Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


إسرائيل – ايران: نيو حرب عالمية من النظريات الى التطبيق

 تواصل إسرائيل غزو قطاع غزة جوا تزامنا مع حذر من النزول الي الميدان في وقت بدأت المواجهة الديبلوماسية بين المحورين الإسرائيلي الأميركي البريطاني وبين المحور الإيراني.

الجمعة ١٣ أكتوبر ٢٠٢٣

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

المحرر السياسي- اتخذت تداعيات عملية " الطوفان الأقصى" مدى أوسع من مواجهة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة حماس والفصائل الفسطينية التي تدعمها.

نجحت الديبلوماسية الإسرائيلية بسرعة في تشكيل محور دولي قوامه الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية التي انخرطت في الجبهة تحت  العنوان الذي وضعه بنيامين نتنياهو لحرب جيشه وهو اقتلاع حماس من غزة والمنطقة باعتباره الوجه الآخر لداعش.

وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن زار إسرائيل لينفّذ مضمون الخطاب الاستثنائي الذي ألقاه الرئيس جو بايدن والذي شكل قاعدة التحرك الأميركي في سياق الاستراتيجية الأميركية في مرحلة ما بعد هجمات ١١ أيلول.

وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن سيشارك القيادة العسكرية الإسرائيلية  في التخطيط العسكري على جبهة غزة بعدما وصلت الى البحر الأقرب الى إسرائيل حاملة الطائرات الاميركية  الضخمة وأسراب اف ٣٥ واي ١٠  إضافة الى ذخائر للقبة الحديد والصواريخ الدقيقة.

الأهم في ما يتسرّب من مواقف قيادات البنتاغون استنفار جنود أميركيين لمساعدة الجيش الإسرائيلي في معالجة أزمة الرهائن التي تشكل نقطة ضعف كبيرة في الأداء الإسرائيلي.

السؤال في المحور الإسرائيلي يتفرّع الى شقين : كيف يمكن الإفراج عن أكثر من مئتي " رهينة"، وكيف يمكن تفكيك البنية التحتية لحماس من دون هجوم بري مكلف.

في المقابل، تحركت الديبلوماسية الإيرانية لدعم حليفها أو حلفائها  في الجبهة الأمامية الممتدة من غزة الى الناقورة مرورا بالجولان في امتداداته العراقية، فوصل وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الى "هلاله" في المنطقة انطلاقا من بيروت التي استقبله لبنان، كالعادة، بفريق من الشخصيات الشيعية، من رئاسة مجلس النواب الى عدد من نواب " الثنائي"، إضافة الى ممثلي حماس في لبنان أحمد عبد الهادي  والجهاد الإسلامي احسان عطايا ، في خطوة معبّرة خصوصا أنّها ترافقت مع كلمة باسم الرئيس بري هاجم  فيها النائب أيوب حميّد  محور الشر متجسّدا بالادارتين الأميركية والأوروبية ، وأشاد بمحور الخير الذي تمثله ايران،وهذا ما أثنى عليه ممثل حماس .

أما الوزير عبد اللهيان فاختصر موقف محوره بالقول "إن استمرار جرائم الحرب  ضد فلسطين وغزة سيلقى ردا من قبل  باقي المحاور" وحمّل إسرائيل وداعميها مسؤولية التداعيات. والأهم في ما قاله الوزير الإيراني أنّه طرح احتمال فتح الجبهات الثانية.

بالتأكيد تقيس الديبلوماسية الإيرانية قوة المحور الإسرائيلي وتدرك مكامن قوته وضعفه،لذلك تحاول فتح ثغرة لخرقه من خلال ما تسعى اليه ايران من تشكيل موقف إسلامي موحّد لا تغيب عنه المملكة العربية السعودية.

إذاً، فرزت عملية " طوفان الأقصى" العالم الي محورين يذكران بمحاور الحروب الكونية السابقة، فهل هذا هو الواقع الآن؟

وماذا عن الانتقال من النظريات الديبلوماسية والسياسية الى التطبيق على الجبهات؟

في الجبهة الإسرائيلية، من الواضح أنّ الجيش الإسرائيلي المدعوم بقوة أميركيا وبريطانيا، يستلهم حروبا سابقة في مواجهة الحركات الإسلامية، من الشيشان الى مدن سوريا، ولا يغيب عن بال القادة هناك الأداء الروسي في هذا المجال، أيّ استعمال قوة النيران الجوية في تحويل المدن الى أرض محروقة بعد تفريغها من سكانها بقوة النار والحصار، وبدأت دعوات تصدر  من إسرائيل الى سكان غزة بالنزوح على غرار التجربة السورية.

تستند الأصوات الإسرائيلية على الوسيلة الناجحة التي اعتمدها النظام السوري وحليفه الروسي في سحق " المعارضة السورية المسلحة" بطابعها الإسلامي- السني- الجهادي- التكفيري.

ويبدو الجيش الإسرائيلي على مفترق في خياراته، فإما يجتاح برا أو يعتمد الاستراتيجية السورية الروسية ، وهذا لا يمكن أن يستمر، فالهدم الممنهج الذي اعتمده الجيشان السوري والروسي تمّ بعيدا عن وسائل الاعلام في حين أنّ حرب غزة مكشوفة إعلاميا بكل جرائمها الوحشية، وهذا ما يُمكن أن يقلب اتجاهات الرأي العام الدولي، فهل ينجح وزير الخارجية الأميركية في جولته الخليجية من تخفيف حدة محطتي العربية السعودية والجزيرة القطرية في التغطية الميدانية؟

فلسطينيا: بعدما سجلت حركة حماس سابقة تاريخية في تعرية الجيش الإسرائيلي، وبعد الحرب الالغائية ضدّها، توحّد الرأي العام الفلسطيني وحتى العربي حولها، وهذه قوتها في المعركة في ظل الخسائر المادية والبشرية التي تدفعها غزة نتيجة عمليتها " طوفان الأقصى" .

تملك حماس وحلفاؤها قوة عسكرية يُقال انّ عديدها يتخطى الثلاثين ألفا سيواجهون الجيش الإسرائيلي باحترافية قتالية وبمعنويات مشحونة بالقيم الاستشهادية وتراكمات وجدانية من تجربتي النكبة والنكسة.

يبقى أنّ نقاط ضعفها متعددة، من غياب الوحدة الفلسطينية، وعزلها دوليا على طريقة أنّها الوجه الآخر لداعش، وصولا الى قرار قيادات " النادي الدولي" في الغائها.

إيرانيا: تتجه الأنظار الى حزب الله اللبناني المحاصر بالبوارج الأميركية والبريطانية في شرق البحر الأبيض المتوسط، وبهاجس ذكريات دمار حرب تموز، وبهشاشة الوضع اللبناني ككل باعتباره البيئة الحاضنة. فهل يفتح الحزب الجبهة الثانية التي ستضعف اذا لم ترتبط بفتح جبهة الجولان.

هذا السؤال لا يعرف أحد جوابه، لأنه يرتبط بحسابات إيرانية ، وتقدير القدرة الميدانية لفتح جبهة واسعة يبدو فيها الجيش السوري منهكا، وتحتاج الميلشيات العراقية الى تدريبات من نوع آخر...

تتزايد الضغوط عل« حزب الله ، خصوصا أنّ أصواتا غربية بدأت تقول:" بعد الانتهاء من ملف حماس لا بدّ من طرح سلاح حزب الله" على الطاولة، وتستطرد هذه الأصوات  بأنّ الغاء الخطر الجنوبي على إسرائيل لا يعني بقاء الخطر الشمالي قويا.

 القرار الإيراني صعب جدا ، لكنّ العقل الإيراني مبتكر، وهو يملك أرشيفا كاملا من الحروب غير المباشرة، ومثاله الرئيس حافظ الأسد حين أخرجته الآلة العسكرية من لبنان فعاد اليه أقوى على ظلال جثث القوة  المتعددة الجنسية، وخطف الرهائن، واغتيال بشير الجميل، وتهجير المسيحيين من الجبل وشرق صيدا، وخروج ياسر عرفات من بيروت وإمساكه فيما بعد بورقة المقاومة الإسلامية في لبنان.

كما أنّ المعارك الجانبية في العراق ضدّ الجيش الأميركي طريقة بعيدة المدى لتثبيت  المحور الايراني في الإقليم من غزة الى لبنان مرورا بالعراق وسوريا من دون إسقاط اليمن.

فهل هذا ممكن ؟

وماذا عن صمود الجبهة الاسرائيلية الاميركية البريطانية التي تمتلك مراكز قوى في الاقليم ربما تنتظر الساعة المؤاتية لتحجيم ايران؟

ويبقى السؤال الأهم ، هل تقدر اسرائيل على الغاء حماس؟

الانتظار واجب.    


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :45978 السبت ٢٧ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :42856 السبت ٢٧ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :42411 السبت ٢٧ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور