الشهداء، فإلى مزبلة التاريخ وجهنم". ولوالدة الشهيد قال: "صلي، صلي معي ولا تملي، فكما لطالما صليت على نية توبة المجرم الذي حرمك رؤية ابنك وتقبيل جبينه، كذلك اليوم تابعي صلاتك على نية توبة الفاسدين في وطننا، عساهم بتوبتهم يوفرون علينا وعلى شهدائنا مزيدا من الاستشهاد. أستحلفك بدماء شهيدك الغالي أن تصلي بإصرار مع قديسي لبنان وقديساته على نية الطغاة في وطن الشهداء عساهم يشبعون فيتوقفون عن استنزاف ما تبقى من الوطن". ومتوجها لآباء الشهداء وشقيقاتهم وأشقائهم وزوجاتهم وأبنائهم وذوي المفقودين، شدد على انه "لكل كفر وظلم وطغيان نهاية، فلا تسمحوا للظالمين أن ينزعوا ما زرع الله فيكم من رجاء في وطن الشهداء، فكرمى لذخائر شهدائنا، أصمدوا، قاوموا فأنوار الفجر ستلوح لا محالة، وحلمنا في أن ينهض وطننا ويتحرر من أيدي الزعماء الفريسيين سيتحقق عاجلا أم آجلا، فمهما اشتد ظلام الليل، فإن الشمس طالعة لا مفر". وأكد لرفاق الشهداء، والمواطنين الأحرار انهم "الشهداء الأحياء في وطن الجهاد الدائم، ومعا سيتم بناء ما تهدم، معا سنكون ثورة رجاء في وطن اعتاد على الألم وأبى أن يفقد الكرامة مهما ثقلت الأحمال وكبرت التحديات"، مشددا على "اننا معا، وبنعمة الله، وبعنادنا المقدس وتكاتفنا ووحدتنا، سنعيد لبيروت ومرفئها وإنسانها الرجاء والجمال، وسنطالب بإحقاق عدالة الأرض وعدالة السماء حتى آخر رمق من حياتنا، حينئذ يفرح شهداء بيروت- الوطن في عليائهم ويكشف الفريسي الماكر الخائن في وطاوته، وينزل المتكبرون عن العروش". وأوضح أنه "عندما يتحدث عن شهداء العاصمة إنما تتبادر إلى ذهنه لوائح لا تنتهي من الشهداء في التليل وبعلبك وطرابلس وصور وصيدا وغيرها من المدن والبلدات اللبنانية، فشوارعنا وساحاتنا وبيوتنا وعيالنا مليئة بالشهداء، فالمواطن اللبناني يقتل كل يوم على أيدي العميان الأنانيين من المسؤولين الظالمين: في محطات الوقود يذل، وأمام أفران الخبز يهان، وفي صالات المصارف تنهب أمواله، وفي طوابير الصيدليات يشحذ الدواء، وأمام المستشفيات ينتظر ساعة الأجل، فقط لأن جيوب بعض المسؤولين لا تزال تتسع لمزيد من مال الفقراء، ولأن تجويع الناس بات وسيلة مبرمجة فعالة يستخدمها بعض المسؤولين الفريسيين للتحكم بالناس بهدف تمديد ولاية سلطتهم وتعزيز فسادهم". وجدد المطران رحمة التأكيد أن "الامل يبقى بثورة شعبية إنتخابية لا خلاص للبنان بدونها، ولا مجال لإصلاح الوطن من فساد الفريسيين الذين يحكمونه بدونها"، معتبرا ان "يسوع المسيح الثائر الكبير على جهالات الفريسيين، يبقى المثال الابدي في عدم الخنوع ورفض الظلم والاستبداد ومحاربة الفساد، كل ابتداء من نفسه". وشدد على ان "الرهان في هذه الأيام الصعبة لا يقوم إلا على الله وعلى المؤمنين به والمتشبهين فيه، وعلى ثورة إنتخابية تقتلع الفاسد من جذوره وتعطي السلطة لأناس كفوئين نظيفي الكف لا يساومون على كرامة المواطنين ولا على سيادة الوطن وعلى ثورة شعبية لا ينتهي دورها مع انتهاء المعركة الإنتخابية النيابية، بل ثورة ناشطة، لا تنعس لا تنام، تتابع العمل مع السلطة العتيدة لتحرر القضاء وتطلق العنان للعدالة الأرضية وتشرع أبواب السجون لمن لا يزال مصرا على إعدام اللبنانيين ونحر لبنان الرسالة، وطن الإنسان الحر، وحلم الشهداء الأبطال، وقضية القديسين. من هنا ركز على ان الرهان على ثورة إنتخابية تعطي الأمل لشبيبة لبنان الواعدة والمبدعة في أن يجدوا مكانا لهم في وطنهم، فيتاجروا فيه بوزناتهم فلا يضطروا على الإنسلاخ عنه وفي ذلك استشهاد يومي، لبنان السياحة والبيئة والزراعة والصناعة والتجارة والتربية ليس وطنا فقيرا أو قاصرا، بل وطنا غنيا نهبه بعض الخونة والمجرمين، لذلك يقوم الرهان على ثورة إنتخابية توصل أصحاب الضمير والأخلاق إلى السلطة، توصل رجالات تليق بلبنان الثقافة والتاريخ والرسالة والإنفتاح، ثورة تغير الذهنيات وتجعل من لبنان-التعددية وطنا يعيش تحت سمائه الإنسان مسالما متآخيا مع أخيه المواطن بغض النظر عن انتمائه المذهبي والطائفي والحزبي والسياسي. وختم بالتشديد على ان الرهان على ثورة إنتخابية يشارك فيها المقيمون والمنتشرون في العالم، تجعل العلم اللبناني عاليا ولا يعلى عليه، وتجعل الأرزة في وسطه أكثر شموخا طالما أن تحت أغصانها يجتمع الجميع بسلام وكرامة ومحبة".
لوّح المسؤول الايراني الرفيع المستوى علي لاريجاني بانتصار حزب الله في الحرب الدائرة حاليا بينه وبين اسرائيل.
تمرّ ذكرى الاستقلال كذكرى ماضية في الوطن المنكوب.
سجّل الموفد الأميركي أموس هوكستين مفاجأة في جولته اللبنانية بلقائه الرئيس ميشال عون وسمير جعجع.
نشرت وكالة رويترز تحقيقا بعنوان "وسط محادثات الهدنة.. الجيش اللبناني محاصر بين أزمات السياسة والتمويل".
لا تزال زيارات القيادات الإيرانية الى لبنان تزامناً مع مداولات وقف اطلاق النار تثير التساؤلات.
التقط المصوّر اللبناني نبيل اسماعيل ابتسامات معبّرة للسيد لاريجاني في بيروت.
تواصل اسرائيل حربها ضدّ حزب الله رافعة شروطاً قاسية لوقف اطلاق النار.
ذكرت صيفة Detroit free press أنّ الرئيس دونال ترامب وقّع بياناً تعهد فيه احلال السلام في الشرق الأوسط.
يواكب اللبنانيون حركة فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية بحذر تزامنا مع غياب المبادرات الوطنية للخروج من "نكبة" الحرب.
أكد المرجعية الشيعية العالمية في النجف الأشرف السيد علي السيستاني على أحادية السلاح للدولة العراقية.