Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


تفكك الطوائف في لبنان: الدروز في مثلث النار (٣)

 يفتح ليبانون تابلويد ملف الدروز العام ٢٠٢٤ في سياق ملف تفكك الطوائف في لبنان.

السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤



اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

 أنطوان سلامه- لم يثأر وليد جنبلاط فقط من دم والده كمال جنبلاط حين التقى أحمد الشرع في القصر الرئاسي في دمشق بل تخطى الدم الدرزيّ الذي أهدرته جبهة النصرة بحق عشرين درزياً في قرية قلب لوزة في محافظة ادلب بتهمة التجديف (٢٠١٥).

حسم جنبلاط الخيار في اتجاه المدى العربيّ- الإسلاميّ طالما أنّ أحمد الشرع يمثّل في ماضيه "النصرة" وفي حاضره قيادة سوريا حيث ينتشر الدروز تاريخيا في امتداد لبنانيّ وفلسطينيّ وفي المهاجر.

عارض دروز السويداء نظام الأسد ولم يقاتلوه.

شاركوا في الثورة السورية بتقيّة من هادن المنظمات التكفيرية.

من خَرم هذا الالتباس دخل جنبلاط الى عاصمة الأمويين كزعيم درزيّ ينضمّ الى زعامات تاريخية من سلطان باشا الأطرش الى الأمير شكيب أرسلان وكمال جنبلاط.

ربح على جبهات عدة، أثبت في جبل الدروز اللبنانيّ أنّ خياره غلب خيارات طلال أرسلان ووئام وهاب.

يختصر لقاء جنبلاط الشرع محطات تاريخية، حديثة في تناقضاتها بين التكفير والمصلحة في إسقاط الأسد، وبين الماضي السحيق حين حافظ الدروز منذ نشأتهم في البيئة الاسلاميّة، على خصوصيّة ايمانية، وانغلاق اجتماعيّ متماسك. اختاروا دوما ما يصبّ في ترسيخ حضورهم القليل العدد في الإقليم، قاوموا الخليفة الفاطمي السابع علي الظاهر بلجوئهم الى جبال وأودية لبنان وسوريا وفلسطين فتحصنوا وانعزلوا لينخرطوا فيما بعد في الصراعات الكبرى بمساعدتهم الأيوبيين والمماليك في صدّ التوسّع الصليبيّ، وفي الوقت نفسه، أسّس الاقطاع الدرزيّ، بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، خطاً ينفتح على الغرب، تحالف فخر الدين مع أمراء توسكانا وباباوات الفاتيكان الى أن مال الدروز الى الانجليز لتأمين ظلال من الاستقلالية في السلطنة العثمانية.

بهذه اللولبية في مسار الدوران حول محور وجوديّ ثابت، تخطى الدروز، في العام ٢٠٢٤، مثلث النار في الحرب الأهلية في سوريا وجبهة المساندة في لبنان وأم المعارك في غزة.

من هذا المثلث الملتهب قذف وليد جنبلاط في دمشق قنبلة "سورية مزارع شبعا" في مرحلة لم يجفّ فيها بعد دم أطفال مجدل شمس في الجولان كضحايا صاروخ لم يعترف حزب الله بإطلاقه، ولا تزال حيّةً حفاوةُ استقبال الرئيس الروحي للموحدين الدروز في فلسطين المحتلة الشيخ موفق طريف لبنيامين نتنياهو في مرحلة العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.

انتقد جنبلاط هذا الاستقبال وتساءل "لماذا الخوف من اتخاذ موقف مناهض لما تقوم به حكومة نتنياهو؟".

يزيد الموقع الدرزيّ في جغرافيا الجولان كنقطة وصل بين الموحدين في المثلث اللبنانيّ السوريّ الفلسطينيّ، في مخاطر مقبلة نتيجة تمدّد الاحتلال الاسرائيليّ وهذا ما يفرض تحديات جديدة على الدروز في مفترقات صعبة، بين غموض المراحل المحروقة في سوريا بانتظار نظام جديد يحترم الأقليّات، وبين انهيارات الدولة اللبنانية وانحلالها ، وتنامي الغطرسة الإسرائيلية في مشاريع توسيع الحدود والضمّ والاستيطان الجديد على مشارف دمشق وجبال حوران، وعلى خطوط التماس التي تحيط جبل الدروز في لبنان.

هي سنة قطعها الدروز بأقل قدر من الخسائر من خلال "لامركزية" القرار في الطائفة الواحدة، توحي الرسائل المتبادلة بين جنبلاط والشيخ طريف باتفاق ضمنيّ على ثابتة سوّقها الشيخ طريف مفادها الحرص على" نقاء الطائفة وهويتها التوحيدية وتاريخها ومستقبلها، وفي الوقت نفسه احترام الدولة وقوانينها وحقوق مواطنيها وحق المواطنة فيها، حالنا حال سائر المواطنين العرب في إسرائيل، راجين أن يبقى دروز لبنان على العهد الثابت في الحفاظ على دولتهم ووطنهم، تماماً كما نرجو من دروز سوريا ومن الدروز في كل مكان، مهما صعبت الظروف".

أثبت وليد جنبلاط أنّه مرجع أصيل بين مرجعيات جبال حوران وفلسطين المحتلة، التزم بخط "التواضع الذكيّ" في قياس حجمه في لعبة الأمم، وهو على أبواب تسليم مرجعيته الكاملة الى نجله الطريّ العود.

إنّها سنة من سنوات الصراع من أجل البقاء لطائفة شبهها يوما وليد جنبلاط بالهنود الحمر الذين استقروا في الأرض الأميركية آلاف السنين وسحقهم المستوطنون الجدد.


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :54279 السبت ٢٨ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :51219 السبت ٢٨ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :50570 السبت ٢٨ / يناير / ٢٠٢٤