Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


محمد كريمة القامة الاعلامية ينسحب بهدوء

خسرت العائلة الإعلامية في لبنان وجهاً مضيئا في ذاكرتها: الأستاذ محمد كريمة.

الجمعة ١٢ أبريل ٢٠٢٤

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

 أنطوان سلامه- من الزمن الجميل محمد كريمة.

من زمن، كان المدراء العامون والتنفيذيون في إدارات الدولة، بكل تلاوينها، من النخبة المُختارة.

شغل محمد كريمة منصب المدير العام المساعد في تلفزيون لبنان، لكنّه في الواقع، اختصر كلّ الإدارة، والسلطة، والتنفيذ، والتوجيه، بما اكتنز من صفات تقنية عالية المستوى، ومن جدارة، والأهم في تلك الأخلاق الرفيعة التي لا تُقاس بمقياس هذا الزمن الرديئ.

لم ينفعل يوماً برغم الضغوط.

لم يتفوّه بكلمة سوء برغم "التشبيحات" التي رافقت مسيرته الصعبة والدقيقة.

لم تُعرف هويته الطائفية الا من خلال اسمه...

هو من الجيل المؤسس الذي أتقن فنون التعايش عن اقتناع، وممارسة يومية.

تميّز محمد كريمة بيده المنضبطة في الصرف المالي وهذا ما أثار مراراً اعتراضات من أقسام الإنتاج في التلفزيون، الا أنّه أصرّ.

تميّز بأناقته، بأدائه الراقي، بمعاملته الطيبة لزملائه، ببسمته.

خدم تلفزيون لبنان طويلاٍ، مثلّه في منتديات عربية وغربية،وهو من المدراء العالمين.

لم يسقط محمد كريمة بمظلة من بلاط زعيم، كان دوما يمثّل نفسه الصادقة في موقعه التلفزيوني.

حتى في سنوات الحرب، وما عاناه من قوى الأمر الواقع، حافظ على خيط الوحدة بين محطتي التلفزيون في تلة الخياط والحازمية.

كان من المدراء في الدولة الذين حافظوا على إرث التواصل.

وإذا كان تلفزيون لبنان، أهدر أرشيفه، ومرّ عليه مدراء " جاهلون مغرورون" فاقتلعوا، من مدخله رسومات بول غيراغوسيان(تلة الخياط)، بوحشية لا توصف، وشوّهوا مبنى تلة الخياط باقتلاعه من ذاكرة بيروت، ورموا مبنى الحازمية العريق في سلة مهملات، وقتلوا روح التلفزيون في إبداعه المشهود عليه، فإنّ محمد كريمة حافظ على المستطاع في الحرب، انكسر مراراً، وانتصر بصمته وتسامحه مرات .

شارك محمد كريمة في النهضة التلفزيونية السبّاقة، لبنانياً وعربياً، واعتكف، وفي باله ذكريات وانجازات ولمعات شاشة صغيرة تكبُر بأمثاله.

هذا الصامت انسحب أيضا بهدوء.

لا كمال في الدنيا، لكن محمد كريمة لامسه بطلته الجميلة... وبهذا التأني في الكلام من دون إكثار.... ومن دون إفراغ على منصات الكترونية.

نخسر بغيابه رجلا من صنف الكبار الذين صنعوا الإدارة اللبنانية.

لم يكن مديراً بوجهين، وجهه معروف.

كم تضايقنا من محمد كريمة ليده الماسكة ... لكننا لم ننسى قلبه المفتوح على كرم المحبة والتفاني والالتزام...

لم نقل له يوماً كم أحببناه صديقاً صادقاً، أميناً على رقي تلفزيون قبره وزراء ومسؤولون في مدفن التخلّف.

 محمد كريمة قامة من الزمن الحلو كوجهه الأنيس.

 

 

 


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :46063 الإثنين ٢٩ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :42940 الإثنين ٢٩ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :42495 الإثنين ٢٩ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور