Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


العام 2022: الأخطاء الروسية القاتلة في أوكرانيا

يفتح ليبانون تابلويد دفاتر العام ٢٠٢٢ في نهايته بدءا بالحرب الروسية الأوكرانية.

الإثنين ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٢

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

 المحرر الديبلوماسي- لم يتوقع أحدٌ أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حين أعلن في الرابع والعشرين من شباط الماضي العملية المحدودة في أوكرانيا أنّه لن يحقق الانتصار الحاسم والساحق والسريع.

تبدّل المشهد بعد مرور ثلاثمئة يوم على هجوم الجيش الروسي ما يوحي بأنّ هذا الجيش اقترف أخطاء في حرب لم تكن نزهة بل هي الحرب الطويلة الأمد التي تشهد تقلبات ومفاجآت من أبرزها تحرير القوات الأوكرانية آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي التي استولت عليها روسيا، والأهم أنّ كييف التي شكلت الهدف الروسي الأول لا تزال صامدة، مع التذكير أنّ قادة الغرب نصحوا، في بداية حصار العاصمة، الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلنسكي بالهرب منها واللجوء الي دولة غربية .

تتقاطع التحاليل حاليا عند نقطة واحدة وهي أنّ روسيا فشلت في حربها ضدّ أوكرانيا، فما هي أبرز أخطاء الجيش الروسي وقيادتيه العسكرية والسياسية:

-انطلقت الأخطاء منذ بداية "الغزو" عبر حسابات خاطئة في التخطيط والتنفيذ تمثلت في رداءة الاتصالات وارتباك القوات الروسية في مواقع عدة منها محاولات الانزال الفاشلة في أوديسا جنوبا، وكييف حين امتد الطابور الضخم للدبابات الروسية لاقتحام كييف بشكل مباشر، فأتاح هذا الانتشار العسكري الواضح المعالم للجيش الاوكراني باستهدافه سواء عبر طائرات بيرقدار التركية المسيّرة، أو عبر الهجمات بواسطة الصواريخ المضادة للدبابات المحمولة على الكتف، ما أدى إلى إفشال ما يُسمى بهجوم الربيع على كييف.

-تجسدّت  الأخطاء الروسية الأبرز، بسوء التنسيق الجوي والبري، كان يُتوقع خلال الأيام الأولى للحرب أن تجمع القوات الروسية بين المساندة الجوية والهجوم البري والتقدم بحشود كبيرة من المدفعية وقوات المدرعات والمشاة، ومن ثمَّ استباق التحركات من خصومهم بحملةٍ جوية كبيرة وفرض التفوق الروسي على الأراضي الأوكرانية، إلا أن ما حدث أن القادة الروس أمروا قواتهم بالتوجه إلى كييف، وكانت النتيجة أنهم سرعان ما واجهوا نقص الإمدادات، وتباعد القوات، والكمائن الأوكرانية.

ويُعتبر ضعف أداء الجيش الروسي في بدايات الحرب، تحديدا حول كييف، لغزا مدهشا خالف التوقعات، علما أنّ المخابرات الأميركية والبريطانية توقعت هجوما عنيفا يشنه الجيش الروسي في الأرض الأوكرانية المفتوحة بغطاء جوى كثيف، فلم تحصل الهيمنة الروسية الجوية منذ البداية.

نجحت القوات الأوكرانية في استخدام صواريخ أرض-جو قادرة على  تهديد الطائرات الروسية وتشكيل خطر على الطيارين الروس الذين يحاولون دعم القوات البرية، إضافة لاستخدامها الفعال للأنظمة الدفاعية المتوسطة والبعيدة المدى مثل نظام صواريخ إس 300، وللمفارقة هو نظام روسي يفترض أن موسكو تعرفه جيداً.

وزوَّد الغرب أوكرانيا منذ قبل اندلاع الحرب، بآلاف الصواريخ المضادة للطائرات، والمحمولة على الكتف، أغلبها من طراز ستينغر الأميركية  ، الذي يُعتقد أنه أحد أسباب انسحاب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان في نهاية الثمانينيات.

واحدة من نقاط الضعف القوية في أداء الجيش الروسي، نقص الدعم من قِبل القوات الجوية للقوات البرية العاملة على الأرض، حيث لاحظ الخبراء العسكريون أدلة على نقص تنسيق القوات الجوية الروسية مع تشكيلات القوات البرية.

ويُعتقد أن السبب هو الضعف العام للقوات الجوية الروسية والبرية في مسألة التنسيق والاتصالات، وخوض حرب الأسلحة المشتركة التي تتطلب درجة عالية من اللامركزية وإتاحة حرية اتخاذ القرار للقادة الميدانيين، وهو أمر مخالف للطبيعة المركزية التي ورثها الجيش الروسي عن سلفه السوفييتي.

ويُعتقد أن القوات الجوية الروسية تعاني من تأثير الفصل التاريخي منذ العهد السوفييتي بين قدرات القصف وقدرات القتال الجوي، علماً بأن الحرب الحديثة والطائرات المقاتلة المعاصرة متعددة المهام، في حين أن أغلب الطائرات الروسية الشهيرة جذورها طائرات مقاتلات صافية، ولكنها طُوِّرت لتصبح طائرات متعددة المهام، إضافة الى تراجع خبرة الطيارين الروس ...

-من إخفاقات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الشخصية، انه استهان كثيرا بإرادة الاوكرانيين في القتال والدفاع عن وطنهم.لم يتوقع بوتين المقاومة الأوكرانية الشرسة منذ اليوم الأول من الحرب الذي شهد اعلان قائد عسكري اوكراني بأنّ قواته "تدافع دفاعا باسلا وفعالا عن كييف" كاشفا "إبطاء" التقدم الروسي.

اعتقد الكرملين في حساباته، كما ظنّ الاميركيون والبريطانيون، أن الجيش الأوكراني سينهار بوتيرة سريعة فوقعت روسيا في كثير من الأخطاء منها سقوط كييف في أيام قليلة.

استوعبت الاستخبارات الأميركية أخطاءها في التقدير فاندفعت لقلب الطاولة على الروس،بتعزيز القدرات الاستطلاعية للجيش الاوكراني عبر مدّه بمعلومات استخباراتية استطلاعية حصلت عليها من الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع التي تحلّق قريبا من أرض المعركة، في مقابل نقص حاد للطائرات الاستطلاعية الروسية، واتضح ضعف سلاح الجو الروسي بفقدانه الطائرات المسيّرة التي يحاول الآن معالجة هذه الثغرة القوية، خصوصا أنّ سلاحه الجوي عجز عن تأمين جمع المعلومات الدقيقة فكانت المعلومات الاستخبارية تصل الى موسكو ضئيلة مع اتضاح أنّ قدرة التنصت الالكتروني الروسية محدودة مقارنة بدول الناتو.

-ومن الأخطاء، أنّ غرور "بوتين" دفعه الى الاستهزاء بالجيش الاوكراني، فلم يحشد جيدا لجيشه خصوصا أنّ هذا الجيش يغزو ثاني أكبر بلد من حيث المساحة، في أوروبا  بعد روسيا نفسها ،ويبلغ عدد الاوكرانيين نحو أربعين مليونا، فلم يحسب أنّ أوكرانيا ليست "لقمة صغيرة".

وتوقع بوتين انقسام الاوكرانيين تجاه "الغزو" الروسي، ونتيجة هذه الانطباعات حشد بوتين نحو 200 ألف جندي روسي يمثلون نحو ربع قوات جيش بلاده، ولم يرى هناك حاجة لاستدعاء الاحتياطي إلا بعد هجوم الأوكرانيين في خاركييف التي شهدت انكسار الدفاعات الروسية في أول هجوم أوكراني مضاد ومباغت أسّس لتحرير مساحات واسعة من الأراضي التي استولت عليها روسيا آخرها خيرسون.

-تتعدد الأخطاء الروسية منها استنفاد مخزونات الذخائر الدقيقة بعيدة المدى ما أجبر جيشها تسجيل إصابات في أهداف مدنية، والمراهنة على أسطول الدبابات الروسي الأكبر في العالم والذي تعثرت تحركاته الميدانية فوقع في فخ الصواريخ المحمولة على أكتاف الاوكرانيين.

وأثارت هذه الحرب جدلاً غير مسبوق حول مستقبل الدبابات، أمام الجيل الجديد من الأسلحة المضادة.

-سياسيا، استخفّ الرئيس الروسي باحتمال اصطفاف القوى الغربية في مساندة أوكرانيا خصوصا بالدور الفعال لحلف الناتو إضافة الى سوء تقدير تأثير الدعم الأميركي لأوكرانيا ما استنزف القوة الروسية، وهذا مطلب غربي تحقق بفعل أخطاء روسية "قاتلة" .


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :46060 الإثنين ٢٩ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :42936 الإثنين ٢٩ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :42492 الإثنين ٢٩ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور