تصادف اليوم ذكرى اندلاع الحرب اللبنانية في ١٣ نيسان ١٩٧٥.
الخميس ١٣ أبريل ٢٠٢٣
أنطوان سلامه- في ذكرى ١٣ نيسان محطة اندلاع الحرب الأهلية نتذكّر ياسر عرفات كما نتذكّر إسماعيل هنية في اطلاق الصواريخ مؤخرا من الجنوب مستعيدين الذكرى الغائبة – الحاضرة لاتفاقية القاهرة التي جمّلتها القيادات اللبنانية بعبارة "تنظيم العمل الفلسطيني المسلح" في لبنان. قبل الدخول في مقارنة صورتي عرفات وهنية في هذه الذكرى، نتوقف عند اتفاقية القاهرة التي غسلت القيادات اللبنانية أياديها من " دمائها" التي أهرقت ابتداء من ١٣ نيسان ١٩٧٥. توجت اتفاقية القاهرة مسارا من النشاط الفدائي الفلسطيني انطلق من لبنان منذ العام ١٩٦٣ وتصاعد بعد النكسة (١٩٦٧) وعرف ذروته بعد حدثين تاريخيين: -أيلول الأسود(١٩٧٠) الذي طرد فيه الجيش الملكي الأردني الفدائيين الفلسطينيين من المملكة الهاشمية الى جنوب لبنان عبر الأراضي السورية. - موت جمال عبد الناصر المفاجئ الذي ترك فراغا هائلا في الساحة العربية واتجاهاتها القومية، ليقفز ياسر عرفات الى عرش وراثته في المدى العربي بغالبيته السنية، وفي الدائرة اللبنانية بغالبيته الإسلامية واليسارية الهوى. في اتفاقية القاهرة، التي لم يحترمها عرفات أصلا، انقسم اللبنانيون حيالها بين مؤيد للسلاح الفلسطيني (أكثرية المسلمين) ومعارض له (أكثرية المسيحيين) . يومها رمى رئيس حكومة تصريف الأعمال رشيد كرامي "كرة التوقيع" في ملعب شخصيات مارونية، تحديدا قائد الجيش العماد اميل بستاني. توقيع الاتفاق مهّد لتشكيل حكومة جديدة برئاسة كرامي بعد سبعة أشهر على استقالته أو اعتكافه، وهذا الاتفاق ألغاه مجلس النواب العام ١٩٨٧ في عهد الرئيس أمين الجميل. هذه المقدمة تُعيدنا الى ياسر عرفات، القائد الفلسطيني والعربي، الذي تسلّح في لبنان بسلاحين فتاكين: -اتفاقية القاهرة التي تسمح بالعمل الفدائي ولو "منظّما". -نيل عرفات تغطية قيادات أساسية في البلاد كرشيد كرامي وكمال جنبلاط وصائب سلام ومعروف سعد، وعزّز عرفات الذي لم يحكم الجنوب فقط انما بيروت كعاصمة، مظلته بمدّ علاقات شخصية ومؤسساتية مع الزعيم الماروني ريمون اده، ومع خصميه المارونين كميل شمعون وبيار الجميل ، وتحاور مع الجيل الجديد من الموارنة أمثال أمين وبشيرالجميل برغم حدّة الصراع العسكري بينهم. تميّز ياسر عرفات، مع اندلاع الحرب الأهلية، بكاريسما فائقة الإتقان، من بندقيته وبذلته العسكرية ونظارتيه وكوفيته التي رفعها الى مستوى الرمز في الأداء الفدائي. وعرف عرفات، الأخواني النشأة، أن ينفتح على الفاعليات الإسلامية والمسيحية، حتى في لحظات المواجهات العنيفة، فأكثر ما تميّز به "الأداء" العلماني في قيادة الشعب الفلسطيني، خصوصا حين يتحدث عن القدس الإسلامية والمسيحية. لا نردد هذه التوصيفات لكي نمجّد عرفات في ذكرى ١٣ نيسان، فالتاريخ "رجمه" في تدخله السافر في الشؤون اللبنانية واستغلاله التركيبة اللبنانية من أجل أهدافه، لكن الأكيد أنّ عرفات- القائد الشمولي فقد وهجه حين غادر بيروت مع بندقيته ففاوض اسرائيل في أوسلو. فهل لا تزال " القضية الفلسطينية" على حالها بعد اتفاقية أوسلو؟ في المحصلة: عرفات شخصية فلسطينية وعربية جذابة لمن يواليها ولمن يعارضها في آن واحد. أما إسماعيل هنية الذي يقود حركة حماس(حركة المقاومة الإسلامية)، فهو شخصية تعاكس ب"نشافها" شخصية عرفات، والأهم، أنّ هنية يفتقد ليس فقط الى وسائل التواصل مع القيادات اللبنانية والقيادات الإسلامية تحديدا، بل الى أرضية شرعية لا يمكن أن يعطيها إياه حزب الله كما أعطت اتفاقية القاهرة الشرعية لعرفات. ومن يتابع مناقشات مجلس النواب بين العامين ١٩٧٠ و١٩٧٥ يلحظ الحماسة الفائقة لمؤيدي البندقية الفلسطينية لفتح جبهة الجنوب بشكل يتحرر من اتفاقية القاهرة الموقعة بين لبنان والفلسطينيين. فإذا كان عرفات عزّز تحالفا عميقا مع رشيد كرامي وكمال جنبلاط وصائب سلام ومعروف سعد وقيادات الحركة الوطنية وأحزابها وفصائلها ككل، فأين إسماعيل هنية من "وارثي" هذه الشخصيات من فيصل كرامي ووليد جنبلاط وأسامه سعد وتمام سلام الذين التزموا الصمت المريب من اطلاق الصواريخ من الجنوب، سلبا أو إيجابا. وما هو موقف حركة أمل وقيادتها الفاعلة من اطلاق الصواريخ الفلسطينية بعد ذكريات "حرب المخيمات"(١٩٨٥-١٩٨٨)؟ وأين اليسار اللبناني بقاطرته الشيوعية؟ ولماذا هذا الخفوت في الموقف من قيادات حزب الله؟ في ذكرى ١٣ نيسان العام ٢٠٢٣ نتوقف عند اللامبالاة التي صبغت مواقف القيادات اللبنانية من اطلاق الصواريخ، تأييدا أو معارضة، باستثناء صدور موقفين واضحين من مجلس المطارنة الموارنة الذي رفض تحويل لبنان الى "صندوق" رسائل، ومن الرئيس فؤاد السنيورة الذي عارض جعل لبنان "منصة" وجاء موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل "رماديا"مع ميل الى رفض واضح للبندقية الفلسطينية (فقط). في ذكرى ١٣ نيسان تبدّلت المواقع في لبنان من دون أن تُطفأ فتائل الاشتعال، ولكنّ واقعا جديدا أفرزه الزمن بعد اتفاقية أوسلو بتوقيع فلسطيني، أنّ قطاع غزة الذي يسيطر عليه إسماعيل هنية، يتعامل بالشيكل الإسرائيلي مهما حاول حزب الله التخفيف من هذا التطبيع الذي توافق عليه عمليا حماس والجهاد ويوازيه الحزب، في تبريراته، مع العملات الأوروبية والمصرية والاردنية والخليجية المُتداولة أيضا. فالمنظمات التي يتعامل عدد واسع من أفرادها بالشيكل لا يحق لها اطلاق الصواريخ من بلد يدفع غاليا ثمن رفض التطبيع الذي بدأ يتآكل بعد "فضيحة" التنازلات في ترسيم الحدود البحرية. هذه هي العبرة من ذكرى ١٣ نيسان: العودة الى "لبنان أولا" هذا الشعار الذي رفعه وارثو القاعدة التي بنى عليها ياسر عرفات "مجده اللبناني" أي "تيار المستقبل " الغائب عن الوعي" حاليا... وحتى إشعار آخر.
ينتظر اللبنانيون على مفترق تداعيات المواجهة الايرانية الاسرائيلية وانعكاساتها على الساحة الداخلية.
ترك الهجوم الايراني على اسرائيل رسائل مهمة تتخطى فعله المباشر.
تلوح في الأفق بوادر معركة قاسية بين القوات اللبنانية وحزب الله على خلفية مقتل باسكال سليمان، فهل تبقى في إطارها السياسي؟
تبقى صورة باسكال سليمان وعائلته خير مثال لتحديد هوية القاتل والقتيل.
أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البحث عن سبل تمويل إعادة بناء الجنوب.
وجهت اسرائيل باغتيالها محمد رضا زاهدي ضربة موجعة الى محور الممانعة في الاقليم.
تصاعدت المخاوف من إقدام اسرائيل على خطوة عسكرية في الجنوب بعد رفح.
قررت السلطات الأردنية منع وصول المتظاهرين الى الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة كما يحصل في جنوب لبنان.
حقّق رئيس حكومة العراق محمد شياع السوداني انجازات مهمة في مدة قياسية.
يتقدّم الهجوم الارهابي على مسرح في موسكو وسقوط عدد كبير من الضحايا المشهد العالمي المُنشغل بحربي أوكرانيا وغزة.