يسود التخوف في لبنان من تدهور الأوضاع الأمنية بعد تشييع السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.
الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠٢٥
المحرر السياسي- يسود تخوف اللبنانيين من مرحلة بعد تشييع السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين من أن يرتد حزب الله الى الداخل اللبناني بشكل عنيف وضاغط من أجل تغيير المعادلات مع إصرار النخبة الشيعية، الحزبية والميالة الى الحزب، بأنّ شيعة لبنان لن يعودوا الى " القمقم" أو الاستهزاء بمساعي الدولة الديبلوماسية لتحرير المواقع الخمس المحتلة. بعيداً عن تقييم الحرب ونتائجها ودور حزب الله في إشعالها في تقديرات خاطئة أثبتت التطورات أنّها دمرت القرى الحدودية وأصابت الحزب معنويا وبشريا في الصميم، تتظهّر المعطيات التي يرتكز عليها اللبنانيون للتخوف والقلق والإحباط بعدما لاحت لهم منافذ أمل في إتمام الاستحقاقات الدستورية. أولا، ما حصل في محيط مطار بيروت من تعابير عنيفة واحتكاك دام بين الجيش اللبناني وعناصر الحزب، وهنا تبرز علامة استفهام عن الجهة التي خرقت اتفاقا ضمنيا بين الجيش وجهات من حزب الله وعدت بعدم الاقتراب من المطار أو مهاجمته، وحين سقط هذا الاتفاق اضطر الجيش الى التدخل الرادع. ثانيا، بروز صراع الأجنحة في حزب الله بين أكثر من جهة، محور الشيخ نعيم قاسم ومحمد رعد، ومحاور الكوادر الأمنية والعسكرية، وبدا أنّ الشارع يقرر حركته المحور الأخير. وما أشيع عن "توزيع الأدوار" لا يحجب واقع هذا الصراع الذي يوحي بدخول الحزب في مرحلة جديدة من تعدد الخطابات والولاءات الداخلية وهذا ما يدعو الى القلق. ثالثا، احتكاكات حصلت في المدة الأخيرة بين عناصر من الحزب وحركة أمل وهذا ما يدفع الرئيس نبيه بري الى الحذر في التحرك وإبقاء هامش للتنفس من خلال "الإصرار" على إبقاء عبارة " اعتماد لبنان بكل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي" كما جاء في نهاية البيان الصادر عن اللقاء الثلاثي في قصر بعبدا. رابعا، التجييش الذي تشنه أقلام شيعية ومحللون قريبون من الحزب على رئيسي الجمهورية والحكومة بشكل تطور ميدانيا الى تشويه نصب الرئيس في عقر داره. خامسا، تركيز "الأصوات الشيعية" في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة على "شيطنة" الرئيسين وخضوعهما للاملاءات الأميركية والإسرائيلية وهذا ما انعكس على الشارع في تهجمات العائدين والعائدات الى القرى المدمرة في الجنوب برعاية الجيش. سادسا، التركيز الممنهج على إغفال دور حزب الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية في حدوث "مأساة ومحرقة الشريط الحدودي" يوحي بأنّ هناك من يدفع الى تحويل الأنظار عن العوامل الأساسية التي دفعت الى هذا الانكسار الشيعي والوطني. سابعا، هل سيكون موقف وزراء حزب الله في حكومة نواف سلام مشابها للتعابير التصعيدية التي اعتمدها وزراء الحزب في حكومة نجيب ميقاتي في جلساتها الأخيرة؟ انطلاقا من هذه المعطيات، يتخوف اللبنانيون من الأيام المقبلة ما يطرح علامات استفهام كثيرة منها: هل يعود حزب الله الى مرحلة حصار السراي الكبير أو سيكتفي بضرب شريان المطار؟ هل سيستعيد ظواهر القمصان السود واليوم " المجيد" في السابع من أيار ٢٠٠٨ وماذا عن دروس "شويا" وخلدة والطيونة عين الرمانة وكوع الكحالة؟ وإذا قرر الحزب السيطرة على بيروت، هل يمتلك الجيش اللبناني قرار الحسم انطلاقا من أن سقوط العاصمة هو سقوط للعهد والحكومة... يبقى السؤال: إذا نجح الحزب في قلب المعادلات السياسية بخلق واقع أمني لصالحه هل يستطيع أن يغيّر المعادلات الإقليمية والدولية، والأهم، هل هو قادر على العودة الى الجبهة الأساسية في تحرير الأرض التي احتلتها إسرائيل نتيجة حرب "المساندة"؟ وماذا عن قدرة الحزب على إعادة شبكته السياسية السابقة العابرة للطوائف في ما يُعرف بخط الممانعة أو أنّ المحور الأمني العسكري فيه قرّر "الانعزال" مذهبيا في مغامرة جديدة من مغامراته السابقة التي أدت الى هذا الانهيار الكبير؟ وماذا عن ترميم بنية "وحدة الساحات"؟ هل يمتلك محور "الصقور" في حزب الله أيّ مشروع سياسي أو إمكانات إعادة إعمار ما هدمته اسرائيل بتوحش في حرب برز فيها عامل فريد من نوعه في التاريخ يتمثّل في مقاومة حررت أرضها بنضال طويل ثم عادت واستجلبت "المحتل- العدو" الى أرضها المحررة! وماذا عن مساعي التهدئة هل هي فاعلة في زمن الانفعالات المذهبية والحزبية؟
يسود التخوف في لبنان من تدهور الأوضاع الأمنية بعد تشييع السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.
اقر مجلس الوزراء مسودة البيان الوزاري ، وتتضمن "تحرير الاراضي اللبنانية والتزام 1701 واحتكار السلاح بيد الدولة".
حصلت ليبانون تابلويد على معلومات عن أنّ اللوبي الاسرائيلي يتحرك في الكونغرس الأميركي من أجل تطويق رئيس الحكومة نواف سلام وعزله دوليا.
تفرض تظاهرات حزب الله على طريق المطار مخاطر جمة على مستويات لبنانية وحزبية وشيعية.
عادت الطرقات المؤدية الى مطار بيروت الى دائرة الفوضى وتحكم "مجهولين" بأمنها.
ولدت الحكومة المنتظرة بعد حوالي الثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية.
تواجه الحكومة الفتيّة استحقاقات عدة هذا الشهر المثقل بالمحطات المفصلية.
تنطلق حكومة الرئيس نواف سلام بدعم خارجي وبمروحة سياسية واسعة في الداخل اللبناني.
تشكلت الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام من دون التيار الوطني الحر وتيار المردة.
أرخت تصاريح مورغان أورتاغوس في قصر بعبدا بظلال رمادية على الواقع اللبناني.