المحرر الديبلوماسي- مهما قيل في تقييم نتائج حرب غزة تبقى ثابتة واحدة وهي أنّ مصر انتصرت ديبلوماسيا.
الجمعة ٢١ مايو ٢٠٢١
المحرر الديبلوماسي- مهما قيل في تقييم نتائج حرب غزة تبقى ثابتة واحدة وهي أنّ مصر انتصرت ديبلوماسيا. هذا التقدم الديبلوماسي الذي حققته الديبلوماسية المصرية في وقف الحرب يعني الكثير: عادت مصر فاعلة في "الوطن العربي" من اليمن وليبيا والسودان والخليج الى غزة ولبنان. فبعد انكفاء طويل و وتخبّط داخلي، وأزمة اقتصادية كادت تكون كيانية، خرجت مصر من انعزالها لتلعب دورا محوريا في ليبيا ، وفي جبهة التحالف مع السعودية والامارات، وفي إعادة رسم المرحلة الإقليمية الجديدة، وصولا الى حرب غزة. برهنت مصر أنّها البوابة الأصلية لقطاع غزة، ومنها تدخل الى الضفة، وتل أبيب. منذ أسبوع، نقلت ليبانون تابلويد عن مصدر مصري أنّ وقف اطلاق النار سيتم يوم الاثنين الماضي الا أنّ هذا الامر لم يحصل في موعده المتوقع بل طال أياما... فلماذا؟ تصرفت القيادة المصرية بحنكة وعزم مع التعنت الإسرائيلي. كيف؟ مدّ الفريق الديباماسي - الأمني المصري محادثات مع القيادة الإسرائيلية التي رفعت في "الويك اند" الماضي سقف المطالب لوقف اطلاق النار، وراهنت هذه القيادة على الوقت لتحقيق الآتي: -ضرب البنى التحتية لحركات الإسلام السياسي في غزة، عبر تدمير الأنفاق، ووسائل الاعلام، ومكاتب الهندسة الالكترونية، والمصانع التي تُنتج الصواريخ... - محاولة "شرعنة" تطويق غزة بإحكام السيطرة والمراقبة على مداخلها بشكل تمنع اسرائيل بالتعاون مع مصر إمكانية الاستمرار في انتاج الصواريخ عبر الحدّ من تدفق المواد الأولية التي تسمح للفصائل الفلسطينية تصنيع الصواريخ من هذه المواد المستوردة. حسب المعلومات المتوافرة لم تتجاوب القيادة المصرية كليا مع العرض الاسرائيلي. حتى هذه اللحظة، لم يُعرف ما حصدته إسرائيل من وقف اطلاق النار، وهل هناك اتفاق ضمني مع مصر خصوصا لجهة ضبط المعابر وما يتدفّق منها الى داخل غزة. لكنّ الأكيد أن، مصر، تصرفت مع حرب غزة كوسيط محترف،فلم تعارض علنا الاندفاعة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، واستعمل الفريق المصري المفاوض مع الجانب الإسرائيلي سلاح الاعلام المصري الذي تعاطف بشكل علني مع الفلسطينيين وشكل قوة ضغط الى جانب نجاح الديبلوماسية المصرية في تمتين جبهتها بدعمين خليجي وأوروبي من دون إهمال الجانب الأميركي، فنشطت الاتصالات بين واشنطن والقاهرة، في وقت كانت الخطوط مفتوحة بين تل أبيب والقاهرة، وبين تل أبيب والبيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع الاميركيتين. وحصدت الديبلوماسية المصرية في منهجية الخطوط المفتوحة التي اعتمدتها ضغطا اضافيا وفعالا على اسرائيل لوقف حربها على غزة. في المقابل، استغلت مصر "استفراد إسرائيل بقطاع غزة" في وقت اتضح للفصائل الفلسطينية، في قياداتها الموجودة في الداخل أو في قطر،أو حتى في القاهرة، أنّ الداعم الأساسي في حرب غزة لا يمكن أن يتخطى الواقع الجغرافي- السياسي المتمثل بالعلاقة التاريخية بين القطاع ومصر. في هذه النقطة بالذات، لم تضغط مصر على الفصائل الفلسطينية لوقف المواجهة من دون مقابل. اشترطت مصر وقف اطلاق النار المتوازي بين الجانبين المتحاربين، وهذا بحدّ ذاته تعزيز للفلسطينيين في موازين القوى. أرسلت مصر الى القيادة الإسرائيلية رسالة مفادها أن قطاع غزة ليس معزولا، بل هو تحت المظلة العربية، ولا يمكن التعامل معه على أنّه جزء من السياق الإيراني في الإقليم. السؤال المطروح الآن، هل تُكمل مصر جهودها في إعادة الفصائل الفلسطينية، تحديدا حماس والجهاد، الى الحضن العربي، قاطعة الطريق على التغلغل الإيراني والتركي وحتى القطري في القطاع؟ وماذا عن الدور المصري في رسم المرحلة المقبلة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بعدما خلطت انتفاضة فلسطينيي ال٤٨ الأوراق؟ ماذا عن وحدة الصف الفلسطينين الذي يشهد انقسامات عميقة؟ ماذا عن مسار الديمقراطية الذي عرف انتكاسة تأجيل الانتخابات؟ وهل تستعد مصر لتوحيد القيادة الفلسطينية الشرعية في القطاع والضفة؟ الملف الفلسطيني معقّد وصعب ولكن المعلومات الآتية من القاهرة توحي بأنّ القيادة المصرية تدرك أنّ الساحة الفلسطينية هي معبر مصر للعودة الى دورها التاريخي. ويبقى لبنان. لا يُستهان بدور مصر المستجد في الداخل اللبناني منذ زيارة وزير الخارجية سامح شكري الى بيروت بعدما عرج على باريس ووجه ضربة قوية الى المبادرة الفرنسية باعلانه معارضة مصر إخراج هذه المبادرة من تحت المظلة العربية وإخلالها بالتوازنات الطائفية والمذهبية في لبنان. ولعل تصريح سفير مصر ياسر علوي بعد لقائه الرئيس نبيه بري يحمل دلالات الى دخول مصر في التفاصيل اللبنانية كما احتوت التفاصيل الفلسطينية. علوي الذي أشاد بالرئيس بري ومبادراته السياسية حدّد سقفا جديدا لمسار تشكيل الحكومة وهو الالتزام بالدستور وأصوله، بمعنى آخر عدم القفز فوق الموقع السني في تأليف الحكومة. بهذه التفاصيل باتت مصر تهتم بلبنان وبقطاع غزة كما بليبيا والسودان...وهذا يعني أنّ مصر تعود الى الإقليم بما يذكّر بموقعها كقوة إقليمية تتصدّر المشهد مع تركيا وايران والسعودية ... وإسرائيل. وفي هذا المربع الجيوسياسي يبدو أنّ لبنان وقطاع غزة مجالان للسباق الاقليمي الجديد.
يسترجع الاستاذ جوزيف أبي ضاهر صفحة من ذكرياته مع الخوري يوسف عون ويوسف شرابيه.
يتذكّر الاستاذ جوزيف أبي ضاهر صديقه الفنان التشكيلي سمير أبي راشد.
في لحظةٍ تتنازع فيها الخطابات الدينية والمزايدات السياسية على معنى القضية الفلسطينية، جاءت زيارة البابا لتعيد الاعتبار للصوت الحضاري والأخلاقي- الانساني.
يواصل الاستاذ جوزيف أبي ضاهر انتقاد الطبقة السياسية بأسلوبه الخاص.
تفتح إشارة ترامب إلى استقبال الرئيس جوزاف عون في واشنطن بابًا سياسيًا ثقيلًا، قد يُخرج لبنان من سياسة التوازنات نحو لحظة خيارات حاسمة.
تتداخل العوامل السلبية في صناعة الحالة اللبنانية المتشعبة في انهياراتها وابتكاراتها في البقاء.
تتكثّف الإشارات عن تبدّل عميق في مقاربة واشنطن للملف اللبناني، فيما تتقاذف القوى السياسية الاتهامات بتسميم صورة خصومها في العاصمة الأميركية.
ينطلق الأستاذ جوزيف أبي ضاهر من ثقافة كمال جنبلاط كسياسي -أنموذج ليقارن بينه وبين سياسيي هذا الزمن.
في لحظة إقليمية مكتظة بالتغيّرات بعد «طوفان الأقصى»، تبرز الحاجة إلى قراءة متأنّية لمساري السعودية وإيران، ومدى انعكاس هذين المسارين على الساحة اللبنانية .
تضيق هوامش المناورة أمام حزب الله في لحظة إقليمية دقيقة تتشابك فيها الضغوط المالية والسياسية والعسكرية، بينما لبنان بأسره يبدو عالقاً في الكماشة.