Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


هل يتجدّد ميلاد وطن في زمن التطرّف الدينيّ ؟

 اندفع اللبنانيون الى الاحتفال بعيد الميلاد بعد اعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.

الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

 أنطوان سلامه- سينضمّ العام ٢٠٢٤ الى سنوات مفاصل في تاريخ الإقليم، من سايكس بيكو الى وعد بلفور وصولا الى انهيار السلطنة العثمانية ونشوء الأوطان العربية في الهلال الخصيب تمددا الى سنوات النكبة والنكسة.

ليس عاديا أن ينهار نظام الأسد في سوريا فيُرفع في أرجائها علمٌ جديد على سرايات دولة مجهولة الدستور والقانون والأبعاد.

وليس عاديّا أن تغتال إسرائيل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من دون أن يكون للحزب ردّ فعل بحجم تصفية قائده التاريخيّ.

تمّت ولادتان جديدتان في سوريا ولبنان من رحم المأساة والخراب وحتى الآن لم تتضح هوية المولودين، أو إذا تمّت الولادة فعلا أو أنّه المخاض في الأوجاع بنوبات متتالية.

يحتفل المسيحيون في سوريا بالميلاد بقلق كبير، يظهر القلق بين نارين، رماد نظام متوحّش انهار، وجمر نظام يتوّهج في التكوّن تحت راية إسلامية لا يمكن القفز فوق ظلالها الممتدة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى إمارات الخليج وصولا الى تركيا المتأرجحة بين "أتاتوركية" صورية وإسلام سياسي يحكم.

إنّه ميلاد "العصبيات الدينية" أو " الديكور الديني" كما يسميّه الدكتور جورج قرم يتصدّر المشهد الإقليمي ويغلّف زواياه.

ومهما قيل عن لبنان فإنّه بات بين شاقوفين، تحدّه من جهة إسرائيل بطقم سياسيّ متديّن في تطرف همجيّ، وبين دولة سورية تنشأ على حدوده في تحولات عميقة في نظامها الذي لا بدّ أن يكون " اسلاميّ الطابع" طالما أن دستور البعث، بحد ذاته، لم يتخطى هذه "الإسلامية" بفرض الهوية الإسلامية على أيّ رئيس للجمهورية العربية السورية، فكيف إذا كان من سيدير صياغة الدستور الجديد هي الهيئة المنبثقة عن "قاعدة" أسامة بن لادن.

لا يتوهّم هذا العرض بقدر ما يشير الى أنّ "الإسلام السياسي" التاريخي المنحى منذ ابن تيمية والوهابية، الى الأخوان المسلمين، من حسن البنّا الميّال الى الإرشاد الاجتماعيّ، الى السيد قطب مؤسس الخط التكفيري الحديث، هو واقع تاريخيّ، وحقيقة اجتماعية منذ الفتوحات الإسلامية الأولى لبلاد الشام الى قيام الخلافة الإسلامية في السلطنة العثمانية.

في ميلاد هذه السنة، يسترجع المسيحيون الشرقيون كلّ الهواجس التاريخية في ظل انكماش ديمغرافيّ، في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق، بما يشيّ أنّهم مجموعة مهددة بالانقراض نتيجة قيام إسرائيل في مقابل صعود الإسلام السياسي في المشهد الفلسطيني، انتقالا الى حكمين بعثيين في سوريا والعراق، موهتهما السنية السياسية في بغداد والعلوية السياسية في دمشق، بحيث ثبت أنّ الشرق لا يمكن أن يُحكم الا بخلفيات طائفية.

وإذا كان مسيحيو سوريا يعيشون الميلاد بقلق كبير، فإنّ مسيحيي لبنان لا يزالون في دائرة الأمل بأن يستعيدوا دورهم في ولادة وطن هو مشروعهم في الأساس، وقد أثبتوا مقارنة بحكم الأقلية السنية في العراق والأقلية العلوية في سوريا أنّهم حكموا لبنان كأقلية بين أقليات فأعطوها الحرية كنعمة مهددة بالزوال...

فهل يقرأ المسيحيون جيدا تجربة المجموعات المسيحية في الجوار فيبتكرون " ميلادا" جديداً لما أطلقوا عليه اسم "الفكرة اللبنانية" أي الوطن اللبناني الكبير، كملجأ لكل من يطلب الحرية في هذا الشرق التعيس.

هل يتفق المسيحيون على ميلاد جديد لدولة يحكمها  دستور يحفظ كرامة المجموعات كلّها ويترك هامشا لمدنية حضارية عصرية فيعود لبنان منصة الحريات في إقليم يغرق في برك الدم بين أصوليات دينية تتشابه في العنف ولو ارتدت مشالح متنوعة.

من دون مشروع مسيحيّ اسلاميّ لميثاق جديد ... لا ميلاد في لبنان برغم الزينة البرّاقة.

 


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :54237 الجمعة ٢٧ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :51175 الجمعة ٢٧ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :50528 الجمعة ٢٧ / يناير / ٢٠٢٤