Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


سلام في دبي: نريد لبنان متحرراً من ثنائية السلاح

أكد رئيس الحكومة نواف سلام، من قمة الإعلام العربي في دبي، أن "الإعلام لم يعد مرآة بل صار مصنعاً للسلم وللفتنة أحيانا ونحن بحاجة الى اعلام يضع الحقيقة فوق كل اعتبار".

الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠٢٥

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

اعتبر  رئيس الحكومة نواف سلام، من قمة الإعلام العربي في دبي "أننا ملتزمون بالقرار 1701 ولا ينسى لبنان وقفات الخليج العربي إلى جانبه وخصوصاً الإمارات".

وقال "آتيكم من لبنان الذي ينهض من ركام أزماته وقد قرر ان يستعيد دولته وكلمته ومشروعنا يقوم على تلازم الاصلاح والسيادة التي تستوجب حصرية السلاح والتحرّر من ثنائيّة السلاح التي كانت تؤدي الى ثنائية القرار"، لافتًا الى "أننا اليوم بعدما عاد لبنان الى العرب فهو مشتاق الى عودة اشقائه العرب اليه عودة فاعلة قائمة على الشراكة والتكامل".

سلام في دبي:

 قال سلام في كلمة ألقاها في القمة الإعلامية - دبي:

"أحيّيكم باسم بيروت، المدينة التي كانت ولا تزال منارةً للكلمة، وملتقى للحريات، وصوتاً عربياً عاليا في وجه العتمة والانغلاق. أحيّيكم باسم لبنان، هذا البلد الصغير بجغرافيّته، العميق بجراحه، الغني بإرثه الثقافي والإنساني، والمصمم - رغم كل العواصف - على استعادة مكانته في قلب العالم العربي وعلى خارطة المستقبل. أتوجّه أولا بالشكر الى دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وحكومةً وشعباً، على احتضانها هذه القمة، وعلى ما تبذله من جهد صادق في ترسيخ العمل العربي المشترك".

أضاف: "نجتمع اليوم في زمن استثنائي. زمن لم يعد فيه الإعلام مجرد ناقل للواقع، بل صار قوة تصنعه. لم يعد الإعلام فقط مرآة، بل صار مصنعاً للرأي العام، وللسلم - وللأسف- كما للفتنة.  لذا، مع احترامنا الكامل للحريات وتأكيد أهمية حمايتها، نحن بحاجة الى اعلام يضع الحقيقة فوق كل اعتبار، أي الى اعلام مسؤول، اعلام لا ينجر خلف الشائعات ولا يسخّر للتحريض والتزوير.

 أتحدث إليكم اليوم من خلفية رجل قانون، تعلّم أن الحقيقة لا تُبنى على الظنون، وأن المسار نحو العدالة يبدأ بالتجرّد عن الأهواء وعن اية مصالح شخصية، وبتقديس للوقائع والأدلّة. وهذه هي المهمة النبيلة التي يتقاسمها رجال القانون والصحافة معاً: مهمة البحث عن الحقيقة في زمن تكثر فيه الفوضى كما يكثر التضليل. فالباحث عن الحقيقة في القضاء والباحث عنها في الإعلام يواجه معاناة كبرى، ذلك ان البحث عن الحقيقة يحتاج الى البعد عن الانحياز العائلي او الطائفي او الديني، وكذلك البعد عن هيمنة مذهب ما، فئة ما او أيديولوجية حزب ما.

وجاء التطور التكنولوجي الذي أحدث ثورة في وسائل الإتصال ليجعل من العالم كله قرية الكترونية واحدة مربوطة باستمرار بشاشة كومبيوتر او موبايل. أصبح النفاذ الى بيوتنا وعقولنا ونفوسنا مباحا بل مستباحا بلا قيد او شرط.

 أصبح هذا الاختراق يأتي الينا من مصادر مجهولة بمعلومات مختلفة يصعب تعقّب من نشرها او دسها ولا يمكن التأثير على تفاعلاتها".

تابع: "يكفي ان نتوقف امام بعض الإحصاءات لندرك حجم المسألة التي تواجهنا اليوم:   أكثر من 75 % من سكان العالم يمتلكون جهازا محمولا او أكثر، أكثر من 67 % من سكان العالم يرتبطون بشبكة الانترنت.  ولعل الإحصاء الأكثر اثارة للقلق هو ان 58 % من الناس يحصلون على الاخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي واكثرها مصادر لا يمكن تحديد مَن وراءها. كل يوم، كل صباح، كل مساء نسمع ونقرأ ونشاهد من يدعي كذبا بلقاءات لم تتم، وخلافات لم تحدث، وصفقات لم تعقد، وتصريحات لم تطلق، ومحادثات لم تحصل. فلو أراد المسؤول ان يرد على كل الأكاذيب، لأمضى معظم وقته في ذلك. وهنا مكمن الخطر: ان تصبح الكلمة أداة تشويش لا معرفة، وسلاحاً بيد من يسعى للإيذاء لا للبناء.

في هذا السياق، لم يعد الإعلام شأناً محصوراً بالمهنيين فقط، بل أصبح ساحة صراع بين من يسعى لقول الحقيقة ومن يسعى لإخفائها او تحويرها. لذلك، فإن هذه القمة ليست مجرد محطة إعلامية، بل هي حدث استراتيجي في الدفاع عن الكلمة والحقيقة".

وقال: "لبنان ينهض اليوم من ركام أزماته. بلدنا الذي انهكته الانقسامات والحروب والوصايات، قرر أن يستعيد نفسه، ان يستعيد كلمته، أن يستعيد دولته.  مشروعنا يقوم على تلازم الإصلاح والسيادة التي تستوجب حصرية السلاح، اي ان نتحرّر من ثنائية السلاح التي كانت تؤدي الى ثنائية القرار وضياع مشروع الدولة الوطنية.  ورؤيتنا للبنان ليست خيالا، بل مشروعا واقعيا: دولة قانون ومؤسسات لا دولة محاصصة وزبائنية. دولة سيادة لا ارتهان. دولة قرار لا ساحة صراعات. إننا نريد لبنان الذي يمتلك قراره في السلم والحرب.  نريد لبنان متجذرا في هويته وانتمائه العربيين، المنفتح على العالم القادر أن يكون جسر تواصل بين الشرق والغرب".

أضاف: "اليوم بعدما عاد لبنان الى العرب، فهو مشتاق الى عودة اشقائه العرب اليه، عودة فاعلة قائمة على الشراكة والتكامل. لكن دعوني اذكر هنا اننا فيما نعمل على تنفيذ كامل لقرار مجلس الامن 1701، ونلتزم وقف الاعمال العدائية، لا نزال نواجه احتلالا لأراضينا وخروقا إسرائيلية يومية لسيادتنا.   

ولا ينسى لبنان لفتات الاشقاء في الخليج العربي واشير شاكرا الى قرارات الدعم من دولة الامارات العربية المتحدة ورئيسها الشيخ محمد بن زايد الذي وعد ووفى، وسمح بعودة زيارة الاخوة الاماراتيين لبلدهم الثاني لبنان.  كما لا ننسى ان نحو 190 ألف لبناني يعيشون ويعملون بكل تفان وإخلاص في بلدهم الثاني، الامارات، وينعمون فيها بالأمن والأمان وجودة الحياة".

تابع: "بالعودة الى الاعلام، فان المعركة التي نخوضها اليوم في لبنان ليست فقط معركة اقتصادية أو سياسية، بل هي معركة وعي، معركة كلمة. وبهذا المعنى، فان الإعلام ليس ترفاً في مسيرتنا نحو الإصلاح والنهوض، بل شرط من شروطه الأساسية. نحن نريده شريكاً في ترميم الثقة وفي صياغة مستقبل جديد لبلدنا. لا نطلب من الإعلام أن يكون موالياً، بل أن يكون مهنياً، نزيهاً، ملتزماً الحقيقة. نريده أن يكون فضاء للمشاركة، للفهم، للتفاهم - كما أراد الفلاسفة الأوائل حين عرّفوا عملية التواصل بأنها مشاركة في المعنى".

ختم:" أيها الحضور الكريم،  نحن أمام مفترق طرق تاريخي في المنطقة، لحظة إقليمية دقيقة تستدعي خطاباً إعلامياً جديداً يواجه محاولات التهميش والتفكيك، ويعيد إنتاج الأمل.  نريد إعلاماً عربياً حديثا، حيّا ومتنوعا، يصنع المستقبل ولا يجتر الماضي. يفتح النوافذ لا يسدّها. يحمي الحرية لا يسيء استخدامها. أقف بينكم اليوم لا كرئيس حكومة فقط، بل كمواطن لبناني عاش الألم والأمل، ويؤمن أن الكلمة، حين تكون صادقة، يمكن أن تكون جسراً نحو مجتمعات أكثر إنسانية وتماسكا.

من دبي - مدينة الرؤية والطموح كما أرادها رئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد -أطلق معكم نداءً إلى كل إعلامي حر: كونوا حرّاس الحقيقة. كونوا صانعي الوعي. كونوا حلفاء النهوض. ولبنان، من على هذا المنبر، يقول نحن عائدون، عائدون إلى دولتنا، عائدون إلى عروبتنا، عائدون إلى المستقبل".

الازهر: 

استقبل الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الرئيس سلام، في مقر إقامة فضيلته في دبي، وذلك بحضور أ. د. نظير عياد، مفتي الديار المصرية. 

وأكد الإمام الأكبر عمق العلاقات التاريخية والمتينة التي تربط الأزهر بالشعب اللبناني، واستعداد الأزهر لتقديم كل أوجه الدعم للشعب اللبناني، من تدريب الأئمة والوعاظ، وزيادة المنح الدراسية المخصصة لأبناء الشعب اللبناني، داعيًا المولى أن يمنّ على هذا البلد العزيز، على كل عربي ومسلم، بالأمن والاستقرار والتقدم والرخاء. وشدد شيخ الأزهر على ضرورة اصطفاف اللبنانيين وتيقظهم لمحاولات التعدي على سيادة لبنان وبذل الجهود للحفاظ على وحدة أرضه، مشيرًا إلى أن لبنان اليوم في أمس الحاجة لحكمائه وأبنائه المخلصين للم الشمل وتفويت الفرصة على كل من لا يريدون الخير لهذا البلد. 

من جانبه، أعرب سلام بلسان شيخ الأزهر، وتقديره لمواقف فضيلته، والدور الكبير والمؤثر الذي يقوم به فضيلته لبيان الصورة الصحيحة عن الإسلام، ونشر ثقافة السلام وترسيخ قيم الأخوة، قائلًا: "نعتز بالأزهر الشريف، هذا الصرح الإسلامي الشامخ، الذي كان له دور كبير ومهم في بلادنا من خلال علمائه ومبعوثيه وسفرائه من أبناء لبنان الذي أثروا إيجابيًا في إقرار التعايش والتنوع الذي يمتاز به الشعب اللبناني".

ووجه سلام دعوة رسمية للإمام الأكبر لزيارة لبنان، مؤكدًا أن هذه الزيارة ينتظرها كل اللبنانيين، لما يحملونه لشيخ الأزهر من محبة وتقدير كبيرين. وقد رحب شيخ الأزهر بالدعوة الكريمة، مؤكدًا تلبيتها في أقرب فرصة ممكنة.


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :55932 الأربعاء ٢٨ / يناير / ٢٠٢٥
مشاهدة :52921 الأربعاء ٢٨ / يونيو / ٢٠٢٥
مشاهدة :52066 الأربعاء ٢٨ / يناير / ٢٠٢٥
معرض الصور