Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


لبنان الكبير الدولة المنهارة والكيان المُستجد

تذكّر اللبنانيون اليوم محطة اعلان لبنان الكبير وتساءلوا هل لا يزال موجودا؟

الجمعة ٠١ سبتمبر ٢٠٢٣

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

أنطوان سلامه- أكثر من مئة عام مرّت على تأسيس لبنان الكبير، وهي مدة قصيرة قياسا بعمر عدد من الدول على الخريطة.

وفي عرض للتاريخ، نلاحظ أنّ الحدود الجغرافية لم تثبت في دول عدة، فهي تقلصت عن أمبراطوريات ، أو تمددت كما الحال في لبنان الذي انتقل من الامارتين الى القائمقاميتين الى المتصرفية.

لم يكن جبل لبنان الذي هو الأساس مساحة نقية الانتماء الطائفي، بل اتسع لتعدد طائفي ومذهبي، وحين تمدّد الى أقضية الأطراف تعزّز التنوع فيه.

الفرنسيون الذين أطلقوا لبنان الكبير ركزوا أبنيته السياسية والإدارية والاقتصادية وحتى الإنمائية على مركزية بيروت كعاصمة.

يمكن الاستنتاج أنّ لبنان الكبير سقط العام ١٩٧٥ حين احترقت العاصمة فلم تعد أسواق بيروت مركزا لاستقطاب.

فقدت بيروت دورها المحلي والإقليمي، فضاع دور لبنان.

يقود هذا الكلام، الى أن ترميم بيروت لم ينجح بعد الطائف، بقيت اللامركزية واللاحصرية عصب حياة اللبنانيين في مناطقهم التي تقوقعوا فيها خلال الحرب.

وإذا كانت " الإدارات الذاتية" في المناطق المسيحية والدرزية اختفت ظاهرا في عهد الطائف، فإن الإدارة الذاتية نمت في المناطق الشيعية بشكل منظّم حتى أصبحت هذا الإدارة كيانا له "عسكره" الذي يُشرف على أكثر من نصف الحدود مع سوريا، ويسيطر على الحدود مع إسرائيل، ويتمدّد نفوذه على كثير من الشواطئ، والمرافق البحرية والجوية،ولا يبدو أنّ الدولة التي بنت هذا "الكيان" أي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في وارد أن تخسر استثماراتها في  تأسيس هذا الكيان الذي يرتكز على أساس مذهبي.

في هذه النقطة بالذات، يدور لبنان في الدوامة، ويتفكك، مع تحوّل دولته الأصلية  الى "تصريف أعمال" أو "إجراء المعاملات"، في حين أنّ القوة هي في الكيان الآخر.

وهذا الكيان الذي لم يعد في الإمكان كسره، أو التنازل عنه، تحوّل الى نموذج يُحتذى للطوائف الأخرى التي تنتظر دولة خارجية تموّل قيام"دويلاتها" أو كياناتها، على غرار علاقة " الكيان الشيعي" أو كيان حزب الله، مع ايران.

حتى التيار الوطني الحر الذي بنى زعيمه الرئيس ميشال عون نجوميته على وهج مطالبته بالدولة المركزية القوية، مالت نخبته وجمهوره الى "اللامركزية الموسعة" كعبارة تلطّف عبارات الفدراليات.

في الواقع، نجح  الثنائي الشيعي في أربعين سنة تقريبا، في بناء كيانه الخاص، توازيا مع تثبيت سطوته في الجمهورية التي تجمع الطوائف الأخرى التي فشلت في بناء كياناتها، وفشلت أيضا في بناء الجمهورية المتماسكة.

لذلك، لا يمكن الحديث عن إعادة الاعتبار لدولة لبنان الكبير الا بإرادة الثنائي الشيعي في وقت تنهار الطوائف الأخرى وتتشتت قواها، وخارج قرار " الثنائي" في الخيار لا عودة الى لبنان الكبير الذي كان ضحية الصراعات الاقليمية، والأطماع الطائفية، ولا يبدو أنّ العودة الى هذا اللبنان مطروحة حاليا.

 


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :53454 الإثنين ٠٢ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :50378 الإثنين ٠٢ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :49753 الإثنين ٠٢ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور